أبو إياد إبراهيم، أحد النازحين الفلسطينيين المقيمين في مخيم دير بلوط بمنطقة عفرين السورية، قال لـ"العربي الجديد": "لا أحد يقدم لنا المساعدات، وبالنسبة لمنظمة (آفاد) التركية، فهي تقدم كل شهرين أو ثلاثة أشهر للنازحين في المخيم سلة إغاثية، وهي لا تكفي سوى لأيام قليلة".
أما الخدمات كالمياه، فقد أكد أبو إياد أن قاطني المخيم يشترونها، وكلفة العشر لترات تبلغ 150 ليرة سورية، والنازحون في المخيم ليس لديهم أي عمل يسدون به جوع أسرهم.
وتحدث أبو إياد عن الأرامل والأيتام في المخيم قائلا: "هنا في المخيم، الأرامل والأيتام
والمرضى لا أحد ينظر إلى وضعهم السيئ، بعض فاعلي الخير يقدمون المساعدات لهم، وباقي العائلات هنا غارقة بالديون".
وذكر أبو إياد أن الفقر دفع بعض النازحين في المخيم لعرض كِلاهم للبيع؛ نظرا للأحوال المادية السيئة التي يمرون بها.
وأضاف أبو إياد أنّ "دير بلوط تحول إلى مخيم للأفاعي، والفقر والمعاناة، ومن الصعب لأحد نقل هذا الواقع بصورة مجردة، لا أحد تمكن من تدشين مشاريع لتشغيل الأهالي هنا".
الناشط ثائر أبو شرخ تحدث لـ"العربي الجديد"، عن سعي مستمر من قبل النشطاء للتواصل مع الأونروا لكن لم يتم الرد عليهم. وقال في هذا الإطار: "إلى حدود الآن، لا نتائج أو تجاوب من قبل الأونروا تجاه المهجرين المقيمين في الشمال السوري، وهم يعتبرون أننا خارج إطار ولايتهم، وفي آخر محاولة لنا جهزنا عريضة باسم رابطة المهجرين الفلسطينيين وقعتها مجموعة من الناشطين الفلسطينيين، من بينهم كتاب وصحافيون فلسطينيون وسوريون، وتم نشرها على وسائل الإعلام، إضافة إلى إرسالها بريدياً للشخصيات العاملة في وكالة الأونروا، لكن لا تجاوب حتى الآن".
وفي ظل هذه الأوضاع، يفتقر النازحون للحماية القانونية وأوضاعهم المعيشية سيئة للغاية، بحسب الناشط الفلسطيني عمار القدسي.
وأكد القدسي لـ"العربي الجديد"، أنّ العوائل الفلسطينية المهجرة من جنوب دمشق والتي نزحت سابقا، تتوزع على مناطق إدلب وريفها، وجنديرس ودير بلوط في عفرين، إضافة لمدينتي الباب وأعزاز في ريف حلب. وأهم احتياجات هذه العوائل هي الغطاء القانوني والحماية بالدرجة الأولى، ثم تحسين الظروف المعيشية والتعليمية والطبية.