ولعلّ التمثيل الواسع لمختلف كيانات المعارضة السورية السياسية والمسلحة، هو أبرز ما يميّز مؤتمر الرياض، إذ يحضر المؤتمر نحو مائة شخصية تمثّل جميع كيانات المعارضة السورية، باستثناء حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني) وقوات "حماية الشعب" الكردية التابعة له، التي باتت تملك علاقات جيدة مع موسكو، أخيراً، والمحسوبة بشكل أو بآخر على حلفاء النظام السوري، بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويحضر "الائتلاف السوري المعارض" (أكبر كيانات المعارضة السورية)، بـ38 عضواً برئاسة رئيس "الائتلاف"، خالد خوجة. كما يحضر أعضاء "مؤتمر القاهرة" الذي تأسس في بداية العام الحالي، وجمع في اجتماعه في يونيو/حزيران الماضي، 150 معارضاً سورياً بوفد يصل إلى 20 عضواً. وتمثّل هيئة "التنسيق الوطنية" بـ21 عضواً برئاسة رئيس "الهيئة"، حسن عبد العظيم الذي يقيم في العاصمة السورية دمشق.
أمّا تيار "بناء الدولة السورية" المعارض، فيتمثّل بحضور 4 أعضاء، بحسب ما أعلن رئيس التيار، لؤي حسين الذي يحضر المؤتمر أيضاً. ولن يغيب ممثلو منظّمات المجتمع المدني ورجال الأعمال والمثقفون المستقلون عن المؤتمر.
بدورها، تحضر المعارضة المسلحة بقادتها، إذ وجهت الرياض الدعوة إلى القائد العام لـ"جيش الإسلام"، (أكبر فصائل المعارضة في ريف دمشق)، زهران علوش، ورئيس المكتب السياسي لحركة "أحرار الشام"، لبيب نحاس، وقائد "فيلق الشام"، (أحد أكبر فصائل المعارضة شمال سورية، فضل الله الحجي، وقائد الفرقة الساحلية الأولى في "الجيش الحر"، بشار منلا، وقائد الفرقة الساحلية الثانية في "الجيش الحر"، محمد حاج علي، وقائد تجمُّع "صقور الغاب" في ريف حماة، الرائد محمد منصور، وقائد جبهة "الأصالة والتنمية"، محمد إياد شمسي، وقائد ألوية "سيف الشام"، ممثل الجبهة الجنوبية لـ"الجيش الحر" في دمشق، سامر الحبوش، وقائد فوج المدفعية الأول التابع لـ"الجيش الحر" في درعا، عبد اللطيف الحوراني، بالإضافة إلى خمسة آخرين ممثلين عن الجبهة الشمالية والجنوبية في "الجيش الحرّ".
اقرأ أيضاً مؤتمر الرياض السوري غداً: تخاذُل الغرب يعزز الأمل بنجاحه
وعن التوقعات لنتائج هذا المؤتمر، يقول عضو الهيئة السياسية في "الائتلاف"، خطيب بدلة لـ"العربي الجديد"، إنّه (المؤتمر) "المحاولة الأولى الواسعة والجدية لتوحيد المعارضة السورية"، مشيراً إلى أن "احتمال نجاح المؤتمر كبير، كون الراعي الرسمي هو السعودية لما تتمتع به من مركز إقليمي هام وملاءة اقتصادية تزيد من ثقلها الإقليمي". ويلفت بدلة إلى أنّ "عامل قوة آخر سيدفع نحو نجاح السعودية في توحيد المعارضة، وهو اندراج مؤتمر الرياض في إطار التحضيرات لمفاوضات دولية بين المعارضة والنظام السوري برعاية الدول المشاركة في فيينا، لا سيما بعد دخول إيران الداعم الأبرز للنظام على الخط والتزامها بما صدر عن لقاء فيينا. لذلك أعتقد أنّ المؤتمر يدفع بخطوة هامة إلى الأمام، في حال تمخّض عن تشكيل وفد المعارضة التفاوضي في المحادثات المقبلة".
وحول عقدة مصير الرئيس السوري، بشار الأسد، يؤكد القيادي المعارض أنّ "الائتلاف وفصائل المعارضة متمسكون بشرط رحيل الأسد وزمرته ومحاسبتهم أيضاً، لكن لا يستطيع أحد التكهن بما ستكون عليه مجريات الأمور، خصوصاً أنّ هناك أصواتاً غربية تطالب ببقاء الأسد طيلة فترة المفاوضات، ومنهم من يطالب ببقائه مدة أطول".
في المقابل، يقلّل المعارض السوري، سمير عيطة الذي لم يُدعَ إلى مؤتمر الرياض، في حديث لـ"العربي الجديد" من فرص نجاح المجتمعين في الوصول إلى رؤيا مشتركة حول مسار العملية التفاوضية مع النظام السوري، معتبراً أنّ "فرصة النجاح مرتبطة بتوافق الدول الراعية للمعارضة السورية التي تمت دعوتها إلى المؤتمر، على رؤيا موحدة وتحديداً السعودية، وقطر، ومصر".
وعلى الرغم من أنّ "الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي يتزعمه صالح مسلم، هو عضو في هيئة "التنسيق الوطنية"، لم تتم دعوته إلى اجتماع الرياض، ما أثار غضب النشطاء الأكراد المؤيدين للحزب الذي تتبع له قوات "حماية الشعب" الكردية المنضوية في نظام الإدارة الذاتية الكردية الذي يسيطر من خلاله الحزب وقواته على مناطق تسكنها غالبية كردية في سورية.
وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مقرّبة من "الاتحاد الديمقراطي"، أنّ مسلماً ومعارضين ينظمون اجتماعاً داخل سورية بالتزامن مع اجتماع الرياض، ووجّهوا دعوة إلى حضور مؤتمر "من أجل بناء سورية حرة ديمقراطية"، اليوم الثلاثاء وغد الأربعاء في مدينة الرميلان في ريف الحسكة.
وجاء في نص اللجنة التحضيرية لمؤتمر "سورية الديمقراطية"، أنّه "التزاماً بالحلّ السياسي للحرب السورية وتحقيقاً لمطالب الشعب السوري في التغيير الديمقراطي والتحول المجتمعي، ودعماً لكل جهد سوري وإقليمي ودولي ينهي حالتَي الاستبداد والإرهاب، يأتي انعقاد مؤتمر سورية الديمقراطية، ليؤكد أنّ حل الحرب السورية هدف وضعه المؤتمرون نصب أعينهم، وواجب على جميع الحضور إنجاحه، والحلّ السياسي لا يزال يفرض نفسه كحل وحيد في سورية، لكونه يضع حداً للمأساة السورية، ويفسح المجال أمام كل مكوّنات المجتمع، لتقوم بدورها المطلوب في سورية المستقبل على أسس ديمقراطية".
ويتوقع أن يشارك في مؤتمر الرميلان القوى السياسية المنضوية في الإدارة الذاتية الكردية، وتيار "قمح"، وتجمع "عهد الكرامة والحقوق"، و"التحالف الديمقراطي السوري"، وهي جميعها كيانات صغيرة باستثناء "الاتحاد الديمقراطي" المنضوي في الإدارة الذاتية.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الرياض... هجمة حلفاء النظام السوري تعكس أهميته