تحصّن، منذ ساعات الليل، المئات من المستوطنين، في أحد بيوت مستوطنة عوفارا، شرقي رام الله، التي من المقرر أن يتم هدمها، اليوم الثلاثاء، بناء على قرار من المحكمة الإسرائيلية العليا.
ويعتزم المستوطنون تكرار مشاهد إخلاء مستوطنة عامونا، أوائل هذا الشهر، في محاولة للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لمواصلة الاستيطان، ومباشرة تشريع وتبييش آلاف البيوت غير الشرعية، القائمة على أراض خاصة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن قوات حرس الحدود التابعة لجيش الاحتلال بدأت، صباح اليوم، في عملية عزل تسعة بيوت في مستوطنة عوفرا شرقي رام الله، تمهيدا لهدمها، وذلك بناء على قرار من المحكمة الإسرائيلية العليا.
وكانت المحكمة رفضت، أمس، التماس المستوطنين، وأقرت هدم البيوت المقامة على أراض فلسطينية خاصة، في المستوطنة المذكورة.
وأكدت المحكمة أن قانون شرعنة الاستيطان الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية، الشهر الماضي، لا يسري على البيوت التي سبق وأن صدرت بحقها أحكام هدم نهائية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه حكومة الاحتلال، من خلال قانون شرعنة الاستيطان، تفادي استصدار أوامر هدم قضائية من المحاكم الإسرائيلية، ضد آلاف البيوت التي أقامتها الحكومات الإسرائيلية على أراض خاصة في الضفة الغربية.
ويميز القضاء الإسرائيلي، خلافا للقانون الدولي، بين "شرعية" إقامة مستوطنات على أراض تعتبرها المحاكم الإسرائيلية، أراضي دولة، وهي الأراضي التي صادرتها حكومة الاحتلال بعد احتلال عام 67 وحوّلتها إلى أراضي دولة بحجة أنها كانت تابعة للحكومة الأردنية قبل الاحتلال، أو التي اعتبرتها أراضي "ميرية" يحق للدولة التصرف بها، وبين عدم جواز البناء على أراض كانت بملكية خاصة للفلسطينيين.
وكان نتنياهو أعلن، أمس، خلال جلسة مغلقة مع كتلة الليكود في الكنيست، أنه لم يتوصل إلى تفاهم مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن الاستيطان، وأنه على الرغم من أننا أمام فرصة تاريخية، إلا أنه ينبغي أن ندرك أن لهذه الفرصة حدودا.