وأوضح الحيالي أنّ "عشرات العوائل النازحة زارت منازلها خلال الأيام الماضية من أجل تفقدها وتنظيفها، استعدادا للعودة الَتي تتم بإشراف من إدارة الناحية وقيادة العمليات".
وفرّ مئات العراقيين، العام الماضي، من قرى وبلدات عدة في شمال شرق ديالى؛ بفعل هجمات ذات طابع طائفي نفذتها مليشيات مرتبطة بإيران، وجرائم اغتيال منظمة، وتم نشر قوات الأمن العراقية في المنطقة لبث الاطمئنان في نفوس السكان، رغم أنّ السلطات الأمنية لم تعلن، حتى الآن، عن نتائج تحقيقات قالت إنها باشرت بها للتوصل إلى منفذي الهجمات السابقة في تلك القرى، وأودت بحياة كثير من السكان.
وقال المزارع نعيم حاتم من قرية المخيسة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "تدهور الأوضاع الأمنية، أدى إلى نزوح العديد من العوائل، خلال الأشهر القليلة الماضية، من القرى التابعة لناحية أبي صيدا، وزاد سوء الوضع بعد مقتل مدير الناحية حارث الربيعي، في منزل أحد أصدقائه، الأمر الّذي أدى إلَى خرق أمني خطير أغلقت على إثره المدارس، واضطر كثير من الناس إلى المكوث في منازلهم خوفًا من الانتقام أو القتل العشوائي".
وأضاف حاتم، أنّ "سكان المخيسة وأبي كرمة لم ينزحوا خلال فترة سيطرة داعش، لكنهم نزحوا بعد انهيار الوضع الأمني، نهاية العام الماضي. نعتمد على الزراعة كمصدر دخل، وعند نزوحنا أصبحنا بلا عمل، ولم نحصل على تعويضات تقلل من حجم الخسائر التي تعرضنا لها".
وأوضح أنّ "عشرات المزارعين عادوا إلى بساتينهم في منطقة حوض الوقف، بعد تأمينها من العبوات الناسفة وتدخل القوات الأمنية، خلال الأيام الماضية، وهذا يسهم في إحياء آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، وعودة السكان تدريجيًا، حتى إن لم يتحسن الوضع بشكل كامل".
وتفتح إعادة العائلات الباب مجدداً لإمكانية إفساح المليشيات المسلحة المجال في مدن أخرى تسيطر عليها وتمنع سكانها من العودة، مثل يثرب والعوجة وجرف الصخر والعويسات وقرى ذراع دجلة.
وتعتبر محافظة ديالى من أكثر المحافظات العراقية المضطربة أمنياً، نتيجة سيطرة عدد من الأحزاب الموالية لإيران على الدوائر الحكومية والوظائف الأمنية الحساسة فيها، الأمر الذي أدى إلى نزوح الكثير من سكانها.