بين وضع البلاد المنذر بالكارثة، وخطابات النخبة السياسية التونسية، مسافات بعيدة، لكأنّ البلد بما هو أحوال ناس وكتب أطفال وخبز عائلة ودواء مرضى، قضية هامشية سيتفرغون لها بعد حين، حين يحين موعد الثأر الأيديولوجي، وينتصر الثوار، أو الناطقون باسم الله في الأرض، أو زعماء الرفاه الاقتصادي. ويدّعي الجميع في الأثناء أنه يدافع ويتكلم باسم الشعب المسكين الذي تكاثر حوله ضجيج الأصوات حتى لم يعد يفرِّق بين هذا وذاك، وقرّر في النهاية أن يصمّ آذانه عن الجميع. واقرأوا جيداً أرقام عزوف الناس عن السياسة ومللهم من متابعة الشأن السياسي، بعد شغف أيام الثورة الأولى. ولكن لا أحد يهتم وينتبه ويفهم أن الجميع خاسر لا محالة.
ويختلف الساسة التونسيون تقريباً حول كل شيء، في الداخل والخارج، من اللبّ التركي إلى تاريخ الاستقلال، ومن سورية إلى ليبيا، ومن المستشفى إلى المحكمة، ومن المدرسة إلى منتخب كرة القدم. وتتحوّل كل قضية مهما كانت صغيرة إلى مسألة سياسية يتم فيها الفرز على قاعدة الانتماء السياسي والفصيلة الأيديولوجية، ويدّعي الجميع أنه مالك الحقيقة وحده دون سواه، وأن البقية خونة ومتاجرون باسم الوطن... والناس في الأثناء يملّون ويبتعدون عن الشأن العام ويكرهون السياسة ويفقدون ثقتهم في النخبة.
وعلى الرغم من أن الأمر طبيعي وأن الصراع لازم للمرحلة ومفهوم في السياق التاريخي الذي يمر به البلد، إلا أنه تجاوز كل حدود طاقة التونسي، الذي يسأل: لماذا لا نكون مثل ألمانيا بعد أن دمرتها الحرب؟ نريح الأسلحة قليلاً ونترجّل عن ظهر الحصان ونتفرغ لبناء البلد ونرجئ المواجهة ريثما يقوم البيت ولا يتهددنا سقوطه فوق رؤوس الجميع؟
يعرف الخبراء والمواطنون البسطاء أن تونس لا تحتاج إلى أكثر من بضع سنوات إن توحّدت جهودها، لتتجاوز الخطر وتتفوّق على محنتها وتقفز من فوق الحفرة. اقتلوا الأيديولوجيا قليلاً أو احقنوها بأي مادة مخدرة، ثم استعيدوا أسلحتكم ولتبدأ المعركة... سلمياً لو سمحتم... ولكنها مجرد أوهام وكلام في كلام، لأن الجميع شمَّر استعداداً للمواجهة، فعسى أن تنتهي قريباً، ونستريح.
ويختلف الساسة التونسيون تقريباً حول كل شيء، في الداخل والخارج، من اللبّ التركي إلى تاريخ الاستقلال، ومن سورية إلى ليبيا، ومن المستشفى إلى المحكمة، ومن المدرسة إلى منتخب كرة القدم. وتتحوّل كل قضية مهما كانت صغيرة إلى مسألة سياسية يتم فيها الفرز على قاعدة الانتماء السياسي والفصيلة الأيديولوجية، ويدّعي الجميع أنه مالك الحقيقة وحده دون سواه، وأن البقية خونة ومتاجرون باسم الوطن... والناس في الأثناء يملّون ويبتعدون عن الشأن العام ويكرهون السياسة ويفقدون ثقتهم في النخبة.
وعلى الرغم من أن الأمر طبيعي وأن الصراع لازم للمرحلة ومفهوم في السياق التاريخي الذي يمر به البلد، إلا أنه تجاوز كل حدود طاقة التونسي، الذي يسأل: لماذا لا نكون مثل ألمانيا بعد أن دمرتها الحرب؟ نريح الأسلحة قليلاً ونترجّل عن ظهر الحصان ونتفرغ لبناء البلد ونرجئ المواجهة ريثما يقوم البيت ولا يتهددنا سقوطه فوق رؤوس الجميع؟
يعرف الخبراء والمواطنون البسطاء أن تونس لا تحتاج إلى أكثر من بضع سنوات إن توحّدت جهودها، لتتجاوز الخطر وتتفوّق على محنتها وتقفز من فوق الحفرة. اقتلوا الأيديولوجيا قليلاً أو احقنوها بأي مادة مخدرة، ثم استعيدوا أسلحتكم ولتبدأ المعركة... سلمياً لو سمحتم... ولكنها مجرد أوهام وكلام في كلام، لأن الجميع شمَّر استعداداً للمواجهة، فعسى أن تنتهي قريباً، ونستريح.