أشعل المدافع الأسطوري باولو مالديني تقارير الصحف ووسائل الإعلام، برفض عرض ميلان الإيطالي بتعيينه مسؤولا فنيا للفريق، قبل أن يشرح أسباب هذا القرار عبر حساباته الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا مشروع "الروسونيري" الجديد بالفاشل الذي يفتقد لأسس العودة للقمة.
ولكن ما هي دوافع اللاعب السابق لاتخاذ هذا القرار رغم حبه للميلان؟ حسب باولو مالديني، فإن قرار الرفض لا يخص الصلاحيات إنما عدم اتضاح الأهداف وانعدام الموضوعية في اتخاذ القرار من الإدارة الجديدة، حيث إن مخطط المدير العام الجديد للنادي الإيطالي ماركو فاسوني ينص على عمل مشترك بينه وبين ماسيمليانو ميرابيلي، الإداري السابق لإنتر ميلان، والذي تم تعيينه كمدير رياضي للميلان.
وكان ذلك هو التحفظ الأكبر بالنسبة لقائد ميلان السابق، خاصة أنه كان يعرف جيدا أن ميرابيلي هو رجل فاسوني الأول في الإدارة، وفي حالة وجود أي نزاع بين مالديني والمدير الرياضي، فسيكون المدير العام هو الفاصل بينهما، وهو ما يعطي أفضلية لإداري الإنتر السابق، والذي اختاره فاسوني بالرغم من رفض وانتقادات الجماهير.
وعندما حاول مالديني التحدث إلى أحد ممثلي المجموعة الصينية، قوبل طلبه بالرفض، وتم التأكيد على أن فاسوني هو المسؤول عن كل ما يتعلق بالأمور الإدارية والتعاقدية في الوقت الحالي، وهو ما دفع مالديني لاتخاذ قرار نهائي بعدم الانضمام لطاقم الميلان الجديد، بالرغم من مطالبات الجماهير له بأن يدعم ميلان خلال هذه الفترة.
وبالإضافة إلى اختلاف وجهات النظر مع الطاقم الإداري، فإن ثمة مشكلة ثانية تحدث عنها مالديني، والتي تتعلق بأن المجموعة التي قررت شراء الميلان لا تزال مجهولة، فلم يتم الكشف عن أسماء الشركات المكونة لها، ولم تتحدث وسائل الإعلام إلا عن هان لي ممثل المجموعة، بالإضافة إلى عنوان مكتب صغير يقال إنه مقر للمجموعة، وهو ما يثير الريبة حول ماهية الشركة وجدية الصفقة.
وتركز رد وسائل الإعلام حول جدية المجموعة، في أنه قد تم تسديد الدفعات الأولى لإتمام النادي، بالإضافة إلى تعيين الطاقم الإداري والمدير الفني الجديد، فينشينزو مونتيلا، وكلها شخصيات تتميز بمهنية عالية، بالإضافة إلى عملها في مجال الرياضة مع أكبر الأندية لفترات طويلة، وهو ما دفع البعض للحديث عن أن مالديني قد تعجل في اتخاذ قراره برفض عرض الميلان.
وترى الجماهير المعارضة لقرار مالديني أنه كان بمقدوره تكرار تجربة كل من بافل نيدفيد مع يوفي وخافيير زانيتي مع إنتر ميلان، اللذين انطلقا من الصفر في إدارة فريقيهما، قبل أن يكون لهما دور إداري كبير بمرور الوقت. إلا أنه على الجانب الآخر، لم يكن هناك من يساند تواجد مالديني والاستماع إليه من جانب مُلّاك النادي، ووضعه في مواجهة فوساني، بالرغم من تأكدهم من أن هذا الأمر سيؤثر على قرار أسطورة الميلان بالسلب.
وبعد رفض مالديني قد يكون ميلان على موعد مع عودة أدريانو غالياني إلى إدارة الفريق في منصب جديد، وهو الحل الذي لن يعجب قطاعا كبيرا من جماهير الميلان، التي كانت تتمنى تواجد وجه جديد يضمن له الحق في التفاؤل بمستقبل يليق بماضي الفريق العريق، والذي كان يمثله مالديني على أفضل شكل.