لا يزال تصعيد عدد من المثقفين المصريين مستمراً منذ إعلان جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي حامت حوله شبهة الفساد. وقد عقدت مجموعة من الشعراء والكتاب والنقاد والعاملين في وزارة الثقافة المصرية مؤتمراً مساء الخميس في "أتيليه القاهرة" تحت عنوان "من أجل ثقافة تليق بمصر"، وجهوا فيه اتهامات بالفساد إلى وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب، الرجل القوي العابر لثلاث وزارات في ثلاث حقب من الحكم في مصر. وفي محاكاة لما حدث من قبل مع وزير الثقافة السابق في حكومة الإخوان، الدكتور علاء عبدالعزيز، هدد بعض الحضور في المؤتمر بالتصعيد خلال عدة أيام إذا لم يقدّم وزير الثقافة استقالته ويقيل مجموعة الفاسدين الذين يتبعونه، على حد قولهم. وربما يصل هذا التصعيد إلى حد الاعتصام أمام وزارة الثقافة ومنع الوزير من دخول مكتبه، كما حدث مع علاء عبد العزيز. وتشير التكهنات إلى احتمال خروج الدكتور صابر عرب من التشكيل الوزاري القادم، علماً بأنه يسعى حالياً إلى ترشيح وزير للثقافة من بعده ينتمي إلى المجموعة نفسها، التي اتهمها المثقفون بالفساد، كالمهندس محمد أبو سعدة أو د. عبد الواحد النبوي. وإلى الآن، لم يُسجَّل أي رد فعل للوزير ومجموعته على المؤتمر أو على احتجاجات المثقفين. غير أن بعض منظمي المؤتمر يعملون حالياً على رفع توصياته إلى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ووزارة الدفاع، على غرار ما حدث قبل 30 يونيو الماضي، حين احتجّ مثقفون مصريون لدى الجيش على تعيين شخص موال للإخوان المسلمين رئيساً لدار الوثائق القومية. ويبقى إصرار المثقفين المصريين على الزج بالجيش في الصراعات الإدارية داخل وزارة الثقافة ودعوته لمكافحة سيطرة توجهات معينة عليها بهذه الطريقة، محل سؤال كبير، إذ لا أحد يعلم يقيناً ما إذا كان ذلك لخدمة الثقافة المصرية فعلاً أم لغايات أخرى غير معلنة.