22 سبتمبر 2020
ماذا بعد تصويت اليونسكو؟
في وقتٍ تشهد فيه مدينة القدس المحتلة نشاطاً استيطانيا محموماً لفرض الأمر الواقع التهويدي، نجح المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، بالتصويت، أخيراً، لصالح مشروع قرار عربي، يؤكّد أن المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف موقع إسلامي مقدس ومخصص لعبادة المسلمين، وصوتت 24 دولة لصالح القرار إلى جانب فلسطين، فيما عارضته ست دول، وامتنعت 26 عن التصويت، وتغيّب ممثّلا دولتين.
واللافت أن القرار المدرج تحت اسم "فلسطين المحتلة"، أكّد على بطلان جميع إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي غيّرت الوضع القائم، بعد عدوان الخامس من يونيو/ حزيران 1967، كما أكد، في الوقت نفسه، على أن المسجد الأقصى والحرم الشريف موقع إسلامي مقدس مخصص للعبادة للمسلمين، وأن باب الرحمة وطريق باب المغاربة والحائط الغربي للمسجد الأقصى وساحة البراق جميعها أجزاء من المسجد الأقصى والحرم الشريف، وعلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمكين الأوقاف الإسلامية من صيانتها وإعمارها، حسب الوضع التاريخي القائم قبل الاحتلال عام 1967.
وكانت قرارات دولية قد صدرت، بعد ضم الجزء الشرقي من القدس إلى إسرائيل في 1980، دعت إلى رفض إجراءات إسرائيل التهويدية بشقيها الجغرافي والديمغرافي وإبطالها، وهي الإجراءات التي اجتاحت جنبات المدينة، لكن إسرائيل رفضت الانصياع، حتى اللحظة، لتلك القرارات بدعم أميركي غربي، ووضعت مخططاتٍ للإطباق على المدينة بحلول عام 2020 ، الأمر الذي يطرح شكوكاً بشأن جدوى قرار منظمة اليونسكو الجديد في شأن القدس، وحماية آثارها الدالة على تاريخها الأصيل.
ويُشار إلى أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب ذهب إلى بيت المقدس سنة 15 هجرية (636 ميلادية)، وأعطى الأمان لأهلها، وتعهد لهم بأن تُصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم. ومنح سكان المدينة الحرية الدينية، ورفض أن يصلي في كنيسة القيامة، لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي من بعده، حيث تميز الحكم العربي الإسلامي بالتسامح الديني، واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية. وبقيت المعالم المسيحية في مدينة القدس ماثلة للعيان، ومنها الموجودة في المدينة، كنائس القيامة والمخلص ويوحنا المعمدان والمسيح ومرقص والقديس يعقوب، بالإضافة إلى بطريركيات وأديرة للروم الأرثوذكس والأقباط واللاتين والأرمن.
وتقع جميع تلك المعالم في الجهة الغربية للقدس القديمة المسوّرة، كما تنتشر كنائس ومواقع مسيحية أخرى في الشمال والشمال الغربي من منطقة الحرم القدسي، بحيث أصبح في القدس نحو 20 كنيسة وديرا وبطريركية مسيحية. وتزخر المدينة بالآثار والمعالم الإسلامية التي تعكس هويتها العربية الإسلامية. وتفيد دراسات بأن في القدس القديمة أكثر من مئتي أثر ومعلم إسلامي، في مقدمتها الحرم القدسي الشريف، وكذلك سور القدس الشامخ الذي بني في عهد العرب اليبوسيين في العام 2500 قبل الميلاد، وطرأت عليه تعديلات وعمليات ترميم في العهدين الأيوبي والمملوكي.
