من داخل كراج المنزل، بدأ الشابان الأردنيان خالد كلالدة وتوفيق سعد الدين يفكران في آليات تسهيل التعليم... وبعدها، أطلقا شركة "كتاب للحلول التكنولوجية"، استطاعا من خلالها تقديم حلول تعليمية حديثة، عن طريق استخدام ألواح تفاعلية متميزة وقلم مزدوج، تستخدم الآن في معظم الجامعات، ومراكز التعليم الخاصة ومئات المدارس الأردنية. هذان الشابان حصلا على براءة اختراع بتطوير تكنولوجيا جديدة في مجال تسهيل عملية التعليم والتعلم الإلكتروني، وأصبحت شركتهما تضم 125 موظفاً اليوم، وتصدر منتجاتها إلى غير دولة.
كما أصبح الشاب أحمد دياب تحت الأضواء، مع إطلاقه مشروع "البلكونة الذكية"، التي تدار عبر الطاقة الشمسية، وهي عبارة عن نافذة تتحول إلى بلكونة من خلال محركات تعمل على ثني النافذة وانزلاقها نحو الأسفل عند تشغيلها. فيما أسس عدي العمايرة شركة تعمل في مجال التطبيقات الإعلانية الحديثة عبر الهواتف المحمولة.
هذه المشروعات وغيرها، ليست مجرّد نماذج استثنائية ناجحة تدل على قدرة الشباب في التواصل مع الحداثة والتطوير، وإنما هي جزء من توجّه عام آخذ اليوم في التنامي. حيث تستقطب سوق التكنولوجيا معظم شباب الجيل الجديد في الأردن، بعدما فقدت الوظائف التقليدية داخل القطاعين الحكومي والخاص بريقها، بسبب تدني دخلها الشهري، ومحدودية آفاقها المعرفية أيضاً.
ومن المرجح حسب الخبير الاقتصادي وليد الخطيب أن يتراوح عدد فرص العمل التي يوفرها قطاع التكنولوجيا الريادية في عمان بين 85 إلى 90 ألف فرصة للشباب، سواء من أنهى منهم دراسته الجامعية أو من لا يزال على مقاعد الدراسة. ويقول لـ "العربي الجديد": "إن الاتجاه إلى هذا القطاع الريادي، الذي يزدهر، نما خلال الفترة الواقعة بين عامي 2000 و 2015 أكثر من عشرة أضعاف. وساعد على نموه ظهور توجه حكومي وخاص داعم للشباب، من خلال تبني وتحويل أفكارهم وإبداعاتهم لمشاريع ناجحة قادرة على توفير فرص العمل واستقطاب الكفاءات والاستمرارية داخل السوق".
وتقدر منظمة العمل الدولية من هم دون الثلاثين عاماً في المملكة بـنحو 60% من السكان، فيما تمثل أعمار الشباب بين 15و 25 سنة نسبة 12.6% من السكان حسب دائرة الإحصاءات العامة، ما يعني زيادة نسب الشباب من مجمل تعداد السكان، وحاجتهم إلى الكثير من الوظائف في المملكة.
اقــرأ أيضاً
ويرى فراس الخلف، طالب جامعي، أن اهتمام جيله بقطاع التكنولوجيا وتقنية المعلومات والاتصالات والإعلام الرقمي وتطبيقات الهواتف النقالة وتطوير الأجهزة والمعدات الالكترونية، كان بمثابة تحول جذري في تفكيرهم. فقد جاء كنتيجة طبيعية لضخ الجامعات أفواجاً كبيرة من المتخرجين في اختصاصات تقليدية، أغرقت قطاعات العمل بما يزيد عن حاجتها بكثير. ويقول لـ "العربي الجديد": "هذه الظاهرة أدت إلى تفاقم حجم البطالة مقابل تمسك السوق بمهن ذات مردود مادي متواضع غير قادر على صنع مستقبل شباب يتطلع إلى حياة أكثر رفاهية وأكثر تجديداً. ولذلك كان لابد من ابتكار منافذ عمل مستحدثة، جديدة في السوق، وضمن بيئة غير تقليدية، تحوّل هؤلاء الشباب إلى أصحاب مشاريع ناجحة، تلائم تطلعاتهم وميولهم".
