وعرف قرين بسياساته القمعية ضد الصحافة والمؤسسات الصحافية في الجزائر، خاصة تلك التي لا تتبنى خيارات الحكومة.
واستقطب قرار إبعاده الأضواء والتعليقات، ووحده قرين من بين الوزراء المغادرين للحكومة لا يحسد على أمرين، حالة الإجماع والفرحة المعلنة إعلامياً برحيله، والكم الهائل من "الشماتة" الذي لحقته من الوسط الصحافي ومن المراقبين الذين علقوا على إبعاده من الحكومة، إذ تخلّصت السلطة منه على الرغم من كل الجهد الذي بذله لأجل تركيع الصحافة والمؤسسات الصحافية المناوئة لخيارات الحكومة والسلطة. وقد اتفق الصحافيون على مواقع التواصل الاجتماعي على الترحيب بخروجه من الوزارة.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
ويشرح المحرر في صحيفة "الخبر" محمد سيدمو لـ"العربي الجديد" طبيعة هذه المواقف من الوسط الصحافي، والمرحلة المتوترة بين الصحافة والوزير السابق، قائلاً "لم يكن حال الإعلام في الجزائر حسناً يوماً، إلا أن فترة الوزير المقال حميد قرين مثلت مرحلة عصابية في تاريخ المهنة، ذلك أن هذا الوزير ناصب الصحافيين والجرائد العداء ودخل معهم في حرب يتوسم القضاء فيها على ما تبقّى من شرف مهنتهم. هذا الوزير مثّل سبة في تاريخ الإعلام بالجزائر، لأنه سار ضد طبيعة الأشياء محاولاً تضييق هوامش الحرية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والسماوات المفتوحة".
ويعتقد الصحافي العامل في صحيفة "التحرير" عبد القادر عمراوي في حديث مع "العربي الجديد" أن "قطاع الإعلام في الجزائر يبحث عن إعلامي متمرس يفهم تفاصيله ومشكلاته، وليس بحاجة إلى رجل من أصحاب المصالح، حيث كان واضحاً منذ تعيين عبد الحميد قرين في منصب الوزير أن المشهد الصحافي مقبل على فترة صعبة، بسبب استغراق الأخير في كسر كل مؤسسة إعلامية لا تتوافق مع تصورات وخيارات السلطة، وهذا الذي حدث ورأيناه في كثير من القضايا كقضية الخبر".
ومع قدوم الوزير الجديد للاتصال في الجزائر جمال كعوان، وهو صحافي سابق كان يعمل في صحيفة حكومية، قبل أن يعين في منصب مدير للوكالة الحكومية للإشهار، والتي تحتكر جمع وتوزيع الإشهار الحكومي على الصحف والمؤسسات الإعلامية، يأمل بعض الصحافيين الجزائريين في أن يبادر الوزير الجديد إلى التصالح مع الجسم الصحافي، ويقول الصحافي أحمد سكوم "آمل أن يحفظ الوزير الجديد الدرس من سابقة حميد قرين الذي خرج من الباب الضيق، ولهذا قد يعمل على ربط العلاقة مع الصحافة، خاصة أنه صحافي بالأساس".
لكن عدداً آخر من الصحافيين يعتقدون أن الوضع لن يتغير، عدا في بعض التفاصيل البسيطة المرتبطة بالعلاقة المتوقع أن تكون أقل توتراً بين الوزير الجديد والصحافة، مقارنة مع الوزير السابق.
ويقول الصحافي فريد بلوناس لـ"العربي الجديد" إن "الوزير السابق كان يطبق في برنامج الرئيس (عبدالعزيز) بوتفليقة وتصورات السلطة للصحافة في الجزائر، وتغيير وزير الاتصال لا يغير في الحقيقة من طبيعة العلاقة بين الصحافة والسلطة، إلا إذا تغيّرت نظرة الرئيس بوتفليقة للصحافة بشكل عام، من الممكن أن يكون الوزير الجديد جمال كعوان أقل تشدداً اتجاه الصحافة من سابقة قرين لكنه يعرف جيداً وسائل الإعلام وحاجتها للإشهار، بما أنه كان مدير وكالة الإشهار، لكني في العموم لا أعتقد أن الوزير الجديد يمكن أن يخرج عن النظرة العامة للنظام للإعلام".