أصدر مجلس محافظة نينوى العراقية، شمال البلاد، يوم أمس الإثنين، تحذيراً شديداً مما أسماها محاولات تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، ضخ النفط الخام في مياه نهر دجلة، بكميات كبيرة قد تسبب كارثة بيئية في العراق، لإعاقة تقدم القوات العراقية، نحو المدينة عبر جسور عائمة أنشئت على النهر.
ووفقاً لبيان صدر عن المجلس، وهو أعلى سلطة تشريعية في المحافظة، وعاصمتها المحلية الموصل ويتخذ من أربيل مقراً مؤقتاً له، عقب احتلال "داعش"، فإن "تنظيم (داعش)، يسعى إلى ضخ كميات كبيرة جداً من النفط الخام في نهر دجلة، خلال العمليات العسكرية، التي تستهدف تحرير المدينة من قبضته والتي تجري لها الاستعدادات بين القوات العراقية المشتركة وقيادة التحالف الدولي".
وأشار البيان إلى أن "التنظيم أقدم على مد أنبوب نفط إلى ضفة نهر دجلة، قرب مصفى بلدة القيارة، التي تقع جنوب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وأنه يسعى من خلال ضخ النفط في النهر إلى إحراق الجسر العائم الذي قام الجيش العراقي بإنشائه على نهر دجلة منتصف يوليو/تموز الماضي، حيث يسعى التنظيم إلى ضخ كميات كبيرة من النفط في النهر ثم إشعالها بالنار"، لافتاً إلى أن المخاطر البيئية الكبيرة، التي يمكن أن تسببها البقعة النفطية، إذا ما أقدم التنظيم على ضخ النفط بكميات كبيرة في النهر، وإمكانية تأثيرها الخطير على البيئة في البلاد وتلويث مياه النهر بشكل خطير.
وحذر من أن تنظيم "داعش" لديه خطط أخرى لضخ النفط في مياه نهر دجلة في مدن وبلدات أخرى، مثل مدينة تكريت، التي تقع على بعد نحو 160 كلم شمال العاصمة بغداد، معتبراً أن تلويث نهر دجلة بالنفط سيحدث كارثة بيئية، ويوقف كافة مشاريع تصفية مياه الشرب المنشأة على ضفتي النهر وعلى امتداده.
تأتي هذه التحذيرات في وقت تستمر فيه الحكومة العراقية، والقيادات العسكرية المشتركة للجيش العراقي، وقيادة قوات التحالف، في وضع اللمسات الأخيرة على خطة استعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية من حيث عدد السكان.
ويعتبر التحذير أن إقدام التنظيم على ضخ النفط في نهر دجلة يتضمن نوعاً جديداً من استراتيجية تنظيم "داعش" الدفاعية، في محاولة إعاقة تقدم القوات العراقية، نحو مدينة الموصل التي سيطر عليها بالكامل في العاشر من يونيو/حزيران عام 2014.
ويقول خبراء إن تنظيم "داعش" بدأ يضع خططاً دفاعية لصد تقدم القوات العراقية، ضمن استراتيجية الأرض المحروقة، مثل ضخ النفط في مياه النهر، أو خططاً أخرى ربما يكون التنظيم قد أعدها لهذا الغرض خلال المعركة.
واعتبر المحلل العسكري، حسن الزبيدي، أن تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، بدأ يمر بمرحلة الهيستيريا بعد فقدانه أهم المدن التي كان يسيطر عليها، وهي مدينة الفلوجة ( 60 كلم غرب العاصمة بغداد)، فضلاً عن الرمادي وهيت وتكريت وبيجي وغيرها من البلدات الأخرى.
وبيّن الزبيدي، لـ"العربي الجديد"، "أن تنظيم (داعش) كان يستخدم الألغام ومصائد المغفلين في إعاقة تقدم القوات العراقية نحو المدن، التي يسيطر عليها، لكن معركة الموصل بساحليها الأيمن والأيسر، اللذين يفصل بينهما نهر دجلة، تحتم عليه إعاقة التقدم بوسائل جديدة وهو ما يدفعه إلى محاولة ضخ النفط في مياه النهر".
وحذر مختصون في الشؤون البيئية من ضخ النفط في نهر دجلة، معتبرين أنها ستكون كارثة بيئية في العراق. ولن يكون بمقدور الحكومة العراقية التعامل مع مثل هذا النوع من الكوارث البيئية لعدم امتلاك العراق أية قدرات في هذا المجال.