وشهد الأردن خلال السنوات الأخيرة تأسيس أكثر من 600 شركة تعنى بهذا الجانب، إضافة إلى 300 شركة ناشئة، وبلغ حجم التمويل الكلي التراكمي الذي قدمته مؤسسات التمويل للمشاريع الشبابية الصغيرة أكثر من نصف مليار دينار، ساهم في إنشاء وتطوير نحو 134 ألف مشروع.
ويعوّل الأردن، وفق الخبير الاقتصادي إبراهيم الحيالي، على هذه المشاريع في تشغيل شبابه وامتصاص البطالة، نظراً لما تتمتع به من قدرة أكثر من غيرها على التكيف بسرعة مع متغيرات السوق، ومواجهة المخاطر والصعوبات وبخاصة أثناء الأزمات وفترات الركود الاقتصادي. ويضيف: "تشكل المشاريع الصغيرة مدخلاً لتحسين مهارات وكفاءات الشباب وصقلها وتحويلها فيما بعد إلى مشاريع ناجحة تفي بمتطلبات السوق المحلية، حيث تمتلك القدرة على الاستمرارية والديمومة". كما تعمل وفق ما يراه الحيالي على تحقيق التوازن على مستوى التنمية الاقتصادية في المحافظات، وزيادة حجم الاستثمارات، وإزالة الفوارق الناجمة عن تركز الأنشطة الاقتصادية في العاصمة.
ويتوزع الدعم الذي تتلقاه المشاريع الشبابية في المملكة، بين مؤسسات تهتم بالدعم الفني والتقني منها على سبيل المثال شركة إنجاز، ومركز تطوير الأعمال، والجمعية الأردنية لريادة الاعمال، ومؤسسات تقدم الدعم المالي، كمركز الملكة رانيا للريادة، وصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، والمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية وصندوق التنمية والتشغيل والبنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة، وزين للمبادرة، وأويسيس 500...
وعلاوة على النجاح الذي تحقّق على صعيد المحتوى الرقمي والتطبيقات المتنوعة للهواتف النقالة، فقد ساعد ذلك الحكومة في التحول إلى نظام الحكومة الذكية، وهو نظام مبني على تقديم جميع المعاملات من خلال تطبيقات كهذه على مدار الساعة. كما ازدهرت صناعة الألعاب، التي شهدت ظهور أربعة مشاريع شبابية هي: "بي لابز"، و"طماطم"، و"نعم"، و"ميس الورد" حيث حققت نجاحات لافتة على المستويين الإقليمي والعالمي.
اقــرأ أيضاً
كما أصبح الشاب أحمد دياب تحت الأضواء، مع إطلاقه مشروع "البلكونة الذكية"، التي تدار عبر الطاقة الشمسية، وهي عبارة عن نافذة تتحول إلى بلكونة من خلال محركات تعمل على ثني النافذة وانزلاقها نحو الأسفل عند تشغيلها. فيما أسس عدي العمايرة شركة تعمل في مجال التطبيقات الإعلانية الحديثة عبر الهواتف المحمولة.
هذه المشروعات وغيرها، ليست مجرّد نماذج استثنائية ناجحة تدل على قدرة الشباب في التواصل مع الحداثة والتطوير، وإنما هي جزء من توجّه عام آخذ اليوم في التنامي. حيث تستقطب سوق التكنولوجيا معظم شباب الجيل الجديد في الأردن، بعدما فقدت الوظائف التقليدية داخل القطاعين الحكومي والخاص بريقها، بسبب تدني دخلها الشهري، ومحدودية آفاقها المعرفية أيضاً.
