تأخذ مباراة ليفربول وريال مدريد حيزاً خاصاً من اليوم الثاني لمنافسات الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا، إذ أن التاريخ يقف إلى جانب الفريق الإنجليزي تاريخيّاً، حيثُ لم يتمكن النادي "الملكي" من تحقيق الفوز في أي لقاء جمعه مع ليفربول في بطولة دوري الأبطال، والتقى ريال مدريد مع ليفربول في ثلاث مناسبات تاريخيّاً، في نسخة البطولة الأوروبية موسم 2008 – 2009 وفي نهائي عام 1981 من البطولة نفسها.
بدايةً من النهائي الذي جمع ليفربول وريال مدريد في نسخة دوري أبطال أوروبا موسم 1980-1981، حيثُ تمكن "الريدز" من الفوز باللقب على حساب النادي "الملكي" بهدفٍ نظيف، وأنذاك كان مدرب ريال مدريد الصربي، فويادين بوسكوف، وكان مدرب المنتخب الإسباني الحالي، فيسنتي دي بوسكي، لاعباً في الفريق الإسباني، ورغم ذلك فاز النادي الإنجليزي بهدف سجله ألان كينيدي.
وبعد حوالي 28 سنة عاد الفريقان ليلتقيا في الدور 16 من دوري أبطال أوروبا، وتحديداً في موسم 2008-2009، واستضاف مباراة الذهاب ملعب "سانتياجو برنابيو"، حيثُ تفوق ليفربول على ريال مدريد بهدفٍ نظيف كان لاسعاً لكل المدريديين الموجودين في المدرجات، وفي وقت اعتقد الجميع أن ريال مدريد سيردّ الصاع صاعين للفريق الإنجليزي، فاجأ ليفربول النادي "الملكي" وضربه برباعية نظيفة أخرجت "الريال" من البطولة الأوروبية.
في المقابل كانت أخرى يلعب فيها فريق إسباني في ملعب "أنفيلد"، في نصف نهائي الدوري الأوروبي لموسم 2009-2010، عندما واجه ليفربول أتلتيكو مدريد الإسباني، ورغم أن "الريدز" فازوا في مباراة الذهاب (2 – 1)، إلا ان الفريق الإنجليزي فشل في التأهل إلى النهائي بسبب تفوق "الأتلتي" بهدفٍ نظيف على "الريدز" في لقاء العودة، في وقت خاض ليفربول 14 مباراة ضد أندية إسبانية، تمكن من الفوز في أربع مباريات وخسر في أربع أيضاً، بينما تعادل في ستة لقاءات.
في وقت كانت آخر زيارة لريال مدريد إلى إنجلترا في الدور 16 للبطولة الأوروبية، عندما لعب ضد مانشستر يونايتد وتمكن من قلب تأخره بهدف إلى فوز ثمين (2 – 1)، والمثير للجدل أن النادي الملكي لم يخسر في آخر أربع مباريات لعبها في الملاعب الإنجليزية، إذ أنه فاز على "اليونايتد" (2 – 1)، وحقق فوزاً ثميناً على توتنهام بهدفٍ نظيف، كما وتعادل بنتيجة سلبية أمام أرسنال.
الكابوس
سيظل اسم ليفربول دائماً مرتبطاً في ذهن المدير الفني لريال مدريد، الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، بأقسى درس تعلمه في حياته، خصوصاً وأن ميلان خسر تحت قيادته من الـ"ريدز" في نهائي دوري الأبطال عام 2005 بركلات الجزاء مع فريقه السابق ميلان بعد أن كان متقدما بثلاثية نظيفة، نتيجة لمجموعة من القرارات الخاطئة التي اتخذها المدرب المخضرم.
صحيح أن أنشيلوتي نجح في الانتقام بعدها بعامين في نهائي أثينا بالفوزعلى ليفربول بنتيجة ( 2 ـ 1)، إلا أن الذكرى المؤلمة للهزيمة السابقة المفاجئة لا تزال تطارد مدرب الريال وتجعله يفكر ألف مرة قبل أن يتخذ قراراً أثناء أية مباراة كبرى، فهو لا يريد أبداً تكرار كابوس ملامسة المجد وتلاشيه فجأة.
الواقع
تقول كل الدلائل والأرقام أن ريال مدريد في الوقت الحالي أفضل من ليفربول، فهو من يتصدر المجموعة الثانية في دوري الأبطال بست نقاط وخلفه الريدز في المركز الثاني بثلاث نقاط، كما أنه سجل خلال البطولة حتى الآن سبعة أهداف مقابل اثنين فقط للنادي الإنجليزي.
ويتفوق ريال مدريد أيضا في المقارنات على الصعيد المحلي حيث يحتل المركز الثالث برصيد 18 نقطة، وله ثلاثين هدفاً، سجل نصفها نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، وعليه تسعة أهداف، فيما يحتل ليفربول المركز الخامس في البريميير ليج برصيد 13 نقطة، حيث سجل مثلها من الأهداف وعليه 10.
على أي حال فإن هذه المبارايات غالباً، ما يكون لها حسابات خاصة ولا تعترف بأين يقف الفريق في الوقت الحالي، فسواء كان الويلزي، جاريث بيل، سيغيب عن الريال للإصابة أو، ستوريدج، عن الليفر للسبب نفسه، فإن كل فريق سيسعى إلى إخراج كل ما لديه من أجل القادم في دوري الأبطال، أو المنافسات المحلية، خصوصاً الريال الذي سيصطدم، يوم السبت المقبل، ببرشلونة في كلاسيكو الليجا.
أرقام فردية
وبالنسبة للاعبين الذين لعبوا ضد ليفربول، فأبرزهم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، الذي كان يلعب مع "الشياطين الحُمر" وتمكن أفضل لاعب في العالم من الفوز على "الريدز" في خمس مباريات، في حين تعرض لمرارة الخسارة في مناسبة وحيدة تاريخيّاً، وأذاق طعم التعادل في مباراة واحدة فقط، واليوم يعود إلى إنجلترا وهذه المرة لخوض مباراة أمام ليفربول، والعين على خط النجومية خلال اللقاء.
أما المكسيكي خافيير هيرنانديز، المعروف بتشيتشاريتو، فقد سجل هدفين في خمسة لقاءات خاضها مع "اليونايتد" ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي، كما وهز شباك "الريدز" في بطولة كأس الرابطة الإنجليزية، واليوم سيعود إلى مكان مختلف في إنجلترا، وإلى مدينة أخرى هي ليفربول التي سيلعب على أرض ملعبها وهذه المرة ليس بالقميص الأحمر بل بالقميص الأبيض "الملكي".
وبالنسبة لمودريتش، فخاض ثمانية لقاءات أمام ليفربول عندما كان لاعباً مع توتنهام، وحقق فريقه الفوز على "الريدز" في خمس مباريات، بينما خسر في اثنتين وتعادل في واحدة، وقد سجل اللاعب هدفاً لفريقه في أنفيلد (علماً بأن المباراة انتهت بنتيجة 2-0) في مايو/آيار من عام 2011.