نشطت في الآونة الأخيرة في محافظة كركوك مجاميع مسلّحة، تعمل على تنفيذ أعمال عنف وخطف وقتل وتهديد، ما يثير القلق لدى الأهالي، في حين لم تتمكن القوات الأمنية من وقف نشاطها أو كشف ارتباطها.
وقال مسؤول أمني في المحافظة، لـ"العربي الجديد" "إنّ محافظة كركوك تشهد ارتباكاً أمنياً وسوء إدارة في هذا الملف، منذ السادس عشر من تشرين الأول (سيطرة القوات العراقية على المحافظة)، مستدركاً هذا لا يعني اتهام تلك القوات، بل هناك سوء إدارة وعدم تنظيم من قبل القائمين على الملف الأمني، ما تسبب بنشاط ملحوظ للجماعات المسلحة".
وأوضح أنّ "هذه الجماعات تنفذ أعمال عنف وخطف في مناطق المحافظة ومن ثم تختفي"، مشيراً الى أنّها "نفذت إلى جانب أعمال العنف، عمليات تهديد وابتزاز للمواطنين، من قوميات مختلفة، وقامت بتهجير أكراد من منازلهم".
كما أشار إلى أنّ "أعمال تلك الجماعات تبين أنّها مدربة وتحسن تنفيذ أعمال العنف، وفقاً لخطط محكمة، ما يعني أنّها ليست جهات عشوائية بل ترتبط بجهات إرهابية أو مليشيات مسلحة"، مبينا أنّ "القوات الأمنية تتتبع هذه الجماعات وتحاول القبض عليها ومعرفة جهات ارتباطها، في وقت لم تعترف فيه أي جهة بصلتها بها".
وأكد أنّ "هذه الجماعات تشكل خطرا على السلم الأمني في المحافظة، وتثير قلق المواطنين"، داعياً الحكومة إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط أمن كركوك".
وتسجل مناطق المحافظة أعمال عنف يومية، تتنوع بين عمليات الاغتيال والخطف والقتل والابتزاز.
من جهته، دعا النائب التركماني عن كركوك، حسن توران، الحكومة إلى "الإسراع في إطلاق عمليات عسكرية واسعة لملاحقة العصابات الإرهابية في المحافظة، بعد أن تزايدت حالات الاعتداءات على القوات الأمنية"، معتبراً أنّ "تلك الهجمات تقوض السلم الأهلي في المحافظة".
ورأى توران في تصريح صحافي أنّ "محافظة كركوك وأطرافها بحاجة إلى عمليات عسكرية واسعة وسريعة لملاحقة تلك العصابات، وأنّ الحكومة مطالبة باتخاذ ما يلزم للقضاء عليها"، مشددا على "أهمية حسم ملف التعيينات بالوكالة في الأجهزة الأمنية، وتحقيق التوازن فيها وفي الدوائر الأخرى، لأجل استقرار الأوضاع الأمنية".
وأشار إلى أنّ "إعلان النصر الكبير على "داعش"، والقضاء على تلك المجاميع الإرهابية، يجب أن يتوج باستقرار جميع المدن بما فيها محافظة كركوك".
يشار إلى أنّ القوات العراقية تدير ملف أمن كركوك منذ أن انسحبت قوات البشمركة منها، على إثر الاستفتاء الذي جرى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.