أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، ما سمّاه بإعلان القاهرة كمبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية، محذراً من التمسك بالخيار العسكري لحل الأزمة في ليبيا، مشددا على أن الحل السياسي هو الوحيد المتاح لحل الأزمة، ومؤكدا في الوقت ذاته أن أمن مصر من أمن واستقرار ليبيا. وقال السيسي إن جهود البرلمان الليبي وما سمّاه الجيش الوطني، في إشارة لمليشيات شرق ليبيا بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مكنت من التوصل إلى مبادرة شاملة لإنهاء الصراع في ليبيا. وأضاف السيسي خلال مؤتمر صحافي أمس في قصر الاتحادية، بحضور رئيس البرلمان الليبي المنعقد في طبرق عقيلة صالح، وخليفة حفتر، أن التنسيق المستمر في ليبيا لمواجهة تداعيات تنذر بتطورات إقليمية، وانطلاقاً من حرص مصر على تحقيق استقرار ليبيا، خصوصاً أنه جزء لا يتجزأ من استقرار مصر، وفي إطار العلاقات بين البلدين، تمت دعوة رئيس البرلمان الليبي وحفتر إلى القاهرة للتشاور حول تطورات الأوضاع. وأكد أنه تم الاتفاق بشكل نهائي على إطلاق إعلان القاهرة "مبادرة ليبية ليبية" كأساس حل الأزمة متضمنا جهود الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والإمارات لحل الصراع.
من جهته، أشاد حفتر بدعم السيسي له ولمليشياته، قائلا "نأمل من مصر إيقاف الدعم التركي في ليبيا، كما نأمل من المجتمع الدولي بذل جهود مضاعفة لوقف الدعم التركي لحكومة الوفاق". في المقابل، قال صالح إنهم سيبدأون بعمل دستوري ليبي يمهد لإجراء انتخابات من دون إقصاء أحد، زاعما أن "الجيش الليبي" عندما تحرك للعاصمة في إبريل من العام الماضي كان لمحاربة "الإرهابيين"، وليس للاستيلاء على السلطة على حد تعبيره، وأن تركيا تدخلت ومنعت الجيش من إكمال مهمته، مشيراً إلى أن الجيش الليبي التزم الهدنة والوفاق لم تلتزم حتى الآن.
وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، قال قبل انطلاق المؤتمر الصحافي إن السيسي استقبل صالح وحفتر، بحضور وزير الدفاع المصري محمد زكي، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، ورئيس مجلس النواب علي عبد العال وزير الخارجية سامح شكري. وأضاف راضي أن اللقاء يأتي من منطلق حرص مصر الثابت على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا ولشعبها، وباعتبار أن أمن ليبيا امتداد للأمن القومي المصري، بالإضافة إلى تأثير تداعيات الوضع الليبي الراهن على المحيط الإقليمي والدولي.
وأوضح المصدر أن مصر حمّلت الإمارات وحفتر مسؤولية التدهور الأخير الذي حدث، بسبب استدعاء روسيا للعب دور واسع في المعارك، مؤكداً أن القاهرة اعترضت بشدة منذ البداية على استدعاء موسكو، بدعوى أن ذلك سيؤجج الغرب والولايات المتحدة، باعتبار أن ليبيا نفوذ غربي، ولن يسمح لروسيا بالسيطرة عليها، وهو ما كان نقطة التحول الرئيسية في الصراع، إذ تمكنت تركيا من استغلال ذلك المدخل، والحصول على ضوء أخضر أميركي، لتقويض حفتر وداعمه الروسي.