ترتفع وتيرة المناقشات والحوارات السياسية المكثفة حول اليمن في أكثر من عاصمة عربية ودولية، فيما تشهد العمليات العسكرية تصعيداً، بما في ذلك عمليات التحالف العشري التي تستهدف صواريخها، منذ أيام، جميع معسكرات ومواقع ومخازن الأسلحة لمليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في كل مناطق اليمن، فضلاً عن التطور الجديد أيضاً وهو استهداف منازل كل القيادات والمسؤولين الموالين للحوثيين وصالح.
وأكد مصدر سياسي يمني موجود حالياً في الرياض، لـ"العربي الجديد"، أنّ "لقاءات مسقط مستمرة بين مسؤولين أميركيين والحوثيين، فضلاً عن دخول الأمم المتحدة على الخط"، مضيفاً أن "لا دور للأطراف السياسية في مؤتمر الرياض في لقاءات مسقط، باعتبارها حوارات منفصلة". لكن المصدر نفسه أوضح أنّ "مباحثات مسقط سيتم نقل فحواها إلى الأطراف السياسية في الرياض، مع احتمال أنها لقاءات تمهيدية" قبيل محادثات جنيف التي تأجلت بعد أن كانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن نيتها عقدها اليوم، الخميس، لكن موعدها جوبه برفض من الحكومة اليمنية، ما أفضى إلى تأجيلها.
ورداً على اعتبار البعض أن لقاءات مسقط، تثبت فشل المبعوث الأممي الجديد الى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، رأى المصدر أنه "لا نستطيع القول إن المبعوث الجديد فشل، لكن هو في مهمة صعبة ولا يزال يبذل الجهود لإعادة المسار السياسي، وفتح حوار بين جميع الأطراف السياسية اليمنية". ولفت المصدر إلى أن "المبعوث الأممي لم يستند إلى قاعدة المرجعيات، التي توافقت عليها القوى السياسية، وأهمها المبادرة الخليجية، وحاول أن يتجاوز هذه المرجعيات، لإرضاء المليشيات الحوثية وصالح، ووقع في الأخطاء نفسها الذي وقع فيها سلفه جمال بنعمر". وأضاف: "يجب أن تتركز مهمة المبعوث الأممي على تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن، وإيجاد آلية لتطبيق مخرجات الحوار الوطني، فاليمن ليس بحاجة لحوارات جديدة. المشكلة تكمن في تعنت المخلوع والمليشيات في تنفيذ المخرجات والاتفاقيات".
تتزامن هذه التطورات مع ترجيح البعض، بناءً على مشاورات ولقاءات تجري في الرياض، إمكانية انضمام الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة الضغوط على الحوثيين والرئيس المخلوع في الوقت الذي تستمر فيه الأطراف السياسية اليمنية في الرياض في إجراء مشاورات وبحث سبل تنفيذ مخرجات حوار الرياض. وتأتي لقاءات مسقط ومشاورات الرياض وسط عمليات عسكرية تعدّ الأعنف، ولا سيما ضربات التحالف العشري، إذ أشعلت الغارات الجوية نيران مخازن الأسلحة التابعة لمليشيات الحوثيين والمخلوع في معظم مناطق اليمن. وتوسعت العمليات لتصل إلى مناطق نائية في اليمن، واستهداف مباشر لمئات منازل قيادات الحوثيين ومسؤولين موالين لصالح.
اقرأ أيضاً: الضالع "محرّرة" والعطاس يقود معسكر مقاطعة جنيف
وفي الوقت الذي بدأ فيه التحالف استخدام الصواريخ الأكثر تأثيراً التي تخترق مخازن الأسلحة في الجبال، أعلنت مليشيات الحوثيين والمخلوع عن استخدام صواريخ غراد والنجم الثاقب، والأخير صنع محلي أعلن عنه أول من أمس. في موازاة ذلك، لجأ الحوثيون وقوات المخلوع إلى وضع مئات المختطفين والمعتقلين لديهم كدروع بشرية في مخازن الأسلحة سواء داخل المعسكرات أو المنازل أو المباني حكومية. وعمدوا إلى هذه الخطوة في مواقع في الجنوب بينها مطار عدن وقاعدة العند الجوية، أو في الشمال في مدن صنعاء وذمار.
وكان طيران التحالف قد كثّف غاراته على مواقع مليشيات الحوثيين والمخلوع في معظم مناطق الجنوب، وسط تراجع للمليشيات في معظم الجبهات، ولا سيما بعد أنباء تفيد عن أن الغارات الجديدة أثّرت بشكل كبير على عمليات الحوثيين وقوات المخلوع في الجنوب، مع ترجيح البعض أن المليشيات سحبت جزءاً من عناصرها ونقلتهم إلى الحدود السعودية اليمنية في صعدة في ظل المواجهات التي تشهدها.
وفي صنعاء، استهدفت سلسلة غارات، أمس الأربعاء، معسكر قوات الأمن الخاصة، فيما أشارت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التي يسيطر عليها الحوثيون إلى سقوط 40 قتيلاً وجرح 100 آخرين في حصيلة أولية. كذلك استهدفت الغارات معسكر قوات الأمن الخاصة، جبل النهدين ومعسكر قوات العمليات الخاصة في الصباحة، ومواقع متفرقة بالعاصمة صنعاء. أما في محافظة حجة، شمالي اليمن، فقد شنّ التحالف العديد من الغارات. وأعلن الحوثيون أنها أسفرت عن سقوط 39 قتيلاً ونحو 18 جريحاً في منطقة المرزق.
اقرأ أيضاً: اليمن: تأجيل جنيف لن يطول... والرياض لا تفاوض الحوثيين