03 فبراير 2018
ما هو ثمن عفرين؟
يمان دابقي (سورية)
ما إن تحولت معركة عفرين التي أقرّتها الحكومة التركية إلى أمر واقع، حتى انهالت الروايات والتحليلات عن الثمن الواجب دفعه جرّاء إطلاق يد تركيا في عملية جراحية في عفرين، على غرار سابقتها في درع الفرات التي انتهت آنذاك بصفقة روسية تركية، أدت إلى إطلاق يد تركيا في مثلث جرابلس أعزاز الباب، مقابل رفع الفيتو التركي عن مدينة حلب.
يُعيدنا المشهد اليوم بشكل لا شعوري إلى سيناريو حلب، فمن غير الممكن تجاهل احتمال المقايضات والصفقات بين الدول الفاعلة في الملف السوري، لأسباب عدة، فالعملية العسكرية المسماة، غصن الزيتون، جاءت عقب تصريحات واشنطن بإنشاء قوة أمنية في شمال سورية قوامها 30 ألف مقاتل عمادها قوات سورية الديمقراطية، الأمر الذي أخرج تركيا من عباءة التردد، لتنتقل من الأقوال إلى الأفعال، وهو ما بدا أن تركيا لم يعد لها خيار آخر إزاء نكث أميركا وعودها لأنقرة أكثر من مرة، تجاه دعم الأكراد المستمر بالمال والسلاح، وهو ما تعتبره تركيا استفزازاً وتهديداً لأمنها القومي، إذ تعتقد تركيا أن واشنطن عازمة على محاصرة تركيا من شمال العراق إلى أقصى شمال غرب سورية بكيان كردي، يصل إلى البحر المتوسط.
أمام المرحلة الحرجة التي تمر بها تركيا، ارتفع زخم الحراك السياسي والتقارب مع نظيرتها روسيا، بغية نزع تأييد روسي بإطلاق يد تركيا في عفرين، على اعتبار أنّ روسيا تُعارض الوجود الأميركي في شمال شرق سورية، وكانت قد طالبت وزارة الدفاع الروسية واشنطن بسحب قواتها من سورية، عقب إعلان بوتين انتصاره الوهمي على التنظيمات الإرهابية في سورية نهاية الشهر الماضي، معتبراً، في الوقت نفسه، أنّ وجود القوات الروسية شرعي بناء على موافقة حكومة دمشق بذلك.
التقاء الأضداد بين تقاطع المصالح للدول الضامنة لوقف إطلاق النار قرّب وجهات النظر لتصب أخيراً في صالح تركيا، بالبدء بعملية عفرين، ما دفع واشنطن إلى إعطاء ضوء أخضر لتركيا جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، منتتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، عقبه غض طرف روسي من خلال إعلان موسكو سحب قواتها في عفرين وتمركزها في تل رفعت. أما النظام السوري فلا حول له ولا قوة، وبدلاً من حفظ ماء الوجه، فقد تمزقت السيادة أكثر فأكثر، بعد التهديد الذي أعلنه نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بإسقاط الطائرات التركية، وهو ما لم يحدث؟
ولم تعارض الدول الأوروبية، هي الآخرى، عملية عفرين، ويبدو أن هدفها هو الخلاص من ضغط المهاجرين بعد تعهد الرئيس التركي، أردوغان، بعودة ثلاثة ملايين نازح إلى سورية.
وقد تتمثل عن الأهداف القريبة لعملية غصن الزيتون، حسب ما صرحت هيئة الأركان التركية، عن تطهير منبج وعفرين من قوات سورية الديمقراطية، وتشكيل منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متر، في مشهد يتكرر عن المطلب التركي السابق بإنشاء منطقة آمنة قبل أربعة سنوات؟
علاوة على ذلك، يبدو أن ما كان ممنوعا في الأمس بات مسموحا اليوم، وهو ما وضع إشارات استفهام عن الثمن والمقابل جرّاء إطلاق يد تركيا في عفرين بعملية قيل إنها ستكون محدودة، وقد لا تعدو أكثر من تضييق الخناق على الأحزاب الكردية الانفصالية، حتى يتسنّى لها الانسحاب من المناطق التي تعتبرها تركيا خطراً على أمنها القومي. وعليه، يتم طرح التساؤل إذا ما تحقّق هذا السيناريو، فهل ستعود المناطق إلى النظام السوري؟ أما أن سيناريو استنساخ درع الفرات سيتكرر في منبج وعفرين، لتكون تحت سلطة الجيش الحر المشاركة بأكثر من 22 ألف مقاتل تحت الوصاية التركية؟
فيما السيناريو الأهم الذي يتم تداوله بقوة الحديث عن مقايضة بين تركيا وروسيا، مفادها عفرين في مقابل التخلي عن إدلب، ويتم الربط والبناء في هذا الصدد، حسب ما تم من تفاهمات سابقة بملفي حلب والباب.
وعليه، سيتم توسيع رقعة النظام وإيران إلى ما بعد مطار أبو الضهور، وروسيا ستمتد إلى جسر الشغور لتُشكل خط دفاع أول عن مناطق نفوذها من جورين إلى طرطوس واللاذقية، وقد يتطلب تحقيق هذه المعادلة تقديم تسهيلات من جبهة النصرة كون تركيا لها الذراع الأطول عليها؟ سيما أنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) كانت قد أخلت، أخيرا، مناطق عديدة أمام تقدم قوات النظام في ريفي حلب الجنوبي وإدلب الجنوبي، وصولاً إلى أبو الضهور، الأمر الذي وضع إشارات استفهام حول النهج والسلوك الذي تتبعه هيئة تحرير الشام.