وتقدر منظمة العمل الدولية من هم دون الثلاثين عاماً في المملكة بـنحو 60% من السكان، فيما تمثل أعمار الشباب بين 15و 25 سنة نسبة 12.6% من السكان حسب دائرة الإحصاءات العامة، ما يعني زيادة نسب الشباب من مجمل تعداد السكان، وحاجتهم إلى الكثير من الوظائف في المملكة.
ويرى فراس الخلف، طالب جامعي، أن اهتمام جيله بقطاع التكنولوجيا وتقنية المعلومات والاتصالات والإعلام الرقمي وتطبيقات الهواتف النقالة وتطوير الأجهزة والمعدات الالكترونية، كان بمثابة تحول جذري في تفكيرهم. فقد جاء كنتيجة طبيعية لضخ الجامعات أفواجاً كبيرة من المتخرجين في اختصاصات تقليدية، أغرقت قطاعات العمل بما يزيد عن حاجتها بكثير. ويقول لـ "العربي الجديد": "هذه الظاهرة أدت إلى تفاقم حجم البطالة مقابل تمسك السوق بمهن ذات مردود مادي متواضع غير قادر على صنع مستقبل شباب يتطلع إلى حياة أكثر رفاهية وأكثر تجديداً. ولذلك كان لابد من ابتكار منافذ عمل مستحدثة، جديدة في السوق، وضمن بيئة غير تقليدية، تحوّل هؤلاء الشباب إلى أصحاب مشاريع ناجحة، تلائم تطلعاتهم وميولهم".
وشهد الأردن خلال السنوات الأخيرة تأسيس أكثر من 600 شركة تعنى بهذا الجانب، إضافة إلى 300 شركة ناشئة، وبلغ حجم التمويل الكلي التراكمي الذي قدمته مؤسسات التمويل للمشاريع الشبابية الصغيرة أكثر من نصف مليار دينار، ساهم في إنشاء وتطوير نحو 134 ألف مشروع.
ويعوّل الأردن، وفق الخبير الاقتصادي إبراهيم الحيالي، على هذه المشاريع في تشغيل شبابه وامتصاص البطالة، نظراً لما تتمتع به من قدرة أكثر من غيرها على التكيف بسرعة مع متغيرات السوق، ومواجهة المخاطر والصعوبات وبخاصة أثناء الأزمات وفترات الركود الاقتصادي. ويضيف: "تشكل المشاريع الصغيرة مدخلاً لتحسين مهارات وكفاءات الشباب وصقلها وتحويلها فيما بعد إلى مشاريع ناجحة تفي بمتطلبات السوق المحلية، حيث تمتلك القدرة على الاستمرارية والديمومة". كما تعمل وفق ما يراه الحيالي على تحقيق التوازن على مستوى التنمية الاقتصادية في المحافظات، وزيادة حجم الاستثمارات، وإزالة الفوارق الناجمة عن تركز الأنشطة الاقتصادية في العاصمة.
ويتوزع الدعم الذي تتلقاه المشاريع الشبابية في المملكة، بين مؤسسات تهتم بالدعم الفني والتقني منها على سبيل المثال شركة إنجاز، ومركز تطوير الأعمال، والجمعية الأردنية لريادة الاعمال، ومؤسسات تقدم الدعم المالي، كمركز الملكة رانيا للريادة، وصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، والمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية وصندوق التنمية والتشغيل والبنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة، وزين للمبادرة، وأويسيس 500...
وعلاوة على النجاح الذي تحقّق على صعيد المحتوى الرقمي والتطبيقات المتنوعة للهواتف النقالة، فقد ساعد ذلك الحكومة في التحول إلى نظام الحكومة الذكية، وهو نظام مبني على تقديم جميع المعاملات من خلال تطبيقات كهذه على مدار الساعة. كما ازدهرت صناعة الألعاب، التي شهدت ظهور أربعة مشاريع شبابية هي: "بي لابز"، و"طماطم"، و"نعم"، و"ميس الورد" حيث حققت نجاحات لافتة على المستويين الإقليمي والعالمي.