24 يناير 2019
لوبي عربي في أميركا
محمود البازي (سورية)
أخيرا، صار لنا نحن العرب لوبي في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه يختلف عن اللوبي الإسرائيلي، من حيث أن الأخير يؤثر بقوة على صناعة القرار الأميركي من خلال جماعات الضغط التي يمتلكها هناك، بل يمكن القول إن على أي مرشح أميركي يريد الفوز بمنصب الرئاسة أن يرضي هذا اللوبي بوعود تحقق مصالح إسرائيل في المنطقة.
ومن هنا، لم يكن وعد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس هو الأول من نوعه. بل قد يفاجأ القارئ، حين نخبره أن مشكلة عاصمة إسرائيل الأبدية كما وصفها دونالد ترامب تعود إلى عام 1999، حيث أقامت شركة والت ديزني معرضاً في قرية إيبكوت في أورلاند في ولاية فلوريدا الأميركية، احتفالاً بقدوم الألفية الثالثة، وذلك بمشاركة أربعين دولة منها إسرائيل. ومن الدول العربية، شاركت العربية السعودية والمغرب، وكان شعار الجناح الإسرائيلي "القدس العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل".
ومنذ ذلك الوقت، أصبح حريا بكل رئيس أميركي أن يستجدي إسرائيل واللوبي الخاص بها في الولايات المتحدة من خلال مقولة "القدس ستبقى عاصمةً أبدية وموحدة، لدولة إسرائيل". هذه العبارة المنقولة حرفيا عن باراك أوباما، الرئيس الأكثر انفتاحًا واعتدالًا في تاريخ الولايات المتحدة، قبيل خوضه معركة الانتخابات بأشهر، في خطابٍ ألقاه أمام منظمة آيباك، أهمّ منظمات اللوبيّ الصهيوني في أميركا.
أما اللوبي العربي فعلى العكس من ذلك، يسعى إلى التأقلم مع القرارات الأميركية في المنطقة، ما يجعله بعيدا جدا عن مصطلح اللوبي، وإن كان لهذا اللوبي تأثير سيكون في القضايا التي تضر المنطقة، وتضر العرب والمسلمين أنفسهم.
هدف اللوبي العربي محاصرة قطر ومقاومة النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، والتأثير على الانتخابات الأميركية لفوز دونالد ترامب (الرجل المبتز للعرب والكاره للمسلمين) والتعاون لتمرير صفقة القرن، وهي أهداف بعيدة جدا عن المصالح الاستراتيجية التي على السعودية والإمارات المطالبة بها، ومنها إنهاء الحرب في اليمن، بعد المبالغ الطائلة التي تكبدتها تلك الحكومات، والتأثير على الحكومة العراقية، لإقامة علاقات مع الإمارات والسعودية لدور العراق المحوري في التوازن بالمنطقة، إيجاد حلول مناسبة للحرب في سورية، فمن يظن أن تصريح دونالد ترامب عن الخروج من سورية قريبا هو تصريح عبثي فهو واهم. فالتاجر دونالد ترامب، يهمه فقط الأرقام والأموال، ومن المستحيل أن يكون تدخله في سورية هو فقط القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية هناك، وصرف مليارات الدولارات هناك، ومن ثم الخروج من هناك بدون مكاسب. إنها مراوغة جديدة من الرئيس الأميركي لابتزاز العرب، إذ سبق لترامب أن طالب السعودية بدفع مبلغ 4 مليار دولار لتعزيز الوجود الأميركي في سورية وتحقيق أهداف استراتيجية.
وعلى ما يبدو أنّ العرب على وشك أن يقعوا في الخطأ نفسه، إذ صرح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إن على أميركا البقاء في سورية على المديين، المتوسط والطويل، وأخر الأهداف الاستراتيجية هو إيجاد توازن بين تركيا/ إيران والمنطقة العربية، وليس اعتبار تركيا وايران عدوا للسعودية والإمارات، فالمنطقة ليست بحاجة لحروب جديدة بل هي بحاجة لتفاهمات جديدة.
أخيرا، إن المنطقة بالفعل بحاجة لقيادات شابة لإدارة المنطقة وانتزاعها من أتون الحرب التي تقضي على الشباب العربي وعلى أحلامه. وبالفعل، نحتاج لمؤسسات ضغط تمارس ضغطا في دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، إلا أن هذه الدوائر يجب أن يكون لها مصالح استراتيجية مشروعة وطويلة الأمد وأهداف بعيدة عن النزعات الشخصية، وأن تستطيع أن تزاول عملها لتحقيق المصالح العربية والإسلامية.
