هي مشكلة تضرب الملاعب الرياضية، تجعل اللعبة الأجمل تفقد الكثير من جمالها ومن الشعارات التي تنادي بها بهدف الروح الرياضية والترابط، هي "مرض" العنصرية.
هذا الوباء الذي يضرب الرياضة، وكرة القدم كذلك، حيث حدثت في عالم الساحرة المستديرة، أحداث لا يمكن أن تنسى، ولقطات أوقفت العالم أمام فظاعتها، حيث تعرض الكثير من اللاعبين للشتم، بشتى الطرق والأساليب، ولماذا؟ لاختلاف عرق أو بشرة، دين أو بلد.
هي لا تميّز بين أبيض وأسمر وأسود، صحيح أن معظم النجوم السمر يتعرضون للعنصرية، لكن هذا ليس مقياساً، ويجب أن تبقى تلك اللحظات الصعبة المريرة حيّة في ذاكرة المشاهدين، كي نرى مدى صعوبتها، وسلبيات القيام بهذه الأمور التي لا تنتمي إلى الرياضة.
يومها حاول إيتو الخروج من الملعب، عندما كان في صفوف برشلونة الإسباني، تلك الحادثة لن ينساها من عايش النجم الكاميروني، فحين كان ينتظر تنفيذ الكرة، وكان محاطاً باللاعبين، بدأت جماهير نادي ريال سرقسطة تصيح بعبارات عنصرية، عن بشرته، هذا الأمر لم يحتمله اللاعب الخلوق، فانفجر غضباً، وحاول مغادرة الملعب، لأنه لم يعد يقدر على سماع تلك الهتافات الجارحة، ولكن حكم اللقاء، ومجموعة من لاعبي الفريق الثاني، وزملاءه في البرسا، وعلى رأسهم رونالدينيو، ومدربه فرانك ريكارد، أقنعوه بالعودة إلى اللقاء ومتابعته.
ولم تتوقف معاناة إيتو حتى بعد رحيله إلى إنتر ميلان، حين تعرض لتلك الانتهاكات، من جماهير كالياري، ويقول المهاجم المخضرم عن هذا الأمر: "يمكنك الفوز بدوري الأبطال والبطولات، وتسجيل الأهداف، ولكن أن تكون في مركز يؤثر على الملايين من الناس، فهو شيء مختلف تماماً"، وأتى هذا الحديث بعدما حصد إيتو جائزة بسبب موقفه الصارم بالقول "لا للعنصرية".
ويعود إيتو للحديث عن تلك اللحظات بالقول: "عندما تكون لاعب كرة قدم، وتبذل ما بوسعك من جهد، لا يمكن أن تتوقع التعرض لمثل هذه المواقف، لكن عندما حصل الأمر معي، لم أصدق، في تلك اللحظة قررت مغادرة الملعب، كان موقفاً لا يطاق، لا أفهم كيف لشخص أن يظن نفسه أفضل من شخص آخر".
ويضيف إيتو: "كنت قد منعت أولادي من الذهاب للملعب، ومشاهدة المباريات من هناك، كل ذلك لأنه يمكن لهم سماع صوت الجماهير، تهتف ضد والدهم، بسبب أنه أسود، أو بسبب إطلاقهم أصوات القردة، ورمي الموز".
اقرأ أيضاً: نجوم الكرة والتدخين.. أغرتهم "السيجارة" فسقطوا في عشقها