يجلس منحنياً فوق أقدام الزبائن، لكي يلمّع أحذيتهم، ويحصل على القليل من المال ليقتات به مع أسرته، هكذا يفعل "ماسح الأحذية" تلك المهنة التي يجد فيها كبار السن من الفقراء، ما يناسب أعمارهم الكبيرة وظهورهم المحنيّة، كما أنها تحتاج رأسمال بسيط لا يتجاوز مائة جنيه (13 دولاراً فقط) على أقصى تقدير.
ويقول ماسح أحذية في ميدان رمسيس (وسط العاصمة المصرية القاهرة)، حمدي البدراوي، لـ "العربي الجديد"، "ربك، يديم علينا الصحة، ويبعد عننا المرض، الشغل مش عيب".
يبلغ البدراوي 62 عاماً، وقد ترك مهنته الأصلية (مزارع)، كما ترك مهنة أخرى كان يعمل بها عندما كان شاباً (عامل بناء)، منذ أن كسرت قدمه، بسقوطه من أحد العمارات، وقال "كنت أعمل في مجال المعمار، حتى سن 45 عاما، وسقطت من على السقالة (سلم خشبي)، وركبت مسامير وشرائح حتى أستطيع السير عليها، وأعمل الآن ماسحا للأحذية بجوار مسجد الفتح برمسيس والحمد لله".
وأضاف ماسح الأحذية أن أجرة في اليوم أحياناً يصل إلى مائة جنيه، وفي بعض الأيام تنخفض إلى 30 جنيها.
وأضاف البدراوي أنه يملك قطعة أرض زراعية في قريته بمركز البدارين في محافظة أسيوط جنوبي مصر، مساحتها خمسة قراريط، ودخلها لا يكفى للإنفاق على أسرته المكونة من سبعة 7 أفراد.
ومع شهر مايو/أيار من كل عام، يعود ماسح الأحذية مجدداً بعض الوقت إلى قريته في جنوب مصر الفقير، ليعمل في حقول المزارعين وحصد القمح.
ورغم تأكيدات الدولة المصرية، بأن سياساتها تستهدف خفض معدلات الفقر، التي وصلت إلى 26% من إجمالي عدد السكان، حسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الحكومي، بينما تزيد هذه المعدلات بشكل أكبر في المناطق الفقيرة في الصعيد (جنوبي مصر) التي تصل فيه نسبة الفقر إلى 49%.
وقال البدراوي إن والده أخرجه من المدرسة عندما كان في المرحلة الابتدائية، بسبب ضعف دخله المالي، رغم أنني كنت من المتفوقين في الدراسة، ولكن عائلتي فقيرة، ولو استكملت تعليمي، لتغيرت الأوضاع كثيراً، لهذا أعلم أولادي، كي لا يكرروا تجربتي، فأنا لا أحصل على أية تأمينات صحية أو اجتماعية أو معاش".
ورفعت الحكومة المصرية، مخصصات الضمان الاجتماعي للأسر الفقيرة، العام المالي الجاري، إلى 10.7 مليارات جنيه مقابل خمسة مليارات جنيه خلال العام المالي الماضي، للوصول إلى مستفيدين يصل عددهم إلى 2.3 مليون أسرة مقابل 1.5مليون.
ويحصل المستفيد على 323 جنيها شهريا، وفي حال كان أقل من 20 عاما يحصل على 360 جنيها، وللثلاثة أفراد 413 جنيها وللأربعة أفراد 450 جنيها بحد أقصى.
ولم يحصل البدراوي على معاش الضمان الاجتماعي، لامتلاكه قطعة أرض قائلاً "الحكومة تشترط عدم وجود حيازة زراعية، حتى أستطيع الحصول على معاش الضمان".
وتابع ماسح الأحذية أن الفترة الأخيرة، الباعة لا يشعرون بالأمان في ظل تهديدات شرطة المرافق لهم باستمرار، والخوف من نقلهم إلى مكان معزول، لا يوجد فيه بيع ولا شراء.
وكانت الحكومة المصرية قد نقلت مجموعة من الباعة في وسط القاهرة إلى منطقة الترجمان، وسط اعتراضات "بأن المنطقة لا يرتادها المشترون". وقال البدراوي إن دخله يرتفع مع سقوط المطر والعواصف الترابية التي تغطي شوارع القاهرة.
وتابع أن "الحكومة لا تساعد الناس، والجميع لا يجد وظائف، والبلدية تطارد الباعة من شارع لآخر".
وتعد القاهرة من أكبر المدن في مصر التي تجتذب الباعة الجائلين، خاصة من جنوب مصر، لارتفاع معدلات الفقر.
وقال نقيب الباعة الجائلين في مصر، طارق فؤاد، إن النقابة قدمت طلباً إلى وزيرة القوى العاملة والهجرة، ناهد العشري، لحصول كبار السن من الباعة على معاشات وتأمين صحي "وننتظر رد الوزارة". وأضاف فؤاد أن النسبة الكبيرة من ماسحي الأحذية من جنوب مصر، لارتفاع معدلات الفقر في تلك المناطق. ويقول إن عدد الباعة الجائلين في مصر في تزايد خلال الأربع أعوام الأخيرة "يتجاوز عددهم 6.5 مليون عامل، 63% منهم الشباب". وأضاف "30% من الباعة الجائلين لديهم مؤهلات عليا، والباقي تعليم متوسط وغير متعلم".
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تبلغ نسبة البطالة في مصر خلال الربع الأول من العام المالي الجاري 13.1% من إجمالي 27 مليون فرد قادر على العمل.
