لقاء لندن الليبي... تدويل للحلّ ومشاركة مصر والإمارات رسالة سلبية

طرابلس

عبد الله الشريف

avata
عبد الله الشريف
15 سبتمبر 2017
E8A5AA4A-C000-46F2-A9EE-2B39F3AA5D5D
+ الخط -
على عكس المساعي الأفريقية التي حرصت على حضور ممثلي الأزمة الليبية، فقد تغيب هؤلاء الممثلون عن اجتماع لندن، الذي شاركت فيه دول عربية وأجنبية فاعلة في الملف الليبي.

واعتبر مراقبون ليبيون أن عدم وجود تمثيل ليبي خلال لقاء لندن رسالة واضحة موجهة للفاعلين في ليبيا، مفادها أن الملف الليبي تم تدويله لتبقى مفاتيح حله بيد الأطراف المعنية به، فيما اعتبر آخرون أن اللقاء تمهيدي للقاء أوسع في نيويورك بمشاركة ليبية.

واعتبر كثير من المراقبين للشأن الليبي أن تغييب ممثلي ليبيا عن اللقاء جاء لمداولة الملف بعيدا عن عراقيل ومطالب وتشنجات الأطراف، في محاولة لبلورة رؤية مشتركة حول الملف، كما أن المصالح المتقاطعة لدول غربية وإقليمية شكلت عرقلة إضافية لمسيرة السلام في البلاد.

لكن شخصيات ليبية بارزة ومنها المحلل السياسي علي الصلابي، انتقدت حضور الإمارات ومصر لفعاليات اللقاء، واعتبر الصلابي خلال تصريح صحفي أن مشاركتهما "تمثل رسالة سلبية إلى الليبيين، الذين اكتووا وما زالوا يكتوون بالنيران المصرية والإماراتية".

وقال: "لا شك في أن اجتماع لندن بمشاركة المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، يحمل أهمية كبرى، ويعكس انشغال العالم بليبيا، لكن هذا الاهتمام لا يبدو جديا، لأنه أشرك في أعماله كل من النظامين المصري والإماراتي، وكلاهما أصبح طرفا معاديا ليس للثورة الليبية فحسب، بل وللشعب الليبي".

وأشار الصلابي إلى أنه "وإن كان لا بد من إشراك الأطراف الإقليمية ذات المصلحة في المصالحة الليبية، فإنه كان الأجدر إشراك تونس والجزائر والمغرب، التي استضافت اجتماعات الصخيرات وأسست لحكومة الوفاق التي تشارك اليوم في اجتماعات لندن".

من جهته، اعتبر بيان وزارة الخارجية الإيطالية أن الاجتماع الذي تم بحضور المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، جاء لبحث وضع العملية السياسية في ليبيا وتبادل وجهات النظر حول كيفية دعم عمل الأمم المتحدة تمهيدا للاجتماع المرتقب في نيويورك، في 20 سبتمبر الجاري حول الملف الليبي.

وأوضح البيان الإيطالي أن اللقاء "ناقش ملامح خارطة طريق تركز على بعض التغييرات في اتفاق الصخيرات واحتمال إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية".

واعتبر الجانب الأميركي المشارك في اللقاء، على لسان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني، بوريس جونسون، أن "الانتخابات في ليبيا يجب أن تجرى بشكل عاجل لإنهاء الأزمة والانقسام في البلاد"، بينما اعتبر نظيره البريطاني في ذات المؤتمر أن "الانتخابات يجب أن تجرى مطلع العام المقبل ضمن جدول زمني صحيح".

وحول أسباب انعقاد اللقاء في لندن، أوضح بيان للخارجية البريطانية أنه جاء "لبحث سبل كسر حالة الجمود السياسي في ليبيا وبناء الزخم دعماً لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وممثله الخاص غسان سلامة".

وأضافت الوزارة أن اللقاء "يساعد في إحلال الاستقرار في إطار مساعي المملكة المتحدة الرامية لمكافحة خطر الإرهاب، ومسألة الهجرة غير القانونية".

ولمّحت بيانات وزارتي خارجية بريطانيا وإيطاليا إلى أن اللقاء الدولي الذي سينعقد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، سيناقش خارطة طريق سيعلن عنها المبعوث الأممي أمام أعضاء الجمعية العامة، كمحصلة لنتائج لقاءاته مع الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية الليبية.

 

ذات صلة

الصورة
عناصر من قوات الامن الليبية في طرابلس 26 أغسطس 2024 (محمود تركية/فرانس برس)

سياسة

قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة.
الصورة
المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن"، ريتشارد برنارد/سياسة/إكس

سياسة

يواجه ريتشارد برنارد، المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن"، ثلاث تهم تتعلق بدعم منظمة محظورة بموجب قانون الإرهاب في بريطانيا.
الصورة
حفل لفرقة ماسيف أتاك البريطانية في مدينة بريستول، 25 أغسطس 2024 (إكس)

منوعات

أضاءت ألوان العلم الفلسطيني، الأحد، متنزّه كليفتون داون في مدينة بريستول البريطانية، خلال عرضٍ موسيقي لفرقة ماسيف أتاك الشهيرة.
الصورة
تظاهرة ضد العنصرية في بريطانيا "اللاجئون هم موضع ترحيب هنا" في برمنغهام، 7 أغسطس 2024 (توماس كرايش/الأناضول)

سياسة

شارك آلاف المناهضين للعنصرية، الأربعاء، في تظاهرات جرت بمدن عدة في بريطانيا تنديداً بتظاهرات نظمها اليمين المتطرف في الأيام الأخيرة وتخلّلتها أعمال عنف.
المساهمون