وتمثل تلك الآثار والمعالم جزءاً من تاريخ الأمة وحضارتها، كما تؤكد، في الوقت نفسه، أهمية القدس في حياة العرب والمسلمين، حيث تربطهم بها روابط عقائدية وثقافية. ومن الآثار والمعالم الإسلامية البارزة في مدينة القدس أبواب الحرم والمسجد الأقصى ومسجد عمر ومسجد قبة الصخرة المشرفة، فضلا عن المتحف الإسلامي والحمامات والزوايا والقباب.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد طرد تحت وطأة المجازر نحو مائة ألف مقدسي في العام 1948، من بينهم الآلاف من المسيحيين، وتكرّرت عملية الترانسفير في أثناء احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس في 1967، حيث تمّ طرد 15 ألف عربي من المقدسيين المسلمين والمسيحيين. وبعد احتلال الجيش الإسرائيلي القدس القديمة في يونيو/ حزيران 1967، حاولت السلطات الإسرائيلية القضاء على التراثين الإسلامي والمسيحي في القدس، للإطباق عليها، وبالتالي تهويدها كاملة.
وتمثل النهج الإسرائيلي في إجراءاتٍ تمت ضد الأماكن الإسلامية والمسيحية، بهدف تدميرها وتشويه الطابع الحضاري لمدينة القدس، وإزالة الأماكن المقدسة والقضاء، بالتالي، على ما تمثله هذه الأماكن من ارتباطات إسلامية ومسيحية بالمدينة المقدسة. ففي 21 أغسطس/ آب 1969، دبرت السلطات الإسرائيلية عملية لإحراق المسجد الأقصى، وحاولت نسفه في بداية العام 1980 على يد الحاخام المقتول مئير كاهانا. وتكررت الاعتداءات، منذ 1967، على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. وجرت وتجري محاولات إسرائيلية متكرّرة من مجموعات من المستوطنين، بدعم الجيش الإسرائيلي وحراسته، لإقامة الصلوات في ساحة المسجد الأقصى وسرقة بعض محتويات كنيسة القيامة، واستملاك الأراضي التابعة لبعض الأديرة المسيحية في القدس.
نالت فلسطين العضوية الكاملة في اليونسكو في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، فبات بمقدورها مطالبة المنظمة الأممية بحماية آثار القدس ومعالمها الدينية من مخاطر التهويد الذي يهدّد المدينة وتاريخها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية. ولكن، لابد من خطاب سياسي عربي وإسلامي موحد، من شأنه الضغط على المنظمة لإجبار إسرائيل على الانصياع، وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بمدينة القدس.
واللافت أن القرار المدرج تحت اسم "فلسطين المحتلة"، أكّد على بطلان جميع إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي غيّرت الوضع القائم، بعد عدوان الخامس من يونيو/ حزيران 1967، كما أكد، في الوقت نفسه، على أن المسجد الأقصى والحرم الشريف موقع إسلامي مقدس مخصص للعبادة للمسلمين، وأن باب الرحمة وطريق باب المغاربة والحائط الغربي للمسجد الأقصى وساحة البراق جميعها أجزاء من المسجد الأقصى والحرم الشريف، وعلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمكين الأوقاف الإسلامية من صيانتها وإعمارها، حسب الوضع التاريخي القائم قبل الاحتلال عام 1967.
وكانت قرارات دولية قد صدرت، بعد ضم الجزء الشرقي من القدس إلى إسرائيل في 1980، دعت إلى رفض إجراءات إسرائيل التهويدية بشقيها الجغرافي والديمغرافي وإبطالها، وهي الإجراءات التي اجتاحت جنبات المدينة، لكن إسرائيل رفضت الانصياع، حتى اللحظة، لتلك القرارات بدعم أميركي غربي، ووضعت مخططاتٍ للإطباق على المدينة بحلول عام 2020 ، الأمر الذي يطرح شكوكاً بشأن جدوى قرار منظمة اليونسكو الجديد في شأن القدس، وحماية آثارها الدالة على تاريخها الأصيل.