ومن هنا، لم يكن وعد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس هو الأول من نوعه. بل قد يفاجأ القارئ، حين نخبره أن مشكلة عاصمة إسرائيل الأبدية كما وصفها دونالد ترامب تعود إلى عام 1999، حيث أقامت شركة والت ديزني معرضاً في قرية إيبكوت في أورلاند في ولاية فلوريدا الأميركية، احتفالاً بقدوم الألفية الثالثة، وذلك بمشاركة أربعين دولة منها إسرائيل. ومن الدول العربية، شاركت العربية السعودية والمغرب، وكان شعار الجناح الإسرائيلي "القدس العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل".
ومنذ ذلك الوقت، أصبح حريا بكل رئيس أميركي أن يستجدي إسرائيل واللوبي الخاص بها في الولايات المتحدة من خلال مقولة "القدس ستبقى عاصمةً أبدية وموحدة، لدولة إسرائيل". هذه العبارة المنقولة حرفيا عن باراك أوباما، الرئيس الأكثر انفتاحًا واعتدالًا في تاريخ الولايات المتحدة، قبيل خوضه معركة الانتخابات بأشهر، في خطابٍ ألقاه أمام منظمة آيباك، أهمّ منظمات اللوبيّ الصهيوني في أميركا.
أما اللوبي العربي فعلى العكس من ذلك، يسعى إلى التأقلم مع القرارات الأميركية في المنطقة، ما يجعله بعيدا جدا عن مصطلح اللوبي، وإن كان لهذا اللوبي تأثير سيكون في القضايا التي تضر المنطقة، وتضر العرب والمسلمين أنفسهم.
هدف اللوبي العربي محاصرة قطر ومقاومة النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، والتأثير على الانتخابات الأميركية لفوز دونالد ترامب (الرجل المبتز للعرب والكاره للمسلمين) والتعاون لتمرير صفقة القرن، وهي أهداف بعيدة جدا عن المصالح الاستراتيجية التي على السعودية والإمارات المطالبة بها، ومنها إنهاء الحرب في اليمن، بعد المبالغ الطائلة التي تكبدتها تلك الحكومات، والتأثير على الحكومة العراقية، لإقامة علاقات مع الإمارات والسعودية لدور العراق المحوري في التوازن بالمنطقة، إيجاد حلول مناسبة للحرب في سورية، فمن يظن أن تصريح دونالد ترامب عن الخروج من سورية قريبا هو تصريح عبثي فهو واهم. فالتاجر دونالد ترامب، يهمه فقط الأرقام والأموال، ومن المستحيل أن يكون تدخله في سورية هو فقط القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية هناك، وصرف مليارات الدولارات هناك، ومن ثم الخروج من هناك بدون مكاسب. إنها مراوغة جديدة من الرئيس الأميركي لابتزاز العرب، إذ سبق لترامب أن طالب السعودية بدفع مبلغ 4 مليار دولار لتعزيز الوجود الأميركي في سورية وتحقيق أهداف استراتيجية.
وعلى ما يبدو أنّ العرب على وشك أن يقعوا في الخطأ نفسه، إذ صرح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إن على أميركا البقاء في سورية على المديين، المتوسط والطويل، وأخر الأهداف الاستراتيجية هو إيجاد توازن بين تركيا/ إيران والمنطقة العربية، وليس اعتبار تركيا وايران عدوا للسعودية والإمارات، فالمنطقة ليست بحاجة لحروب جديدة بل هي بحاجة لتفاهمات جديدة.
أخيرا، إن المنطقة بالفعل بحاجة لقيادات شابة لإدارة المنطقة وانتزاعها من أتون الحرب التي تقضي على الشباب العربي وعلى أحلامه. وبالفعل، نحتاج لمؤسسات ضغط تمارس ضغطا في دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، إلا أن هذه الدوائر يجب أن يكون لها مصالح استراتيجية مشروعة وطويلة الأمد وأهداف بعيدة عن النزعات الشخصية، وأن تستطيع أن تزاول عملها لتحقيق المصالح العربية والإسلامية.
مقالات أخرى
09 نوفمبر 2018
18 أكتوبر 2018
30 يوليو 2018