لقاء مغلق بين عباس وكيري وضغوط لتقديم تنازلات

27 مارس 2014
كيري يسعى لانقاذ خطته في دبلوماسية 11 ساعة(GETTY)
+ الخط -

عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الأربعاء اجتماعاً مغلقاً مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان، رشحت عنه تسريبات حول البحث في بنود خطة الإطار، غير الرسمية، وإطلاق الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، وفلسطينيي الداخل، وفُرص تمديد المفاوضات لما بعد انقضاء مهلتها المحددة في 29 أبريل/ نيسان المقبل.

وقالت مصادر مطلعة في العاصمة الأردنية، حيث عقد اللقاء في مكان بعيد عن وسائل الإعلام، إن الوزير كيري عرض على الرئيس الفلسطيني مقترحات جديدة من أجل استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. ولم يقدم عباس رداً بشأن تلك المقترحات.
وأوضحت المصادر "أن الجانب الأميركي يضغط على الطرف الفلسطيني لتقديم تنازلات أمام التعنت الإسرائيلي المستمر"، ولفتت المصادر نفسها إلى أن "الأجواء لا تبشر بتحقيق اختراق كبير، ما لم يقدّم الأميركيون عرضاً متوازناً".  

وكان الرئيس الفلسطيني قد عاد لتوه من الكويت، حيث أكد في كلمته أمام القمة العربية، رفضه الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وكرر المطالب الفلسطينية بضرورة إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة.

وفي وقت سابق، سرب عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" نبيل شعث لـ"العربي الجديد" بعضاً من بنود اتفاقية الإطار المعروفة باسم خطة كيري، والتي أشارت إلى عدم انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأغوار وقمم جبال الضفة الغربية، وأن تكون القدس عاصمة فلسطينية ضمن مشروع القدس الكبرى، وأن تظل السيادة الإسرائيلية على الأجواء الفلسطينية.  

وكان سفير فلسطين لدى الأردن عطا الله خيري قد استبق المباحثات بين عباس وكيري بالقول إنها ستركز على إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المقررة يوم غد الجمعة (29 الجاري)، والعودة من جديد إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف خيري أن "عودة الجانب الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات ستكون ضمن الثوابت الوطنية"، موضحاً أن تلك الثوابت تعني "الحدود، وأن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وأن تقوم دولتنا المستقلة على حدود 1967، وأن تضمن حق الفلسطينيين في المياه وعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى ووقف الاستيطان".

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد التقى وزير الخارجية الأميركي، وتطرق اللقاء إلى آخر المستجدات في إطار تحرك كيري على صعيد مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية".

وذكر بيان صحافي أن "ملك الأردن جدد موقف بلاده الداعم لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية".

كذلك شدد على ضرورة "تحقيق السلام العادل والشامل، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وبما يحمي ويصون مصالح الأردن، خصوصاً تلك المرتبطة بقضايا الوضع النهائي".

وبحسب البيان، تناول اللقاء أيضاً أبرز التطورات الإقليمية، خصوصاً مستجدات الأزمة السورية.

يشار إلى أن كيري قطع زيارته لإيطاليا امس الأربعاء في محاولة لإنقاذ محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وجاءت الزيارة التي استغرقت 11 ساعة، بعد نحو أسبوع من عقد قمة في واشنطن بين عباس والرئيس الأميركي باراك أوباما، والتي لم تسفر عن تقدم ملموس، بسبب الشروط الإسرائيلية.

وتقول مصادر إعلامية إسرائيلية، إن تل أبيب تشترط أن تفرج الولايات المتحدة عن الجاسوس جوناثان بولارد في مقابل الافراج عن أسرى فلسطينيين، وأن يصار إلى  تمديد المفاوضات إلى ما بعد المهلة المقررة.

وقال مسؤولون أميركيون إن كيري تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اثناء رحلته من روما التي استغرقت ثلاث ساعات. ومن المقرر أن يعاود الاتصال به بعد لقاء عباس.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف في تصريح صحافي: "لا خطط حالياً للإفراج عن جوناثان بولارد".

وكان نادي الأسير الفلسطيني قد أوضح أن هناك 30 أسيراً يفترض أن تطلق إسرائيل سراحهم في 29 الجاري، منهم 14 من فلسطينيي الداخل".