على الرغم من المسافة البعيدة التي تفصل العاصمة الإيرانية طهران عن جزيرة كيش في الخليج، والتي تبلغ 1600 كيلومتر، لم يتوان طلاب جامعة شريف في العاصمة، عن تقديم مبادرة خاصة بالجزيرة التابعة لمحافظة هرمزجان في جنوب شرق إيران.
وتركزت مبادرة الطلاب بالتحديد على ترميم أحد معالم الجزيرة المعروفة، وهي سفينة يونانية راسية في بحرها منذ عام 1966، تواجه اليوم خطر الغرق.
تجذب جزيرة كيش، القريبة من سواحل الإمارات العربية المتحدة، نحو مليون سائح من داخل إيران وخارجها سنوياً. وتستفيد من هذا العدد خصوصاً لكونها منطقة حرة لا يحتاج الأجانب إلى تأشيرة لدخولها.
كانت الجزيرة قبل الثورة الإسلامية عام 1979، مجهزة لاستقبال الأثرياء فقط. لكنّها بعد ذلك باتت مفتوحة لكلّ فئات المجتمع.
الجزيرة تتميز بمعالم كثيرة، لكنّ أبرز تلك المعالم سفينة يونانية لا يعرف الكثيرون سر رسوّها قبالة أحد الشواطئ. قصة السفينة تعود إلى 26 يوليو/ تموز عام 1966، عندما توجهت محملة بالنفط إلى شواطئ إيران، وعلقت في الرمال هناك بالقرب من منطقة باغو، غرب الجزيرة. والسفينة التي تعود ملكيتها إلى اليونان، بنتها شركة "ويليام هملتون" عام 1934 في مدينة غلاسكو الاسكتلندية. يبلغ وزنها 7 آلاف و61 طناً، بطول 136 متراً. تغيرت ملكيتها عبر السنوات، من بريطانيا إلى إيران وصولاً إلى اليونان. كما تبدّل اسمها من "إمباير ترومبيت" و"نتشراليست" إلى "قورش الفارسي" و "همدان". وكان اسمها الأخير عندما علقت على شواطئ إيران "كولا إف".
يوم علقت السفينة، حاول ركابها اليونانيون وقبطانها تحريكها لكن جهودهم لم تفلح على الإطلاق، فاضطروا لمغادرتها. سحبها كان يتطلب كلفة باهظة. ويروي سكان كيش، الذين سمعوا قصة هذه السفينة من الجيل الذي سبقهم، أنّ اليونانيين أضرموا النار في السفينة قبل مغادرتهم لها، وهو ما أدى لتخريبها وبقائها في ذات النقطة غير قادرة على الحركة والإبحار.
أما الخلاف اليوم فيرتبط بتساؤل يدور حول هوية مالك هذه السفينة، فهل إيران هي الطرف المسؤول عنها؟ أم أن باعتبارها يونانية يتوجب على أثينا دفع كلفة إنقاذها وترميمها والعناية بها؟
تقول المواقع الرسمية الإيرانية إن المستندات والوثائق التاريخية التي قدمتها شركة "لويدز" البريطانية، وهي شركة التأمين المشرفة على السفينة، تشير إلى أنّ ملكيتها يوم وقوع الحادثة كانت تعود إلى اليونان. وهو ما يبرر عدم وجود مؤسسة في إيران تعنى بهذا المعلم الذي يميز الجزيرة.
قاع السفينة اليوم مغطى بمياه البحر، كما ذكرت بعض المواقع الإيرانية أنّ أخشابها تكسرت. وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لها بالغرق. ما يعني بالتالي أنّ كيش قد تتكبد خسارة كبيرة في المستقبل، لأحد معالمها الأساسية، إذا لم يتم التحرك لإنقاذ السفينة.
بدورها، انتقدت مؤسسة الموروث الثقافي في إيران عدم الاهتمام بالسفينة وترميمها بالرغم من ملاحظة خطر الغرق. وتشير المؤسسة إلى أنّ عدم تحرك اليونان يوجب اهتمام إدارة منطقة كيش الحرة بهذا الملف. وبالتالي تقع عليها مسؤولية ترميم السفينة المتآكلة، كونها باتت وجهة بارزة في كيش. لكن عدم تعاطي تلك الإدارة مع مؤسسة الموروث الثقافي الحكومية حتى، يتسبب في توجيه مزيد من الانتقادات إليها.
بدورهم، لم يتمكن طلاب جامعة شريف من تطبيق مبادرتهم التي تهدف إلى إنقاذ السفينة بعد. فقد اصطدموا بالحاجز المالي، خصوصاً مع رفض إدارة منطقة كيش الحرة تمويل العملية. وعن ذلك، يقول مدير المنطقة علي أصغر مونسان: "كلفة ترميم السفينة عالية للغاية، والخلافات ما زالت قائمة حول من يجب أن يتحمل مسؤولية هذا الأمر، بالرغم من المبادرة التي قدمها طلاب جامعة شريف للعلوم الصناعية لإنقاذها من الغرق".
ويشير مونسان إلى أنّ هنالك إمكانية للمضيّ قدماً في مبادرة الطلاب. فقد تم عرض مشروع إنقاذ السفينة في مناقصات عدة. وسيتم الإعلان عن النتائج في وقت لاحق.
يعتبر الإيرانيون جزيرة كيش معلماً بارزاً على الصعد الاجتماعية والثقافية والسياحية. وما يثير الانتقادات في المواقع السياحية خصوصاً، أنّ جزيرة كيش تستقطب عددا كبيرا من الزائرين، وتمتلك بنى تحتية متقدمة، ومشاريع تقدم خدمات ترفيهية، على مستوى عال. وبذلك، يطلب هؤلاء من مسؤولي الجزيرة تحضير التمويل الكافي لإنقاذ السفينة حتى وإن كانت ملكيتها يونانية، لا إيرانية.
