وشنّت طائرات النظام الحربية والروسية، أمس الجمعة أكثر من عشر غارات على الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب (شمال سورية). وأدت الغارات التي استهدفت أحياء الصالحين، وبستان القصر، والأنصاري، والمشهد، وباب الحديد، والشعار التي تسيطر عليها المعارضة، إلى مقتل نحو عشرين مدنياً وإصابة نحو خمسين آخرين.
وتسبّب قصف طائرة حربية تابعة للنظام على سوق شعبي، أمس الجمعة، في حي الصالحين، شرق مدينة حلب، بمقتل خمسة مدنيين وإصابة نحو عشرين آخرين، بعضهم إصاباتهم خطيرة، بحسب مصادر طبية في المنطقة.
ويقول شهود عيان إن طائرة حربية نفّاثة نفذت، أمس، غارتَين جويّتين على حي بستان القصر الذي تسيطر عليه المعارضة، وسط مدينة حلب، استهدفت الأولى مبنى سكنيا خاليا، واستهدفت الثانية مبنى آخر بالقرب من مدرسة النحاس في الحي، ما أدى إلى دماره ومقتل ثمانية مدنيين بينهم امرأتان وطفلة، وإصابة نحو خمسة عشر آخرين، بحسب مصادر فرق الإسعاف في المنطقة.
ويلفت الناشط الميداني حسن الحلبي لـ"العربي الجديد" إلى أنّ طائرات النظام استهدفت مبنى سكنياً بالقرب من جامع المؤمنين في حي المشهد جنوب مدينة حلب بغارة جوية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين. ويشير الحلبي إلى أن طائرات حربية استهدفت أيضاً مناطق سكنية في أحياء الأنصاري، وباب الحديد، والشعار التي تسيطر عليها المعارضة بحلب، التي عمّ فيها الدمار، فضلاً عن القتلى والجرحى.
في ريف إدلب الشرقي، تقول مصادر طبية إن امرأة وثلاثة من أطفالها قتلوا في قرية أبو خوص شرق مدينة سراقب، نتيجة استهداف طائرة حربية لمنزلهم بغارة جوية.
جنوب سورية، وبالقرب من دمشق، أعلن المكتب الإعلامي لـ"جيش الإسلام" عن سقوط طائرة حربية تابعة للنظام السوري في منطقة بير القصب شرق الغوطة الشرقية بريف دمشق. ورجّح المكتب أن يكون سقوط الطائرة، وهي من نوع ميغ 23، ناجما عن خلل فني، ما أدى لسقوطها بعد إقلاعها بقليل من مطار الضمير العسكري. وذكرت شبكة "سورية مباشر" أنّ حسابات إعلامية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تحدثت عن استهداف طائرة حربية بالمضادات الأرضية، ما أدى إلى سقوطها، من دون أن يتبنى التنظيم، لغاية، أمس، هذه العملية.
وكانت الاشتباكات، استمرت حتى أولى ساعات أمس الجمعة، لليوم الثالث على التوالي، بين قوات النظام السوري وقوات "حماية الشعب" الكردية التابعة لـ"الاتحاد الديمقراطي" (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني)، الذي سيطر على مساحات واسعة في ريف محافظة الحسكة (شمال شرق سورية). وتقول مصادر محلية في مدينة القامشلي الواقعة على الجانب السوري من الحدود السورية ـ التركية في ريف الحسكة الشمالي، إن جهود الوساطة بين الطرفَين والتي قادها، مساء الأول الخميس، وجهاء محليون للتوصل إلى وقف إطلاق نار، باءت بالفشل قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق أمس الجمعة. وتشير المصادر إلى أن الاشتباكات المتقطعة، أمس الجمعة، تركزت في منطقة حاجز عويجة إلى الشمال من حارة طي، وفي أحياء العنترية، وميسلون، والوحدة، والكورنيش، وفي محيط منطقة المربع الأمني، والملعب البلدي وسط المدينة.
وتمكّن ناشطون محليون من توثيق مقتل نحو اثني عشر مدنياً بينهم امرأتان وطفلة، سقطوا نتيجة قصف قوات النظام المدفعي حي قدروبك المعروف باسم حي الزيتونة، والذي تسيطر عليه قوات "حماية الشعب" شمال مدينة القامشلي. كما أصيب مدنيون آخرون نتيجة الرصاص الطائش إثر تواصل الاشتباكات في أحياء وسط المدينة. ويتواصل نزوح المدنيين عن أحياء وسط المدينة التي تشهد الاشتباكات بين الطرفين، وفقاً للناشطين.