قبل تسعة أشهر استيقظت مصر على أخبار مذبحة كبيرة وقعت في مدينة أسوان، جنوبي البلاد، إثر اشتباكات وقعت بين قبيلتي "الدابودية " و"الهلايل"، واليوم، أعلن المتهمون بإشعال تلك الأحداث توبتهما، وأكدا عمق العلاقات التي تربط بين القبيلتين.
ومنذ وقعت الأحداث في إبريل/نيسان الماضي، بذلت جهود للمصالحة بين القبيلتين، غير أن هذه الجهود التي أعلن قبل شهور عن نجاحها بشكل رسمي، كانت تصطدم بشكوك حول نجاحها، أزالها المشهد اليوم.
وداخل قاعة المحاكمة في محافظة أسيوط "جنوب"، تبادل المتهمون من القبيلتين السلام والترحاب فور دخولهم قفص الاتهام، وقال أحد المتهمين من داخل محبسه إن "ما حدث هو (ساعة شيطان)، لكننا أصدقاء وجيران وأقارب، وهتف المتهمون من أبناء العائلتين: (الهلايلة والدابودية إيد واحدة)".
ويمثل في القضية 67 متهماً تم إلقاء القبض عليهم، بجانب 97 متهماً "هاربا"، وتعقد ثاني جلسات محاكمتهم في محكمة أسيوط (جنوب) بحضور المتهمين، فيما عقدت أول جلسات المحاكمة في محكمة جنايات أسوان بدون حضور المتهمين لأسباب أمنية.
وقرر القاضي عادل عبد الكريم عبد العال تأجيل نظر القضية لجلسة 4 مارس/آذار القادم، لسماع شهود الإثبات واستدعاء الأطباء الشرعيين واستكمال مرافعات الدفاع.
الاشتباكات التي وقعت بين القبيلتين في إبريل/نيسان الماضي، جاءت على خلفية تبادل كتابة العبارات المسيئة على جدران إحدى المدارس، وانتقلت الكتابات إلى جدران منازل الطرفين؛ ما تسبب في اشتعال الأحداث القبلية وسقوط قتلى ومصابين من الجانبين.
وبذلت الجهات الرسمية جهودا للصلح بين القبيلتين، وتوجت تلك الجهود بمراسم للمصالحة عقدت في شهر يونيو/حزيران الماضي بالصالة المغطاة بمدينة أسوان بحضور قيادات أمنية وشعبية.