ويُشار إلى أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب ذهب إلى بيت المقدس سنة 15 هجرية (636 ميلادية)، وأعطى الأمان لأهلها، وتعهد لهم بأن تُصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم. ومنح سكان المدينة الحرية الدينية، ورفض أن يصلي في كنيسة القيامة، لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي من بعده، حيث تميز الحكم العربي الإسلامي بالتسامح الديني، واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية. وبقيت المعالم المسيحية في مدينة القدس ماثلة للعيان، ومنها الموجودة في المدينة، كنائس القيامة والمخلص ويوحنا المعمدان والمسيح ومرقص والقديس يعقوب، بالإضافة إلى بطريركيات وأديرة للروم الأرثوذكس والأقباط واللاتين والأرمن.
وتقع جميع تلك المعالم في الجهة الغربية للقدس القديمة المسوّرة، كما تنتشر كنائس ومواقع مسيحية أخرى في الشمال والشمال الغربي من منطقة الحرم القدسي، بحيث أصبح في القدس نحو 20 كنيسة وديرا وبطريركية مسيحية. وتزخر المدينة بالآثار والمعالم الإسلامية التي تعكس هويتها العربية الإسلامية. وتفيد دراسات بأن في القدس القديمة أكثر من مئتي أثر ومعلم إسلامي، في مقدمتها الحرم القدسي الشريف، وكذلك سور القدس الشامخ الذي بني في عهد العرب اليبوسيين في العام 2500 قبل الميلاد، وطرأت عليه تعديلات وعمليات ترميم في العهدين الأيوبي والمملوكي.
وتمثل تلك الآثار والمعالم جزءاً من تاريخ الأمة وحضارتها، كما تؤكد، في الوقت نفسه، أهمية القدس في حياة العرب والمسلمين، حيث تربطهم بها روابط عقائدية وثقافية. ومن الآثار والمعالم الإسلامية البارزة في مدينة القدس أبواب الحرم والمسجد الأقصى ومسجد عمر ومسجد قبة الصخرة المشرفة، فضلا عن المتحف الإسلامي والحمامات والزوايا والقباب.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد طرد تحت وطأة المجازر نحو مائة ألف مقدسي في العام 1948، من بينهم الآلاف من المسيحيين، وتكرّرت عملية الترانسفير في أثناء احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس في 1967، حيث تمّ طرد 15 ألف عربي من المقدسيين المسلمين والمسيحيين. وبعد احتلال الجيش الإسرائيلي القدس القديمة في يونيو/ حزيران 1967، حاولت السلطات الإسرائيلية القضاء على التراثين الإسلامي والمسيحي في القدس، للإطباق عليها، وبالتالي تهويدها كاملة.
وتمثل النهج الإسرائيلي في إجراءاتٍ تمت ضد الأماكن الإسلامية والمسيحية، بهدف تدميرها وتشويه الطابع الحضاري لمدينة القدس، وإزالة الأماكن المقدسة والقضاء، بالتالي، على ما تمثله هذه الأماكن من ارتباطات إسلامية ومسيحية بالمدينة المقدسة. ففي 21 أغسطس/ آب 1969، دبرت السلطات الإسرائيلية عملية لإحراق المسجد الأقصى، وحاولت نسفه في بداية العام 1980 على يد الحاخام المقتول مئير كاهانا. وتكررت الاعتداءات، منذ 1967، على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. وجرت وتجري محاولات إسرائيلية متكرّرة من مجموعات من المستوطنين، بدعم الجيش الإسرائيلي وحراسته، لإقامة الصلوات في ساحة المسجد الأقصى وسرقة بعض محتويات كنيسة القيامة، واستملاك الأراضي التابعة لبعض الأديرة المسيحية في القدس.
نالت فلسطين العضوية الكاملة في اليونسكو في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، فبات بمقدورها مطالبة المنظمة الأممية بحماية آثار القدس ومعالمها الدينية من مخاطر التهويد الذي يهدّد المدينة وتاريخها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية. ولكن، لابد من خطاب سياسي عربي وإسلامي موحد، من شأنه الضغط على المنظمة لإجبار إسرائيل على الانصياع، وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بمدينة القدس.