06 نوفمبر 2024
ماذا يجري وسط يهود "الدياسبورا"؟
تعجّ وسائل الإعلام الإسرائيلية الآن بتقارير وتحليلات بشأن ما يمكن اعتباره صدعًا آخذًا بالتعمّق مع يهود "الدياسبورا"، لا سيما مع يهود الولايات المتحدة، على خلفية تراجع المؤسسة السياسية عن اتفاق الاعتراف بالتيارات غير الأرثوذكسية لليهودية.
وانعكس هذا الصدع أخيرًا على عملية اختيار رئيس جديد للوكالة اليهودية، إذ تم اختيار زعيم المعارضة عضو الكنيست، يتسحاق هيرتسوغ، لهذا المنصب، بخلاف رغبة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأن يتولى مقرّبٌ منه هذا المنصب المُهّم.
وللعلم، تأسست الوكالة اليهودية عام 1929 ذراعا تنفيذية للاتحاد الصهيوني العالمي، وكانت بمثابة سلطة الييشوف اليهودي في فلسطين. وبعد النكبة، انتقلت مهمات سلطتها إلى الحكومة الإسرائيلية، وأصبح عملها متركزًا في تشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، وتعميق التربية اليهودية الصهيونية في أوساط الجاليات اليهودية في العالم، وتعزيز لحمة اليهود في إسرائيل.
ووفقًا لعدة تحليلات، فإن تجاهل الوكالة اليهودية رغبة نتنياهو، في ما يرتبط بهذا الاختيار، يُعدّ خطوة نادرة جدًا، حيث تفيد الوقائع بأن قيادة الوكالة تحدّت في السابق مرة واحدة فقط رغبة رئيس الحكومة، واختارت مُرشحًا آخر رئيسًا لها.
ولمّح هيرتسوغ، فور اختياره، إلى ذلك الصدع، بقوله إن "اليهودي هو يهودي، ولا يهم أي تيار ينتمي إليه، أو ما يعتمره على رأسه". غير أن أكثر المخاوف، في هذا الصدد، كما يمكن الاستدلال من تقارير متطابقة، تُحيل إلى احتمال اتساع ما تصفه الأدبيات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بأنه "ظاهرة اندماج اليهود" في المجتمعات التي تعيش بين ظهرانيها.
واتسعت حملة فتح النيران على هذه الظاهرة أخيرًا، برفقة اتهامات وُجّهت إلى التيار الإصلاحي، مؤداها أنه يُشجّع هذا الاندماج. وأنه بإزاء هذا التشجيع، يغدو هذا التيّـار أحد أخطر الأعداء الداخليين لدولة الاحتلال، بل إن إحدى كبار الباحثات في معهد الاستراتيجيا الصهيونية (يميني) قالت إن خطورة أعداء داخليين كهؤلاء أشدّ وأدهى من خطورة أي أعداء خارجيين.
ويبدو أن ما جعل هذه الباحثة، وغيرها من المُحللين وكُتّاب أعمدة الرأي في وسائل الإعلام الإسرائيلية، يخرجون عن طورهم، هو دعوة الكاتب الأميركي من أصل يهودي، مايكل شابون، إلى إلقاء الخطاب المركزيّ في حفل رسم حاخامين من التيّار الإصلاحيّ اليهودي الأميركي عقد في هيبرو يونيون كوليج، وهو معهد الدراسات العليا التابع لهذا التيار في لوس أنجليس، واعتبر بمثابة "خطاب مؤسّس"، نظرًا لعبور صاحبه نهر الروبيكون، وانتقاله من انتقاد دولة الاحتلال إلى انتقاد الديانة اليهودية، كما ورد في أحد التعليقات.
وعلى مدى نحو نصف ساعة، تحدث شابون عن معارضته الجدران والحواجز التي تزّج الديانة اليهودية أتباعها في غياهبها. وقال إن الزواج بين يهودي ويهودية هو "غيتو للاثنين، ينشئ سورًا ودائرة من حول الزوجين، ويحصرهما مع كل ذريتهما داخل سور من التقاليد والتاريخ والإرث المشترك للمورثات الجينية والثقافة". وبرأيه، "لا يوجد فرق بين جدران وأسوار نبنيها للدفاع عنّا وجدران السجن التي تحبسنا. فالجدار هو الجدار نفسه. والأمن هو اختراع لسجّاني البشرية. وفي أي مكان تنظر إليه، تتمثّل وظيفة الحدود في وضع حواجز فصل، والدفع بدعاية الكراهية والخوف باتجاه الناس فيما وراء الجدار". وأعرب عن تأييده الحدود المفتوحة، وإزالة الأسوار، والاختلاط مع الثقافات الأخرى، ولذا فهو يؤيد الزواج المختلط الذي يعاظم عبقرية البشرية.
تنبغي الإشارة إلى أن الحنق الصهيونيّ على شابون، الحائز على جائزة بوليتزر، لم يبدأ بسبب هذا الخطاب، بل هو استمرار لحنقٍ سابق جرّاء تحريره مع زوجته الإسرائيلية أييلت فالدمان، العام الفائت، كتاب "مملكة الزيتون والرماد"، الذي صدر عن دار النشر، هاربر كولينز الأميركية، في الذكرى الخمسين لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في 1967، بمشاركة الكاتب البيروني ماريو فارغاس يوسا (نوبل للآداب 2010)، و19 كاتبًا من أنحاء العالم، بالإضافة إلى مشاركة ثلاثة كتّاب فلسطينيين، رجا شحادة وعلاء حليحل وفدى جريس.
