وأكد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، خلال افتتاح المؤتمر، أن "الحرب على الإرهاب فكرية بالأساس، وكسب الحرب يحتاج إلى توحيد كل النوايا الصادقة بين الأمم والأديان والحضارات لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا"، مضيفاً أن "تونس انتصرت على الإرهاب بفضل وحدة التونسيين".
وقال الشاهد إن "رسالتنا إلى العالم أنه لا تضارب بين الإسلام والحرية والديمقراطية، على عكس ما حاولوا أن يقنعونا به عشرات السنوات. هذه الأرض ستبقى دائما أرض سلام وتعايش، وهذا ما يفسر نجاح التجربة الديمقراطية في تونس، ويتجلى ذلك في جزيرة جربة"، على حد تعبيره.
وتتواصل الندوة على مدار يومين، وتنتهي بتوصيات حول المقاربة التونسية في مكافحة الإرهاب، وإسهام الإعلام في دفع ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات، وآليات الحماية من الإرهاب عبر الفضاء الافتراضي.
وإلى جانب مداخلات وزيرَي الشؤون الدينية والسياحة، ورئيس مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومدير عام منظمة الألكسو، سيفتح المجال غداً الجمعة، للاستماع إلى مداخلات الشيخ عثمان بطيخ، مفتي الديار التونسية، وكبير أحبار يهود تونس، وممثل أحبار روسيا، وأسقف كاتدرائية تونس.
وقال وزير الشؤون الدينية التونسي، أحمد عظوم، لـ"العربي الجديد"، إن هذا المؤتمر "تتويج لمسار من الحوارات واللقاءات، حيث عقد في متحف باردو يوم دراسي، وفي طبرقة ندوة وطنية حول حوار الأديان والحضارات"، مشيرا إلى أنه "تم اختيار عقدها بالتزامن مع زيارة الغريبة في جربة، نظراً إلى رمزية التعايش بين الإسلام واليهودية".
ولفت إلى أن "تونس أرض تسامح واعتدال وانفتاح، والإسلام دين تسامح وحوار، وقد كرس الدستور التونسي هذا الاعتدال والتسامح والانفتاح".
وأكد أسقف كاتدرائية تونس، إيلاريو أنطونيازي، لـ"العربي الجديد"، أن "مسيحيي تونس يقدرون ما تبذله الدولة والحكومة لتكريس ثقافة الحوار. تونس مثال في التعايش بين الأديان لما يكنه الشعب باختلاف دياناته من احترام للديانات الأخرى"، مضيفا أنه لم يسجل تعرض مسيحيي تونس، ولا الزوار، لأي تمييز ديني أو تهديد أو إهانة بسبب الاختلاف في المعتقد، مبرزا دور الكنيسة في نشر التسامح وتكريس علاقات طيبة بين الأديان، وتقديم العون والمساعدة الاجتماعية.
وقال كبير أحبار اليهود تونس، حائيم بيتان، لـ"العربي الجديد"، إن "تونس أرض يطيب فيها العيش بسلام، وشعبها متأصل في قبول الآخر، وقبول الاختلاف. تونس بلد يتميز بالتعايش بين مختلف الأديان"، معبرا عن شعوره بالراحة والاطمئنان والأمن في جميع ربوع البلاد من دون تمييز أو تهميش.