الفيديو الأوّل: عمال سوريون مقيّدون وسط الطريق، وحولهم، يتجمّع لبنانيون، يشاهدون "الفرجة" ببهجة عارمة. حدث عاديّ، في يوميّات لبنانية عادية.
الفيديو الثاني: رجل لبناني، مريض بنفسيّته وبإنسانيّته، يُجلس ثلاثة أطفال سوريين أرضاً، ويهددّهم بالذبح... لعبة عادية، في يوميّات لبنانية عادية.
الفيديو الثالث: أبو عباس اللبناني، يعلّم ابنه الطفل، كيف يضرب بعنف طفلاً سوريّاً. الخوف يقفز من عيني الطفل السوري. ترفيه عادي، في يوميات لبنانية عادية.
الأرجح أننا بلغنا الحضيض. نحن في القاع، ولا درك أدنى مما وصلنا إليه. في أرض النفاق، كل شيء مباح. وبسهولة فائقة، يمكن أن نغطي عنصريتنا بثوب وطني جميل. قد نقنع أنفسنا أنّ كل هذه العنصرية هي وليدة معركة عرسال لكننا كلّنا نعرف أنها ليست كذلك.
منذ عام 2005، والجنسية السورية هي تهمة. مئات السوريين قتلوا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولم يتجرّأ أحد على الاعتراض، وسط صمت إعلامي مخيف.
اليوم يقتل السوريون، يهانون ويذّلون في النهار، وفي الليل يتحوّلون إلى مادة غنية للبرامج الكوميدية: يمكن وصف السوري بـ"الغبي"، يمكن تعييره بفقره وبلجوئه، عادي جداً. وعندما تحاول بعض نشرات الأخبار الإشارة بالإصبع إلى عورتنا، تنهال الاتصالات على غرفة أخبارها من "مواطنين شرفاء" يستنكرون الخروج من القطيع! وفي أغلب الحالات تحاول المؤسسات الإعلامية "الموازنة" بين تقاريرها، فمقابل تقرير يدين العنصرية، نشاهد رسالة مباشرة يطل فيها أحد "الوطنيين" يدعو إلى خطف سوريين لإعادة العسكريين المخطوفين.
نحن لبنانيون، نعتذر من السوريين، نعتذر نيابة عن شعب كامل. نعتذر نيابة عن "زعران" تحميهم طوائف وأحزاب، تحميهم كل الطوائف وكل الأحزاب... مرّة جديدة: "اغفروا لنا ما تصنعه عنصرية بعضنا".
الفيديو الثاني: رجل لبناني، مريض بنفسيّته وبإنسانيّته، يُجلس ثلاثة أطفال سوريين أرضاً، ويهددّهم بالذبح... لعبة عادية، في يوميّات لبنانية عادية.
الفيديو الثالث: أبو عباس اللبناني، يعلّم ابنه الطفل، كيف يضرب بعنف طفلاً سوريّاً. الخوف يقفز من عيني الطفل السوري. ترفيه عادي، في يوميات لبنانية عادية.
الأرجح أننا بلغنا الحضيض. نحن في القاع، ولا درك أدنى مما وصلنا إليه. في أرض النفاق، كل شيء مباح. وبسهولة فائقة، يمكن أن نغطي عنصريتنا بثوب وطني جميل. قد نقنع أنفسنا أنّ كل هذه العنصرية هي وليدة معركة عرسال لكننا كلّنا نعرف أنها ليست كذلك.
منذ عام 2005، والجنسية السورية هي تهمة. مئات السوريين قتلوا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولم يتجرّأ أحد على الاعتراض، وسط صمت إعلامي مخيف.
اليوم يقتل السوريون، يهانون ويذّلون في النهار، وفي الليل يتحوّلون إلى مادة غنية للبرامج الكوميدية: يمكن وصف السوري بـ"الغبي"، يمكن تعييره بفقره وبلجوئه، عادي جداً. وعندما تحاول بعض نشرات الأخبار الإشارة بالإصبع إلى عورتنا، تنهال الاتصالات على غرفة أخبارها من "مواطنين شرفاء" يستنكرون الخروج من القطيع! وفي أغلب الحالات تحاول المؤسسات الإعلامية "الموازنة" بين تقاريرها، فمقابل تقرير يدين العنصرية، نشاهد رسالة مباشرة يطل فيها أحد "الوطنيين" يدعو إلى خطف سوريين لإعادة العسكريين المخطوفين.
نحن لبنانيون، نعتذر من السوريين، نعتذر نيابة عن شعب كامل. نعتذر نيابة عن "زعران" تحميهم طوائف وأحزاب، تحميهم كل الطوائف وكل الأحزاب... مرّة جديدة: "اغفروا لنا ما تصنعه عنصرية بعضنا".