وانعكس هذا الصدع أخيرًا على عملية اختيار رئيس جديد للوكالة اليهودية، إذ تم اختيار زعيم المعارضة عضو الكنيست، يتسحاق هيرتسوغ، لهذا المنصب، بخلاف رغبة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأن يتولى مقرّبٌ منه هذا المنصب المُهّم.
وللعلم، تأسست الوكالة اليهودية عام 1929 ذراعا تنفيذية للاتحاد الصهيوني العالمي، وكانت بمثابة سلطة الييشوف اليهودي في فلسطين. وبعد النكبة، انتقلت مهمات سلطتها إلى الحكومة الإسرائيلية، وأصبح عملها متركزًا في تشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، وتعميق التربية اليهودية الصهيونية في أوساط الجاليات اليهودية في العالم، وتعزيز لحمة اليهود في إسرائيل.
ووفقًا لعدة تحليلات، فإن تجاهل الوكالة اليهودية رغبة نتنياهو، في ما يرتبط بهذا الاختيار، يُعدّ خطوة نادرة جدًا، حيث تفيد الوقائع بأن قيادة الوكالة تحدّت في السابق مرة واحدة فقط رغبة رئيس الحكومة، واختارت مُرشحًا آخر رئيسًا لها.
ولمّح هيرتسوغ، فور اختياره، إلى ذلك الصدع، بقوله إن "اليهودي هو يهودي، ولا يهم أي تيار ينتمي إليه، أو ما يعتمره على رأسه". غير أن أكثر المخاوف، في هذا الصدد، كما يمكن الاستدلال من تقارير متطابقة، تُحيل إلى احتمال اتساع ما تصفه الأدبيات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بأنه "ظاهرة اندماج اليهود" في المجتمعات التي تعيش بين ظهرانيها.
واتسعت حملة فتح النيران على هذه الظاهرة أخيرًا، برفقة اتهامات وُجّهت إلى التيار الإصلاحي، مؤداها أنه يُشجّع هذا الاندماج. وأنه بإزاء هذا التشجيع، يغدو هذا التيّـار أحد أخطر الأعداء الداخليين لدولة الاحتلال، بل إن إحدى كبار الباحثات في معهد الاستراتيجيا الصهيونية (يميني) قالت إن خطورة أعداء داخليين كهؤلاء أشدّ وأدهى من خطورة أي أعداء خارجيين.
ويبدو أن ما جعل هذه الباحثة، وغيرها من المُحللين وكُتّاب أعمدة الرأي في وسائل الإعلام الإسرائيلية، يخرجون عن طورهم، هو دعوة الكاتب الأميركي من أصل يهودي، مايكل شابون، إلى إلقاء الخطاب المركزيّ في حفل رسم حاخامين من التيّار الإصلاحيّ اليهودي الأميركي عقد في هيبرو يونيون كوليج، وهو معهد الدراسات العليا التابع لهذا التيار في لوس أنجليس، واعتبر بمثابة "خطاب مؤسّس"، نظرًا لعبور صاحبه نهر الروبيكون، وانتقاله من انتقاد دولة الاحتلال إلى انتقاد الديانة اليهودية، كما ورد في أحد التعليقات.
وعلى مدى نحو نصف ساعة، تحدث شابون عن معارضته الجدران والحواجز التي تزّج الديانة اليهودية أتباعها في غياهبها. وقال إن الزواج بين يهودي ويهودية هو "غيتو للاثنين، ينشئ سورًا ودائرة من حول الزوجين، ويحصرهما مع كل ذريتهما داخل سور من التقاليد والتاريخ والإرث المشترك للمورثات الجينية والثقافة". وبرأيه، "لا يوجد فرق بين جدران وأسوار نبنيها للدفاع عنّا وجدران السجن التي تحبسنا. فالجدار هو الجدار نفسه. والأمن هو اختراع لسجّاني البشرية. وفي أي مكان تنظر إليه، تتمثّل وظيفة الحدود في وضع حواجز فصل، والدفع بدعاية الكراهية والخوف باتجاه الناس فيما وراء الجدار". وأعرب عن تأييده الحدود المفتوحة، وإزالة الأسوار، والاختلاط مع الثقافات الأخرى، ولذا فهو يؤيد الزواج المختلط الذي يعاظم عبقرية البشرية.
تنبغي الإشارة إلى أن الحنق الصهيونيّ على شابون، الحائز على جائزة بوليتزر، لم يبدأ بسبب هذا الخطاب، بل هو استمرار لحنقٍ سابق جرّاء تحريره مع زوجته الإسرائيلية أييلت فالدمان، العام الفائت، كتاب "مملكة الزيتون والرماد"، الذي صدر عن دار النشر، هاربر كولينز الأميركية، في الذكرى الخمسين لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في 1967، بمشاركة الكاتب البيروني ماريو فارغاس يوسا (نوبل للآداب 2010)، و19 كاتبًا من أنحاء العالم، بالإضافة إلى مشاركة ثلاثة كتّاب فلسطينيين، رجا شحادة وعلاء حليحل وفدى جريس.