أخطرت وزارة الطيران المصرية شركات السياحة المحلية بأنها ستسير أول رحلة جوية من القاهرة إلى موسكو على متن خطوط "مصر للطيران" في 12 إبريل/ نيسان المقبل، وذلك للمرة الأولى منذ وقف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا في خريف العام 2015، على خلفية حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، والذي تشير الدلائل إلى كونه إرهابياً، وارتكبه شاب روسي تم تجنيده بواسطة تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم "داعش".
وقال مصدر في وزارة الطيران المصرية إن مسؤولين مصريين سيتوجهون خلال أيام إلى موسكو، بناء على تنسيق رفيع المستوى بين رئيسي البلدين، فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي، للتوقيع على وثائق تكميلية لتفعيل بروتوكول استئناف الرحلات الموقع بين البلدين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الأمر الذي كانت قد كشفت عنه "العربي الجديد" في 19 فبراير/ شباط الماضي. وأضاف المصدر أن "مصر للطيران" ستطرح الحجوزات على رحلاتها الأولى إلى موسكو بأسعار مخفضة "تحسباً لأي مشاكل قد تطرأ خلال توقيع الوثائق التكميلية، ما قد يؤدي إلى تأجيل استئناف الرحلات الجوية بين البلدين"، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً على أن تبدأ الرحلات بين القاهرة وموسكو فقط، وأن تتوسع خلال أشهر الصيف لتشمل مدينتي شرم الشيخ والغردقة، وذلك بناء على تقارير أمنية أعدتها وفود التفتيش الروسية أخيراً، وكشفت عن مشاكل عديدة في تأمين مطاري المدينتين الساحليتين، اللتين تعتبران الوجهتين الأولى والثانية للسياحة الروسية.
وأكد المصدر أنه بعد قبول مصر وجود خبراء روس في مطاراتها لمراقبة الإجراءات الأمنية، اتفق الطرفان على ترك بعض التفاصيل لمفاوضات ستجرى في موسكو قبيل التوقيع، أولها مسألة صلاحيات الخبراء الروس بالنسبة إلى باقي الرحلات غير الروسية، وثانيها سلطات الخبراء الروس على الرحلات الروسية ومدى إمكانية تدخلهم لوقف بعضها، والأمر الثالث دورية حضور وفود التفتيش التي ستكون لها صلاحية مراقبة السلطات المصرية والخبراء الروس على حد سواء. وذكر المصدر أيضاً أن السيسي أصدر تعليمات لوزارة الداخلية بسرعة تدريب وتأهيل 1000 عنصر أمني شاب في ألمانيا وبريطانيا، ليتولوا تنفيذ خطة طويلة الأجل لتحسين الأداء الأمني بالمطارات المصرية، وارتباطاً بذلك بدأت الحكومة في التواصل مع السلطات الأمنية والملاحية في الدولتين لسرعة تنفيذ الدورات التدريبية، وذلك بعدما اشتكت وزارة الطيران للرئاسة ورئاسة الوزراء من سوء أداء عناصر الشرطة، ومطالبتها بتحسين نوعية ومستوى عناصرها بعد اكتشاف أخطاء جسيمة ومتكررة من قبل وفود التفتيش الروسية.
وكان الإرجاء الروسي المتكرر لعودة الرحلات قد أدى إلى ارتباك متزايد للشركات السياحية، المصرية والروسية، والتي يتشارك بعضها في رأس المال، وبعض الفنادق والمنتجعات وشركات الطيران الخاصة، إذ أدى الإرجاء إلى عدم استقرار الأسعار في ذروة موسم السياحة الشتوية، بعدما كانت بعض الشركات قد بدأت بإعادة فتح فنادقها بالفعل، بالإضافة إلى غموض مصير الحجوزات التي تعاقدت عليها الشركات المصرية لتسفير عملائها إلى روسيا لحضور مباريات كأس العالم لكرة القدم المقررة في يونيو/ حزيران المقبل، وذلك لارتباط أسعارها بحجوزات مقابلة تعاقدت عليها الشركات الروسية لتسفير عملائها للمنتجعات المصرية بعد توقيع البروتوكول المعطل تنفيذه. وأعلنت شركة "إيروفلوت" الروسية أنها ستستأنف رحلاتها من موسكو إلى القاهرة في 11 إبريل المقبل، بعدما كانت قد حددت عدة مواعيد سابقة مطلع ومنتصف الشهر الحالي. ومن المقرر مبدئياً أن تسير الشركة 3 رحلات أسبوعياً.