تخوف كبير ينتاب السوريين عن الثمن الذي ستقدمه تركيا في مقابل حماية أمنها القومي، ولم يعد الأمر خافيا على أحد بعد أن تحولت سورية إلى ساحة مقايضات وتصفية حسابات لتفاهمات الدول، خصوصاُ أن الشعب السوري شهد الكثير منها على حساب تضحياته.
يُعيدنا المشهد اليوم بشكل لا شعوري إلى سيناريو حلب، فمن غير الممكن تجاهل احتمال المقايضات والصفقات بين الدول الفاعلة في الملف السوري، لأسباب عدة، فالعملية العسكرية المسماة، غصن الزيتون، جاءت عقب تصريحات واشنطن بإنشاء قوة أمنية في شمال سورية قوامها 30 ألف مقاتل عمادها قوات سورية الديمقراطية، الأمر الذي أخرج تركيا من عباءة التردد، لتنتقل من الأقوال إلى الأفعال، وهو ما بدا أن تركيا لم يعد لها خيار آخر إزاء نكث أميركا وعودها لأنقرة أكثر من مرة، تجاه دعم الأكراد المستمر بالمال والسلاح، وهو ما تعتبره تركيا استفزازاً وتهديداً لأمنها القومي، إذ تعتقد تركيا أن واشنطن عازمة على محاصرة تركيا من شمال العراق إلى أقصى شمال غرب سورية بكيان كردي، يصل إلى البحر المتوسط.
أمام المرحلة الحرجة التي تمر بها تركيا، ارتفع زخم الحراك السياسي والتقارب مع نظيرتها روسيا، بغية نزع تأييد روسي بإطلاق يد تركيا في عفرين، على اعتبار أنّ روسيا تُعارض الوجود الأميركي في شمال شرق سورية، وكانت قد طالبت وزارة الدفاع الروسية واشنطن بسحب قواتها من سورية، عقب إعلان بوتين انتصاره الوهمي على التنظيمات الإرهابية في سورية نهاية الشهر الماضي، معتبراً، في الوقت نفسه، أنّ وجود القوات الروسية شرعي بناء على موافقة حكومة دمشق بذلك.
التقاء الأضداد بين تقاطع المصالح للدول الضامنة لوقف إطلاق النار قرّب وجهات النظر لتصب أخيراً في صالح تركيا، بالبدء بعملية عفرين، ما دفع واشنطن إلى إعطاء ضوء أخضر لتركيا جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، منتتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، عقبه غض طرف روسي من خلال إعلان موسكو سحب قواتها في عفرين وتمركزها في تل رفعت. أما النظام السوري فلا حول له ولا قوة، وبدلاً من حفظ ماء الوجه، فقد تمزقت السيادة أكثر فأكثر، بعد التهديد الذي أعلنه نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بإسقاط الطائرات التركية، وهو ما لم يحدث؟
ولم تعارض الدول الأوروبية، هي الآخرى، عملية عفرين، ويبدو أن هدفها هو الخلاص من ضغط المهاجرين بعد تعهد الرئيس التركي، أردوغان، بعودة ثلاثة ملايين نازح إلى سورية.
وقد تتمثل عن الأهداف القريبة لعملية غصن الزيتون، حسب ما صرحت هيئة الأركان التركية، عن تطهير منبج وعفرين من قوات سورية الديمقراطية، وتشكيل منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متر، في مشهد يتكرر عن المطلب التركي السابق بإنشاء منطقة آمنة قبل أربعة سنوات؟
علاوة على ذلك، يبدو أن ما كان ممنوعا في الأمس بات مسموحا اليوم، وهو ما وضع إشارات استفهام عن الثمن والمقابل جرّاء إطلاق يد تركيا في عفرين بعملية قيل إنها ستكون محدودة، وقد لا تعدو أكثر من تضييق الخناق على الأحزاب الكردية الانفصالية، حتى يتسنّى لها الانسحاب من المناطق التي تعتبرها تركيا خطراً على أمنها القومي. وعليه، يتم طرح التساؤل إذا ما تحقّق هذا السيناريو، فهل ستعود المناطق إلى النظام السوري؟ أما أن سيناريو استنساخ درع الفرات سيتكرر في منبج وعفرين، لتكون تحت سلطة الجيش الحر المشاركة بأكثر من 22 ألف مقاتل تحت الوصاية التركية؟
فيما السيناريو الأهم الذي يتم تداوله بقوة الحديث عن مقايضة بين تركيا وروسيا، مفادها عفرين في مقابل التخلي عن إدلب، ويتم الربط والبناء في هذا الصدد، حسب ما تم من تفاهمات سابقة بملفي حلب والباب.
وعليه، سيتم توسيع رقعة النظام وإيران إلى ما بعد مطار أبو الضهور، وروسيا ستمتد إلى جسر الشغور لتُشكل خط دفاع أول عن مناطق نفوذها من جورين إلى طرطوس واللاذقية، وقد يتطلب تحقيق هذه المعادلة تقديم تسهيلات من جبهة النصرة كون تركيا لها الذراع الأطول عليها؟ سيما أنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) كانت قد أخلت، أخيرا، مناطق عديدة أمام تقدم قوات النظام في ريفي حلب الجنوبي وإدلب الجنوبي، وصولاً إلى أبو الضهور، الأمر الذي وضع إشارات استفهام حول النهج والسلوك الذي تتبعه هيئة تحرير الشام.
تخوف كبير ينتاب السوريين عن الثمن الذي ستقدمه تركيا في مقابل حماية أمنها القومي، ولم يعد الأمر خافيا على أحد بعد أن تحولت سورية إلى ساحة مقايضات وتصفية حسابات لتفاهمات الدول، خصوصاُ أن الشعب السوري شهد الكثير منها على حساب تضحياته.
مقالات أخرى
12 يناير 2018
08 يناير 2018
01 يناير 2018