عند انطلاق الموسم، بدأ يوفنتوس البداية الطبيعية لحامل اللقب. توقعات وتكهنات كثيرة رافقت بداية الموسم، وترشيحات، كانت تصبّ كلّها لمصلحة روما.
ولم تتأخر كثيراً الأمور لتبدأ بالتبلور والوضوح، فمنذ أن تصدّر يوفنتوس الدوري للمرة الأولى هذا الموسم، وكأنه رمى "بتعويذة" على باقي فرق الكالتشو وعلى رأسهم روما، منافسه الأول.
على الرغم من "البلبلة" التي سبّبتها استقالة أنطونيو كونيى المفاجئة بداية الموسم، "والقلق" من ماسيميليانو أليجري الذي كان قد تمّ الاستغناء عن خدماته مع ميلان، وعلى الرغم من التأثير الواضح في البداية لغياب كونتي عن الفريق، خاصة على أداء أرتورو فيدال وفرناندو ليورنتى و"جدّية" بول بوجبا، وغياب الجرينتا بشكلٍ واضحٍ عن دكّة بدلاء اليوفي، إلا أن الفريق "كشّر عن أنيابه" مباراة تلو الأخرى.. وأصبح حين تغيب الجماعة، تظهر المهارات الفردية لتحسم الأمور.
صحيح أن الجميع يعتقد ويجزم بأنّ المنافسة لم تعد موجودة في الكالتشو في السنوات الأخيرة، أو لنقل آخر ثلاث سنوات تحديداً، مع بداية تدهور ميلان الذي يعتبر أحد أعمدة الكالتشو، لكن من يشاهد مباريات اليوفي وأداء اللاعبين، يعرف أن زعامة الكالتشو ليست بحوزته الآن بسبب ضعف الآخرين فحسب، بل بسبب "وحشية" اليوفي التي بدأت بالظهور منتصف الموسم.
ما يؤكّد هذا الأمر هو شخصية اليوفي الأوروبية التي تغيّرت ملامحها بشكلٍ جلي. والذي أيضاً حدث شيئاً فشيئاً، دون أن يشعر أحد، صحيح أن يوفنتوس لطالما كان منافساً صعباً يخشى الجميع الوقوع معه في قرعة دوري الأبطال، إلا أنه مؤخراً لم يكن يشكّل نفس التهديد الذي كان يشكّله في السابق.
مع أنطونيو كونتي، كان الفريق كاسراً محلياً وقاصراً أوروبياً، في طور الإعداد، كان ينقصه بعض العناصر والقليل من "الحنكة" الأوروبية لدى المدرّب. لماسيميليانو أليجري طريقة مختلفة مع الفريق واللاعبين، ومن المفاجئ أن تلك "البرودة" التي يتحلّى بها والتي كانت محل انتقاد ومقارنة دائماً مع كونتي، أدّت إلى إطلاق العنان لبعض اللاعبين وإخراج "وحوش" داخلهم لم تكن معروفة من قبل.
الثقة التي اكتسبها أليجري واليوفي من أداء الفريق والنتائج، وتراجع مستوى الدوري الإيطالي، الأمر الذي سهّل على اليوفي حسم الأمور مبكراً.. كلّها أمور أصبحت تشير الأصابع الآن على اليوفي في دوري الأبطال، بعد أن كانت أكثر التوقعات تفاؤلاً هي أن يصل الفريق للدور الثاني من البطولة، أصبح الآن السؤال: ماذا لو فعلها يوفنتوس!
حين أصيب آندريا بيرلو - العمود الفقري لليوفي - ، قلق الجميع واعتقد أن غيابه سيؤثر على أداء الفريق، وحين أصيب بول بوجبا بعدها، ازداد هذا القلق، وأتت إصابة كلاوديو ماركيزيو "لتُرعب" الجميع من إدارة وجماهير.. خاصة أن هذه كانت بمثابة الضربة القاضية لنقطة قوة اليوفي وهو خط وسطه، الذي يعتبر أحد أفضل خطوط الوسط في العالم الآن.
لكن الذي حصل أن غياب أي من لاعبي خط وسط اليوفي لم يؤثر على أداء ونتائج الفريق، حتى عندما أصيب مهاجمه وهدافه ونجمه كارلوس تيفيز وغاب عن مباراة العودة أمام فيورنتينا في الكأس، في المباراة التي كانت حظوظ اليوفي فيها متدنّية أساساً، وكانت على الورق الأمور محسومة لجهة الفيولا. لم يعجز الفريق عن تحقيق فوز ساحق على أرض فيورنتينا، وجاءت الحلول من أقل اللاعبين المتوقّع منهم ذلك! الأمر الذي يعود الفضل الأول فيه لأنطونيو كونتي، الذي أسّس فكرة "إلغاء" اللاعب النجم الذي إن غاب يتأثر الفريق بأكمله، وتجرّأ على فعل ذلك مع أيقونة يوفنتوس ورمزه الأبدي أليساندرو دل بييرو...
بعد مباراة فيرنسي، بدأ حلم كبير يدغدغ مخيّلة جمهور يوفنتوس، حلم اسمه الثلاثية، جمهور عاش عشق فريقه في الدرجة الثانية قبل أقل من عشر سنوات فقط، عاد ليكون السيد المطلق لإيطاليا ومن حقّه أن يحلم بأوروبا.. إن تحقّق ذلك.. سيكون أروع ختام لأجمل قصة..
نعم.. ماذا لو فعلها يوفنتوس؟
لمتابعة الكاتبة...https://twitter.com/ShifaaMrad