21 نوفمبر 2017
ماركس.. هذا المفكر
مرّ قرنان على ولادة المفكر العالمي، كارل ماركس؛ الرجل الذي حاول، من خلال الاقتصاد السياسي البريطاني وفلسفة الألمان، أن يرسم معالم موضوعية لفائض القيمة، وأن يفكك طبيعة علاقات الإنتاج بين قوى الإنتاج والإنتاج، ويؤسس لنمط إنتاج يقوم على العدالة الاجتماعية.
قد يبدو ما قدمه هذا الرجل عند كثيرين إيديولوجياً محصوراً في عالم طوباوي أو نوع من التطرف في مقاربة الظاهرة الاقتصادية، وتبنيه بعض القيم والأفكار. لكن ما يجب أن يفهمه الكثير أن لماركس فضلاً كبيراً على الفئات العمالية، بل على الفكر البورجوازي نفسه؛ فلولا ما فعله على مستوى التنظير الاقتصادي؛ ربما، لكانت الرأسمالية قد انتهت منذ زمن بعيد؛ "فالاشتراكية صيدلية الرأسمالية وقت الأزمات". وكأني بالماركسية التي جاءت كرد على البورجوازية، قد حافظت على الرأسمالية بأن قدمت لها مجموعة من المبادئ الاشتراكية في تجاوز الأزمات التي تعصف بالكيان الاقتصادي الرأسمالي، فعواقب استثمار أصحاب الرأسمال للجزء الأكبر من فائض القيمة في مراكمة مزيد من أدوات وعناصر الإنتاج على النمط الرأسمالي، حيث تؤدي هذه الدينامية إلى تراكم الرأسمال، ومن ثم إلى مضاعفة القدرات الإنتاجية باستمرار، ما يُفضي إلى حالة من فرط الإنتاج وميل معدل الربح إلى الانخفاض، وتنشأ بذلك أزمات دورية، نتيجة ما يعتبره تناقضاً داخلياً للرأسمالية يُؤْذِن بانهيارها، كما يقول ماركس.
ثم إن التنظيمات العمالية والمكاسب الاجتماعية والحقوقية والطبقات الوسطى ما كانت لتوجد كما ظهرت في القرن العشرين لولا هذا النابغة؛ الذي حاول بكل صراحة أن ينزع من الحركة التاريخية قانوناً ثابتاً؛ إذ استطاع أن يفسر أوروبا وتاريخها.
إذن فضائل ماركس لا تعد ولا تحصى؛ فقد أصبح رمزاً للمظلومين في العالم، وأصبح اسمه مرجعية لدول كثيرة (الاتحاد السوفياتي، يوغوسلافيا، كوبا، الصين، كوريا الشمالية، ألمانيا الشرقية..) وتبنته شعوب كثيرة حديثة الاستقلال (غانا مع كوامي نكروما، باتريس لومومبا في الكونغو، مصر الناصرية، الجزائر البومدينية..) وفسرت بفلسفته ظواهر اجتماعية وسياسية واقتصادية عديدة، وأصبحت تحليلاته لا غنى عنها في العالم، بل وعند من وضع لرأسه مكافأة أيضاً (أميركا).
إذن، مرّت مائتا سنة على نابغة اقتصادية، نابغة وقعت باسمه حروب، واندلعت ثورات، وارتكبت جرائم قتل وسجن الكثير؛ باسمه بات العمال والفلاحون رؤساء وزعماء وأساتذة ودكاترة وقادة جيوش وفلاسفة ومثقفين؛ باسمه أنزلت الفلسفة من برج زيوس الإغريقي وسقراط الأثني إلى الحقول الصفراء والمعامل الحمراء، وبفكره أُسقطت العنترية عن القلم الكنسي والنبل البطريركي والأرستقراطية.
إنه كارل ماركس المثقف النوعي، والفيلسوف، والاشتراكي، والأستاذ الذي شابه كل الفلاسفة في شعره ولحيته الشعثاء، وقدرته على التبصر، لكنه صمد أكثر منهم بوجه الزمان وجيوشه.
قد يبدو ما قدمه هذا الرجل عند كثيرين إيديولوجياً محصوراً في عالم طوباوي أو نوع من التطرف في مقاربة الظاهرة الاقتصادية، وتبنيه بعض القيم والأفكار. لكن ما يجب أن يفهمه الكثير أن لماركس فضلاً كبيراً على الفئات العمالية، بل على الفكر البورجوازي نفسه؛ فلولا ما فعله على مستوى التنظير الاقتصادي؛ ربما، لكانت الرأسمالية قد انتهت منذ زمن بعيد؛ "فالاشتراكية صيدلية الرأسمالية وقت الأزمات". وكأني بالماركسية التي جاءت كرد على البورجوازية، قد حافظت على الرأسمالية بأن قدمت لها مجموعة من المبادئ الاشتراكية في تجاوز الأزمات التي تعصف بالكيان الاقتصادي الرأسمالي، فعواقب استثمار أصحاب الرأسمال للجزء الأكبر من فائض القيمة في مراكمة مزيد من أدوات وعناصر الإنتاج على النمط الرأسمالي، حيث تؤدي هذه الدينامية إلى تراكم الرأسمال، ومن ثم إلى مضاعفة القدرات الإنتاجية باستمرار، ما يُفضي إلى حالة من فرط الإنتاج وميل معدل الربح إلى الانخفاض، وتنشأ بذلك أزمات دورية، نتيجة ما يعتبره تناقضاً داخلياً للرأسمالية يُؤْذِن بانهيارها، كما يقول ماركس.
ثم إن التنظيمات العمالية والمكاسب الاجتماعية والحقوقية والطبقات الوسطى ما كانت لتوجد كما ظهرت في القرن العشرين لولا هذا النابغة؛ الذي حاول بكل صراحة أن ينزع من الحركة التاريخية قانوناً ثابتاً؛ إذ استطاع أن يفسر أوروبا وتاريخها.
إذن فضائل ماركس لا تعد ولا تحصى؛ فقد أصبح رمزاً للمظلومين في العالم، وأصبح اسمه مرجعية لدول كثيرة (الاتحاد السوفياتي، يوغوسلافيا، كوبا، الصين، كوريا الشمالية، ألمانيا الشرقية..) وتبنته شعوب كثيرة حديثة الاستقلال (غانا مع كوامي نكروما، باتريس لومومبا في الكونغو، مصر الناصرية، الجزائر البومدينية..) وفسرت بفلسفته ظواهر اجتماعية وسياسية واقتصادية عديدة، وأصبحت تحليلاته لا غنى عنها في العالم، بل وعند من وضع لرأسه مكافأة أيضاً (أميركا).
إذن، مرّت مائتا سنة على نابغة اقتصادية، نابغة وقعت باسمه حروب، واندلعت ثورات، وارتكبت جرائم قتل وسجن الكثير؛ باسمه بات العمال والفلاحون رؤساء وزعماء وأساتذة ودكاترة وقادة جيوش وفلاسفة ومثقفين؛ باسمه أنزلت الفلسفة من برج زيوس الإغريقي وسقراط الأثني إلى الحقول الصفراء والمعامل الحمراء، وبفكره أُسقطت العنترية عن القلم الكنسي والنبل البطريركي والأرستقراطية.
إنه كارل ماركس المثقف النوعي، والفيلسوف، والاشتراكي، والأستاذ الذي شابه كل الفلاسفة في شعره ولحيته الشعثاء، وقدرته على التبصر، لكنه صمد أكثر منهم بوجه الزمان وجيوشه.
حمزة بوحدايد
مقالات أخرى
16 اغسطس 2017