متظاهرو العراق يلوّحون بالتصعيد رفضاً لعلاوي... وأتباع الصدر يعتدون على محتجين
واستولى أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، ليل أمس السبت، على مبنى المطعم التركي في بغداد، وفقاً لناشطين ومتظاهرين أكدوا أنّ عملية الاستيلاء صاحبها إلقاء متظاهر من الدور التاسع واعتداء على آخرين، بينما سجلت خيام ساحة التحرير اعتداءات مماثلة على المعتصمين من قبل أشخاص قدموا أنفسهم على أنهم من "سرايا السلام" التابعة للصدر.
Twitter Post
|
وبدأ المئات من طلبة الجامعات والمدارس يتوافدون، صباح اليوم الأحد، إلى ساحات الاحتجاج، للتعبير عن رفضهم قرار تكليف علاوي رئاسة الحكومة، فيما استمر الإضراب عن الدوام في أغلب مناطق المحافظات المنتفضة.
وخلال الساعات التي أعقبت إعلان تكليف علاوي رئاسة الحكومة الجديدة، أمس السبت، تزايدت أعداد المتظاهرين كثيراً، لتشهد ساحات الاحتجاج في بغداد (التحرير والخلاني والوثبة) موجة احتجاجات عارمة. وحمل المتظاهرون صوراً لعلاوي كتب عليها "مرفوض"، منتقدين الالتفاف على مطالب الشعب.
واستمرت الاحتجاجات الليلية، حتى ساعات فجر يوم الأحد، ومع أنها لم تسجل أي صدامات مع عناصر الأمن، إلا أنّ الأجواء بدت محتقنة بين المتظاهرين وأتباع الصدر في ساحة التحرير، الذين سيطروا بالقوة على بناية المطعم التركي وسط الساحة، وأزالوا منها الشعارات واللافتات وأطفأوا أنوار المبنى، مع اعتداءات طاولت ناشطين، من بينهم ناشط أُلقي من الدور التاسع للمبنى.
ولم يصدر أي توضيح عن الصدريين حول استيلائهم على مبنى المطعم أو الاعتداءات على المتظاهرين في الخيام وداخل ساحة التحرير، لكن ناشطين اتهموا الصدر بأنّه وراء تسمية علاوي، والسيطرة على مبنى المطعم التركي، وذلك لمنع إذاعة بيان لجان التظاهرات التنسيقية الرافضة له، وفقاً للمتظاهرين.
وبلغت حدّة الغضب والرفض الشعبي ذروتها، في ساعات متأخرة من الليل، في المحافظات الجنوبية، واستمرت حتى الصباح. فبعد أن أعلن متظاهرو التحرير إلغاء منصة التحرير وتحويلها إلى ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، تجمّع الآلاف من أهالي المحافظة في الساحة والشوارع القريبة منها، وهتفوا رفضاً لعلاوي، مطالبين إياه بتقديم استقالته.
ولم تنحصر الاحتجاجات الغاضبة داخل ساحات التظاهر فحسب، بل تجاوزتها لتشمل شوارع وبلدات بعيدة عنها، لتبدأ دائرة الاحتجاجات بالاتساع.
وخرج متظاهرو ساحة الحبوبي إلى الشوارع القريبة وجابوا بمسيرات حاشدة حاملين أعلام العراق، معبّرين عن رفضهم لتكليف علاوي، كذلك خرج المئات من أهالي بلدة الشطرة بتظاهرات واسعة، وقطعوا الطرق والجسور في البلدة.
وأحرق أهالي مدينة الكوت (مركز محافظة واسط) الإطارات في شوارع المدينة، وقطعوا المدخل الشمالي للمدينة، وقطعوا ساحة المتنبي في المدينة.
وشهدت محافظة كربلاء مسيرات احتجاجية في مركز المدينة وعدد من مناطقها، وردد المحتجون هتافات ضد العلاوي، منها: "مرفوض.. مرفوض باسم الشعب".
وفي الديوانية، أقدم المتظاهرون على قطع العديد من الطرق، منها فلكة عبد الكريم قاسم في الحيّ العصري، وفلكة العلماء في حيّ الصدور الأربعة، والخط السريع في منطقة الجلبية. وأحرق المتظاهرون صوراً لعلاوي، وأكدوا أن "لا تراجع من دون تحقيق المطالب الشعبية المشروعة".
بالتزامن، شهدت البصرة تظاهرات ومسيرات حاشدة، عبّر المحتجون فيها عن رفضهم تكليف علاوي، مؤكدين أنّ التكليف هو محاولة من الأطراف الحزبية المتنافسة على المصالح، لأجل تسويف المطالب الشعبية.
وجابت التظاهرات الرافضة للتكليف والمسيرات الاحتجاجية الغاضبة، محافظات المثنى، والنجف، وميسان، وبابل، التي شهدت أيضاً قطعاً للطرقات، وسط تشديد أمني.
في السياق، قال عضو تنسيقيات كربلاء، ضياء صبحي العبادي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "ساحات التظاهر متجهة نحو التصعيد، ولا تراجع من دون تراجع علاوي"، مؤكداً أنه "لا يمكن القبول بمرشح الأحزاب بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب، فلا فرق بين علاوي وعادل عبد المهدي".
وشدد على أنّ "التظاهرات ستستمر، وستحسم ملف تشكيل الحكومة، وساحات الاعتصام ستسقط أحزاب السلطة".
في غضون ذلك، يناقش أعضاء في لجان التظاهرات، اليوم الأحد، دعوات وجهت إليهم لنقل مركزية التظاهرات من بغداد إلى ذي قار في مدينة الناصرية، رداً على استيلاء الصدريين على أجزاء مهمة من ساحة التحرير ومبنى المطعم التركي المعروف بـ"جبل أحد المتظاهرين".
وقال الناشط علي فاضل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ساحة الحبوبي في الناصرية أكثر حرية في هذا الإطار، لوجود منظومات عشائرية وأخلاقية، وسلطة المليشيات فيها أقل بكثير مما هو في بغداد".
وحول تطورات الساعات الماضية واعتداءات أتباع الصدر، قال: "يمكن القول إن قلة صدمت بفعلته، فهي متوقعة".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
والتقى رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي، أمس السبت، رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. ووفقاً لبيان صدر عن مكتب الحلبوسي، فإنّ "الطرفين أكدا ضرورة تشكيل حكومة تتبنى الخطوات الإصلاحية، وتضع برنامجاً حكومياً واقعياً يلبي طموحات الشعب".