تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2015/996 حول سورية، بعد اجتماعات مكثفة شهدتها نيويورك منذ ساعات صباح أمس، الجمعة، على مستوى وزراء الخارجية، ترأسها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري.
يدعو القرار إلى وقف إطلاق النار، ووقف أية هجمات ضد المدنيين.
كما يطالب بعقد المحادثات السورية - السورية تحت رعاية الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام لسورية، ستيفان دي ميستورا، فضلاً عن تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية الأمم المتحدة.
وشدّد نص القرار على أنّه "ما من حل دائم للأزمة الراهنة في سورية، إلا من خلال عملية سياسية جامعة بقيادة سورية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، بهدف التنفيد الكامل لبيان جنيف المؤرخ 30 حزيران/ يونيو 2012، وذلك بسبل، منها إنشاء هيئة تحكيم انتقالية جامعة تخول سلطات تنفيذية كاملة، وتعتمد في تشكيلها على الموافقة المتبادلة، مع كفالة استمرارية المؤسسات الحكومية".
وأعرب القرار عن دعمه "عملية سياسية بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة، وتتم في غضون فترة مستهدفة، مدتها 6 أشهر، حكما ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية، وتحدد جدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد".
ودعم "انتخابات حرة ونزيهة تجري، عملا بالدستور الجديد، في غضون 18 شهرا تحت إشراف الأمم المتحدة… وتشمل جميع السوريين الذين يحق لهم المشاركة بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في المهجر على النحو المنصوص عليه في بيان الفريق الدولي المؤرخ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015".
وبحسب القرار "لا يشمل وقف إطلاق النار الجماعات الإرهابية، بما في ذلك داعش وجبهة النصرة ومجموعات إضافية سيتم تحديدها لاحقا".
كما يركز القرار على العودة لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للنازحين السوريين، برعاية الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لها في سورية.
وترأس جلسة مجلس الأمن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وبحضور وزراء خارجية وممثلي أكثر من 17 دولة بما فيها وزراء خارجية كل من روسيا والصين وفرنسا والأردن، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، والمملكة المتحدة.
واستهل الجلسة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالقول :"إنني أرحب بالجهود الجبارة التي قامت بها الأطراف للتوصل لهذه الاتفاقيات، وأخذها بعين الاعتبار طلب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار وبدء المحادثات السورية - السورية برعاية الأمم المتحدة".
وشكر كيري نظيره الروسي، سيرغي لافروف على "الجهود التي قام بها من أجل التوصل للاتفاق"، وأضاف: "بعد أربع سنوات ونصف السنة من الحرب، هذه هي المرة الأولى التي تمكنا فيها من التوصل إلى اتفاق تعتمده جميع الدول. علينا أن نوقف حمام الدم في سورية والقتل والتعذيب".
واعتبر أن "الهدف من قرار مجلس الأمن دفع العملية الانتقالية في سورية"، مضيفاً أن: "مشروع القرار الأممي سيضع شكلا لما ستكون عليه في المستقبل"، مبدياً أمله أن "يطبق وقف إطلاق النار في كل سورية باستثناء مناطق داعش والنصرة"، مجددا موقف بلاده من أن "الأسد خسر شرعيته ولم تعد له القدرة على الحكم في سورية".