وكانت وزيرة القوى العاملة والهجرة، قد ذكرت، في تصريحات سابقة، أن مصر تستهدف 100 ألف فرصة عمل، في نهاية العام المالي الجاري.
ويقول ماسح أحذية في ميدان رمسيس (وسط العاصمة المصرية القاهرة)، حمدي البدراوي، لـ "العربي الجديد"، "ربك، يديم علينا الصحة، ويبعد عننا المرض، الشغل مش عيب".
يبلغ البدراوي 62 عاماً، وقد ترك مهنته الأصلية (مزارع)، كما ترك مهنة أخرى كان يعمل بها عندما كان شاباً (عامل بناء)، منذ أن كسرت قدمه، بسقوطه من أحد العمارات، وقال "كنت أعمل في مجال المعمار، حتى سن 45 عاما، وسقطت من على السقالة (سلم خشبي)، وركبت مسامير وشرائح حتى أستطيع السير عليها، وأعمل الآن ماسحا للأحذية بجوار مسجد الفتح برمسيس والحمد لله".
وأضاف ماسح الأحذية أن أجرة في اليوم أحياناً يصل إلى مائة جنيه، وفي بعض الأيام تنخفض إلى 30 جنيها.
وأضاف البدراوي أنه يملك قطعة أرض زراعية في قريته بمركز البدارين في محافظة أسيوط جنوبي مصر، مساحتها خمسة قراريط، ودخلها لا يكفى للإنفاق على أسرته المكونة من سبعة 7 أفراد.
ومع شهر مايو/أيار من كل عام، يعود ماسح الأحذية مجدداً بعض الوقت إلى قريته في جنوب مصر الفقير، ليعمل في حقول المزارعين وحصد القمح.
ورغم تأكيدات الدولة المصرية، بأن سياساتها تستهدف خفض معدلات الفقر، التي وصلت إلى 26% من إجمالي عدد السكان، حسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الحكومي، بينما تزيد هذه المعدلات بشكل أكبر في المناطق الفقيرة في الصعيد (جنوبي مصر) التي تصل فيه نسبة الفقر إلى 49%.
وقال البدراوي إن والده أخرجه من المدرسة عندما كان في المرحلة الابتدائية، بسبب ضعف دخله المالي، رغم أنني كنت من المتفوقين في الدراسة، ولكن عائلتي فقيرة، ولو استكملت تعليمي، لتغيرت الأوضاع كثيراً، لهذا أعلم أولادي، كي لا يكرروا تجربتي، فأنا لا أحصل على أية تأمينات صحية أو اجتماعية أو معاش".
ورفعت الحكومة المصرية، مخصصات الضمان الاجتماعي للأسر الفقيرة، العام المالي الجاري، إلى 10.7 مليارات جنيه مقابل خمسة مليارات جنيه خلال العام المالي الماضي، للوصول إلى مستفيدين يصل عددهم إلى 2.3 مليون أسرة مقابل 1.5مليون.
ويحصل المستفيد على 323 جنيها شهريا، وفي حال كان أقل من 20 عاما يحصل على 360 جنيها، وللثلاثة أفراد 413 جنيها وللأربعة أفراد 450 جنيها بحد أقصى.
ولم يحصل البدراوي على معاش الضمان الاجتماعي، لامتلاكه قطعة أرض قائلاً "الحكومة تشترط عدم وجود حيازة زراعية، حتى أستطيع الحصول على معاش الضمان".
وتابع ماسح الأحذية أن الفترة الأخيرة، الباعة لا يشعرون بالأمان في ظل تهديدات شرطة المرافق لهم باستمرار، والخوف من نقلهم إلى مكان معزول، لا يوجد فيه بيع ولا شراء.
وكانت الحكومة المصرية قد نقلت مجموعة من الباعة في وسط القاهرة إلى منطقة الترجمان، وسط اعتراضات "بأن المنطقة لا يرتادها المشترون". وقال البدراوي إن دخله يرتفع مع سقوط المطر والعواصف الترابية التي تغطي شوارع القاهرة.
وتابع أن "الحكومة لا تساعد الناس، والجميع لا يجد وظائف، والبلدية تطارد الباعة من شارع لآخر".
وتعد القاهرة من أكبر المدن في مصر التي تجتذب الباعة الجائلين، خاصة من جنوب مصر، لارتفاع معدلات الفقر.
وقال نقيب الباعة الجائلين في مصر، طارق فؤاد، إن النقابة قدمت طلباً إلى وزيرة القوى العاملة والهجرة، ناهد العشري، لحصول كبار السن من الباعة على معاشات وتأمين صحي "وننتظر رد الوزارة". وأضاف فؤاد أن النسبة الكبيرة من ماسحي الأحذية من جنوب مصر، لارتفاع معدلات الفقر في تلك المناطق. ويقول إن عدد الباعة الجائلين في مصر في تزايد خلال الأربع أعوام الأخيرة "يتجاوز عددهم 6.5 مليون عامل، 63% منهم الشباب". وأضاف "30% من الباعة الجائلين لديهم مؤهلات عليا، والباقي تعليم متوسط وغير متعلم".
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تبلغ نسبة البطالة في مصر خلال الربع الأول من العام المالي الجاري 13.1% من إجمالي 27 مليون فرد قادر على العمل.
وكانت وزيرة القوى العاملة والهجرة، قد ذكرت، في تصريحات سابقة، أن مصر تستهدف 100 ألف فرصة عمل، في نهاية العام المالي الجاري.