أبى الاحتلال أن يمضي العيد، في قطاع غزة، من دون ارتكاب عدد من المجازر، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 1079، بينهم 47 استشهدوا، اليوم الإثنين.
وبدأت مجازر الاحتلال باستهداف الأطفال، إذ انطلق صاروخ إسرائيلي من طائرة استطلاع كما يبدو، ليحيل ثمانية أطفال كانوا يلهون في متنزه في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، إلى أشلاء. وقال مصدر طبي إن عشرة أشخاص، بينهم ثمانية أطفال، استشهدوا في القصف، فضلاً عن إصابة أكثر من 220 بجراح مختلفة.
ونفت وزارة الداخلية في غزة ادعاء جيش الاحتلال أن الصواريخ، التي قتلت الأطفال غربي المدينة، كانت صواريخ للمقاومة. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، في غزة، إياد البزم، أن شرطة هندسة المتفجرات قامت بمعاينة مكان استهداف الأطفال غربي مدينة غزة، وأن بقايا الصواريخ، التي وجدت في المكان، هي لقذائف إسرائيلية وليست لصواريخ من المقاومة.
واعتبر البزم أن قول المتحدث باسم جيش الاحتلال إن الصواريخ، التي أصابت الأطفال، فلسطينية مجرد رواية "كاذبة ومحاولة فاشلة للهروب من المسؤولية عن هذه الجرائم، وخشية الاحتلال من الفضيحة والملاحقة القانونية".
كذلك أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائفها على منازل المواطنين بشكل عشوائي، في بلدة جباليا وحيّ الجرن ومنطقة عزبة عبد ربه، شمال القطاع، مما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة أكثر من 40 آخرين، وتهجير الباقين من منازلهم.
وقال مصدر طبي إن الشهداء هم المسنة مريم خليل عبد ربه، والطفل يوسف عماد قدورة، الطفلة هند عماد قدورة، الطفل محمد موسى علوان، وهاني أبو خليفة، فيما استشهد المواطن أيمن شكر في قصف مدفعي مماثل في مخيم النصيرات، وسط القطاع.
كما استشهد خمسة فلسطينيين، وأصيب عشرون في قصف إسرائيلي قرب مقر الجامعة الإسلامية في خانيونس، جنوبي القطاع، والشهداء هم محمد جمعة شعت (30 عاماً)، محمد فضل الآغا (30 عاماً)، أحمد نادر الآغا، مروة نادر الآغا، داليا نادر الآغا.
وقبل ذلك، استشهد خمسة في قصف استهدف مدينة خانيونس ومنطقة القرارة شرقها، وهم ناجي أحمد الرقب (19 عاماً)، رامي خالد الرقب (35 عاماً) محمود أسامة القصاص وشادي عبد الكريم فروانة ومصطفى عبد السميع العبادلة.
وفي منطقة الفخاري، في مدينة خانيونس، استشهد يحيى محمد عبد الله العقاد (49 عاماً) وأصيب 3 أشخاص آخرين بجراح مختلفة في قصف بالطيران الحربي.
وكان قد استشهد طفل صباح يوم العيد، في بلدة جباليا شمالي القطاع، كان يلهو مع أقرانه في شارعهم، قبل أن تسقط عليهم بشكل مباشر قذيفة مدفعية أطلقتها قوات الاحتلال.
كما استشهد الشاب، محمد شحادة أبو لوز، شمالي القطاع، جراء قصف المدفعية الإسرائيلية تجمعاً للمواطنين.
كذلك، تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال جثامين 12 شهيداً من بلدة خزاعة الحدودية، شرقي خانيونس، في وقت سابق، بعدما سمح الاحتلال للطواقم الطبية بدخول البلدة، للمرة الأولى منذ إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، فيما استشهد عدد من الجرحى متأثرين بإصاباتهم.
وكانت المدفعية الإسرائيلية المنتشرة على الحدود قد كثّفت عمليات القصف على الأراضي الزراعية والمناطق الحدودية بالذات.
كما شن الطيران الحربي سلسلة من الغارات على أراضٍ فارغة وزراعية، يزعم أنها تستخدم في إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة.
وذكرت "القسام" أن "قوات الاحتلال تقدمت صوب أراضي المواطنين وجرفت أراضيهم ومزارعهم، شرق جباليا، وإثر ذلك، دارت اشتباكات عنيفة مع العدو". وقبل ذلك، اشتبك مقاتلو القسام مع قوة إسرائيلية خاصة، كانت تعمل في شرقي جباليا، وأطلقوا عليها قذائف هاون مما أجبرها على التراجع.
وكشفت "القسام" عن أن مقاتليها كبدوا جيش الاحتلال خسائر فادحة في صفوفه، وخصوصاً خلال العمليات البرية التي شنها الاحتلال. وذكرت أن مقاتليها "أجهزوا (قتلوا من مسافة صفر) 91 ضابطاً وجندياً، وجرحوا المئات" حتى اليوم.
وقبيل تجدد القصف الإسرائيلي، كانت وزارة الداخلية والأمن الوطني قد أكدت أن الهدوء النسبي الحالي، الذي شهده قطاع غزة، هو هدوء ميداني غير ناتج عن أي اتفاق تهدئة، في إشارة إلى أن هذا الهدوء مدعاة لأخذ الحيطة والحذر والانتباه. وقالت الداخلية في بيان إنه "لم يتم الاتفاق على تهدئة انسانية بين فصائل المقاومة والاحتلال، بسبب التعنت الإسرائيلي في ذلك".
من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" أن رفض إسرائيل التهدئة الإنسانية المرتبطة بعيد الفطر هو "استخفاف بمشاعر المسلمين وبعباداتهم". وحملت "الاحتلال المسؤولية عن هذا التصعيد والتنكر لعبادات المسلمين، وعن هذا الاستخفاف".