إقرا أيضاً: إيران تفتح بابها للسياحة "الحلال"
وتركزت مبادرة الطلاب بالتحديد على ترميم أحد معالم الجزيرة المعروفة، وهي سفينة يونانية راسية في بحرها منذ عام 1966، تواجه اليوم خطر الغرق.
تجذب جزيرة كيش، القريبة من سواحل الإمارات العربية المتحدة، نحو مليون سائح من داخل إيران وخارجها سنوياً. وتستفيد من هذا العدد خصوصاً لكونها منطقة حرة لا يحتاج الأجانب إلى تأشيرة لدخولها.
كانت الجزيرة قبل الثورة الإسلامية عام 1979، مجهزة لاستقبال الأثرياء فقط. لكنّها بعد ذلك باتت مفتوحة لكلّ فئات المجتمع.
الجزيرة تتميز بمعالم كثيرة، لكنّ أبرز تلك المعالم سفينة يونانية لا يعرف الكثيرون سر رسوّها قبالة أحد الشواطئ. قصة السفينة تعود إلى 26 يوليو/ تموز عام 1966، عندما توجهت محملة بالنفط إلى شواطئ إيران، وعلقت في الرمال هناك بالقرب من منطقة باغو، غرب الجزيرة. والسفينة التي تعود ملكيتها إلى اليونان، بنتها شركة "ويليام هملتون" عام 1934 في مدينة غلاسكو الاسكتلندية. يبلغ وزنها 7 آلاف و61 طناً، بطول 136 متراً. تغيرت ملكيتها عبر السنوات، من بريطانيا إلى إيران وصولاً إلى اليونان. كما تبدّل اسمها من "إمباير ترومبيت" و"نتشراليست" إلى "قورش الفارسي" و "همدان". وكان اسمها الأخير عندما علقت على شواطئ إيران "كولا إف".
يوم علقت السفينة، حاول ركابها اليونانيون وقبطانها تحريكها لكن جهودهم لم تفلح على الإطلاق، فاضطروا لمغادرتها. سحبها كان يتطلب كلفة باهظة. ويروي سكان كيش، الذين سمعوا قصة هذه السفينة من الجيل الذي سبقهم، أنّ اليونانيين أضرموا النار في السفينة قبل مغادرتهم لها، وهو ما أدى لتخريبها وبقائها في ذات النقطة غير قادرة على الحركة والإبحار.
أما الخلاف اليوم فيرتبط بتساؤل يدور حول هوية مالك هذه السفينة، فهل إيران هي الطرف المسؤول عنها؟ أم أن باعتبارها يونانية يتوجب على أثينا دفع كلفة إنقاذها وترميمها والعناية بها؟
تقول المواقع الرسمية الإيرانية إن المستندات والوثائق التاريخية التي قدمتها شركة "لويدز" البريطانية، وهي شركة التأمين المشرفة على السفينة، تشير إلى أنّ ملكيتها يوم وقوع الحادثة كانت تعود إلى اليونان. وهو ما يبرر عدم وجود مؤسسة في إيران تعنى بهذا المعلم الذي يميز الجزيرة.
قاع السفينة اليوم مغطى بمياه البحر، كما ذكرت بعض المواقع الإيرانية أنّ أخشابها تكسرت. وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لها بالغرق. ما يعني بالتالي أنّ كيش قد تتكبد خسارة كبيرة في المستقبل، لأحد معالمها الأساسية، إذا لم يتم التحرك لإنقاذ السفينة.
بدورها، انتقدت مؤسسة الموروث الثقافي في إيران عدم الاهتمام بالسفينة وترميمها بالرغم من ملاحظة خطر الغرق. وتشير المؤسسة إلى أنّ عدم تحرك اليونان يوجب اهتمام إدارة منطقة كيش الحرة بهذا الملف. وبالتالي تقع عليها مسؤولية ترميم السفينة المتآكلة، كونها باتت وجهة بارزة في كيش. لكن عدم تعاطي تلك الإدارة مع مؤسسة الموروث الثقافي الحكومية حتى، يتسبب في توجيه مزيد من الانتقادات إليها.
بدورهم، لم يتمكن طلاب جامعة شريف من تطبيق مبادرتهم التي تهدف إلى إنقاذ السفينة بعد. فقد اصطدموا بالحاجز المالي، خصوصاً مع رفض إدارة منطقة كيش الحرة تمويل العملية. وعن ذلك، يقول مدير المنطقة علي أصغر مونسان: "كلفة ترميم السفينة عالية للغاية، والخلافات ما زالت قائمة حول من يجب أن يتحمل مسؤولية هذا الأمر، بالرغم من المبادرة التي قدمها طلاب جامعة شريف للعلوم الصناعية لإنقاذها من الغرق".
ويشير مونسان إلى أنّ هنالك إمكانية للمضيّ قدماً في مبادرة الطلاب. فقد تم عرض مشروع إنقاذ السفينة في مناقصات عدة. وسيتم الإعلان عن النتائج في وقت لاحق.
يعتبر الإيرانيون جزيرة كيش معلماً بارزاً على الصعد الاجتماعية والثقافية والسياحية. وما يثير الانتقادات في المواقع السياحية خصوصاً، أنّ جزيرة كيش تستقطب عددا كبيرا من الزائرين، وتمتلك بنى تحتية متقدمة، ومشاريع تقدم خدمات ترفيهية، على مستوى عال. وبذلك، يطلب هؤلاء من مسؤولي الجزيرة تحضير التمويل الكافي لإنقاذ السفينة حتى وإن كانت ملكيتها يونانية، لا إيرانية.
إقرا أيضاً: إيران تفتح بابها للسياحة "الحلال"