لا تزال بعض المحطات التلفزيونية في لبنان، تعيش أزمات متلاحقة، إذ لا تكاد تُخرج بعض البرامج إلى الضوء، حتى تتوقف. هذا الصيف بالنسية لقناة الجديد اللبنانية، هو ميزان اختبار لنوعية البرامج التي بإمكانها أن تخرج إلى الهواء مع بداية الموسم المقبل.
محاولات تجديد
على الرغم من الصراع على مسلسلات الدراما اللبنانية بين المحطات المحلية، ثمة تجاذب واضح في الاستعانة بالبرامج الحوارية أو المثيرة إضافة إلى المسلسلات. هكذا، تحاول محطة "الجديد" اللبنانية هذه الفترة البحث عن جديد ضمن خطة البرامج المطلوب إنجازها حالياً، لتبدأ على الهواء في منتصف سبتمبر/أيلول. بعد أقل من خمس سنوات، اتخذت المحطة قراراً بتوقيف برنامج "للنشر" الذي قدمته ريما كركي؛ فالبرنامج، باختصار، استهلك نفسه، وتحول إلى مادة مشاكل تتأرجح بين العرض والاستفزاز، والتدخل في الخصوصية، ثم بحث عن حلول لتلك المشاكل، حتى تحول الموسم السابق من "للنشر" إلى مجرد طرح لبعض القضايا الخاصة بالطلاق والثأر والاحتيال التي يعانيها المجتمع اللبناني، لذلك قررت المحطة إيقاف البرنامج، والعمل، أو البحث، عن فكرة جديدة تقدمها ريما كركي التي اختبرت نفسها جيداً على الهواء، وتوظيفها في طرح آخر.
الإعلامي اللبناني طوني خليفة هو الآخر مشغول بإنجاز فكرة برنامج جديد، بعد أربع سنوات من غيابه. الصيغة التي يعمل عليها طوني خليفة استحوذت على اهتمام المسؤولين في محطة "الجديد" وقرروا أن تكون الأولوية له.
بلا تشفير؟
لم تعط إدارة الجديد قراراً نهائياً بشأن إيقاف أو تعليق برنامج "بلا تشفير"، لتمّام بليق. بل على العكس، تحاول المحطة الاستفادة من شخصية بليق الهجومية في محاباة الضيوف. وعلى الرغم من الانتقادات التي ترد بشأن البرنامج، ستمنح قناة الجديد "امتيازاً" جديداً لتمام في الموسم المقبل.
بعدما كان مقرراً أن يُصور بليق برنامج "أنا هيك"، فكرة وإنتاج "داي دريم"، وصور منه الحلقة التجريبية قبل أربعة أشهر، توقف البرنامج فجأة من دون معرفة الأسباب، إلى أن ظهرت حركة مجدداً قبيل انتهاء شهر رمضان، قضت بتصوير حلقة تجريبية ثانية من "أنا هيك" مع نيشان. المعروف أن نيشان مدلل لدى شركة "داي دريم" التي ساهمت في شهرته؛ فمن البدايات، أنتجت له سلسلة من البرامج لاقت النجاح، ومنها "مايسترو" و"ولا تحلم"، وغيرها. وفعلاً، صوّر نيشان، قبل أيام، البرنامج الجديد، فيما يُنتظر البت بين المسؤولين في الجديد وشركة الإنتاج حول إمكانية تصوير البرنامج أو تركه جانباً، تفادياً للحرج الذي قد يحصل بين تمام بليق ونيشان. ويُحكى أيضاً عن فكرة جديدة طرحتها المحطة على تمام بليق تبقيه هذا الموسم داخل المحطة التي شهدت شهرته. لا يزال بليق يدرس هذه الفكرة.
موسم الخريف يبدو هادئًا حتى الساعة بانتظار معرفة طروحات عدة محطات لبنانية، تعمل على استقطاب المشاهد عن طريق كافة الوسائل الخاصة بنوعية البرامج، ولا يهم إلاّ الفوز بنسبة المشاهدة ولو جاءت أحياناً بحجة أعمال إنسانية، أو كشف قضايا اجتماعية تستحق النقاش والتحذير من مخاطرها، لكن صورة المشهد اللبناني عند بعض المحطات لا تُبشر بالكثير.