ضمن برنامج سينمائي خاصٍّ بفعاليات يوم الهجرة الذي يوافق 17 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تنطلق، مساء اليوم، سلسلة عروض الفيلم الروائي الطويل "البئر" (2015) للمخرج الجزائري لطفي بوشوشي (1964)، في "متحف السينما الجزائرية" في مدينة وهران غرب الجزائر، وتستمرّ حتى السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
يأتي ذلك بالتزامن مع انطلاق العروض المحلية للفيلم، أمس الأربعاء، والتي يُنتظر أن تنطلق في قاعات السينما في 23 محافظةً جزائرية، في إطار التحضير للدورة التاسعة والثمانين من مسابقة "الأوسكار" في شباط/ فبراير المقبل.
وكانت لجنة سينمائية يترأسها المخرج محمد لخضر حمينة صاحب "السعفة الذهبية" في "مهرجان كان" اختارت الشريط لتمثيل الجزائر في "أوسكار" ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي.
جاء هذا الترشيح ليُحيي آمال المشتغلين في مجال الفن السابع، ويعيد إلى الأذهان السنوات الذهبية للسينما الجزائرية، خصوصاً أن العمل الذي يعدّ أولّ شريط سينمائي طويل لـ بوشوشي حقّق نجاحاً لافتاً على الصعيدين الجماهيري والنقدي، وتُوّج إلى الآن بقرابة 11 جائزة في مهرجانات سينمائية عربية وأجنبية.
وتُبدي الجهات الرسمية اهتماماً كبيراً بالترشيح؛ إذ دعا وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، مؤخّراً، جميع المؤسّسات الثقافية إلى الالتفاف حوله، كما دعا صاحب العمل الجمهور والمؤسّسات الرسمية إلى دعمه، من أجل الوصول إلى القائمة القصيرة للمسابقة، على الأقل.
ويتناول "البئر" (90 دقيقة) جوانب من تاريخ حرب التحرير الوطني في الجزائر، مصوّراً فظائع الاستعمار الفرنسي، من خلال معاناة سكان قرية محاصرة في جنوب الجزائر وتواجه نقصاً حادّاً في المياه.
ما من شكّ في أن الدعم الرسمي الذي يلقاه الفيلم من طريقه إلى "أوسكار" مشروعٌ تماماً، خصوصاً أنه من إنتاج المؤسّسة الرسمية ذاتها، لكن اللافت هو غياب هذا الدعم عن أفلام كثيرة أُنتجت خلال السنوات الأخيرة، بما فيها تلك التي أُنتجت بتمويل حكومي، والتي عُرض بعضها أمام الجمهور مرّة أو مرّتين فقط، ثمّ أُعيدت إلى الأدراج تحت مبرّرات عديدة؛ أبرزها نقص أو غياب قاعات السينما.
سيكون من الجيّد أن يُعاد الالتفات إلى تلك الأفلام وإخراجها إلى النور في عروض تذهب إلى مختلف المحافظات على غرار "البئر"، وألّا يقتصر ذلك على مناسبات مثل "أوسكار" أو غيرها.