مجلّة "الجديد": محمد ديب في مئويته

21 اغسطس 2020
(محمد ديب، 1968)
+ الخط -

ضمن ثلاث ملفّات ضمّها عددُها السابع والستّون الصادر مؤخّراً، خصّصت مجلّة "الجديد" ملفّاً للكاتب والشاعر الجزائري الراحل محمّد ديب (1920 - 2020) تزامناً مع الذكرى المئوية الأولى لميلاده.

يحمل الملف عنوان "الإقامة في اللامعقول: مختارات من شعر محمد ديب"، ويتضمّن قصائد من أوراقه غير المنشورة، ترجمها وقدّم لها الشاعر الجزائري حكيم ميلود.

في تقديمه للملفّ يكتب ميلود عن صاحب "الدار الكبيرة" قائلاً إنه "يُقارب العالم بالدهشة، يختبر الأشياء بالنظر، تتحوّل عنده المرئيات باختلاف المنظور والزاوية، وكلُّ ذلك يتمّ بألق موشور يُعَدِّد أقواس قزح، ويمنح في كل خطفة ابتهاجاً للبصيرة. يحوّل اللامرئي إلى مرئي، ويلتقط عبر ثراء التفاصيل الهشاشة التي تقيم في كل صنيع إنساني. شعره بصري بامتياز، يعتمد على الحواس، ويذهب في عملية تشويش خلّاقة لها".

وتحت عنوان "الفرد والقطيع/ الذات والعالم: في البحث عن الذات الضائعة"، أفردت المجلّةُ الشهرية، التي تصدر من لندن، ملّفاً فكرياً شارك فيه أربعة عشر كاتباً من فلسطين والعراق ولبنان ومصر والمغرب وسورية والجزائر، وتناولوا فيه أسئلةً تتعلّق بحضور الفرد في النسيج الاجتماعي وفي الفاعلية الثقافية، وبغياب الذات وتماهيها في الجموع في ظل مجتمعات محكومة من نخب وقوى مستبدة، في إطار علاقات إخضاع وهيمنة لأدوات القمع عسكرت المجتمعات وعطلت القوى المبدعة في الأفراد.

تشكّل مقالات الملف، بحسب ما نقرأ في تقديم العدد، "مساهمات متعدّدة الانتباهات في البحث عن الذات الضائعة في المسافة بين الفكر والواقع، وبين أحلام النهوض وكوابيس النكوص. إنها مقاربات من منظور ثقافي تبحث في أسباب الفشل الحضاري العربي وتحاول الإجابة عن الأسئلة المتّصلة بدور الثقافة والمثقّفين في هذه البرهة من الزمن في تجاوز هذا الفشل انطلاقاً من اعتبارات الأفراد والمجتمع، وبحث في سبل بناء مشروع ثقافي يحرّر الفرد من فخ القطيع، ويحرر القطيع من حظيرة الطغيان والتخلُّف".

مقالات الملفّ هي: "الأنا والنظام المتعالي" لأحمد برقاوي، و"الذات التائهة وغواية المركز" لنادية هناوي، و"شقاء أبديّ وسعادة معلّقة" لسمية عزام، و"عسر ولادة الفرد" لياسين النصير، و"الثقافة ووهم التفرُّد" لناهد راحيل، و"وعي الذات في ثورة الفردانية" لإبراهيم غرايبة، و"التوأمة الاجتماعية" لمحمد صابر عبيد، و"اختلاف الأفراد ومطابقة الجماعة" لعبد الله إبراهيم، و"الذات والعالم" لنصيرة تختوخ، و"الفرد الناشز والفردية والفردانية" لفارس الذهبي، و"الفرد المهمَّش" لموسى برهومة، و"سؤال الذات" لبهاء إيعالي، و"تحرير الذات" للعربي رمضاني، و"الذات من الأشكلة إلى التفكيكية وصولاً إلى الأسلبة" لزهير دارداني.

أسئلة حول غياب الذات وتماهيها في الجموع في المجتمعات العربية

ويتضمن ملفٌّ ثالثٌ بعنوان "القصيدة المحاربة في رداء أبيض: قصائد لشاعرات وشعراء صينيين من ووهان" قصائد لعددٍ من الشاعرات والشعراء الصينيّين من مدينة ووهان، ومن بينهم شعراء أطفال، وهي قصائد كُتبت في ظل الحياة اليومية في المدينة في مواجهة جائحة فيروس كوفيد – 19، وترجمتها وقدّمت لها ميرا أحمد.

وكتبت ميرا أحمد في تقديمها لقصائد الشعراء الأطفال أنّها متنوّعة الأفكار والمواضيع، ومتباينة الصور البلاغية، "لكنها تجمع على شيء واحد هو الحزن المقيم الذي تسلّل من قلوب هؤلاء الصغار، وسكن كلماتهم، وانساب في جرسها الموسيقي وكأنه لحنٌ جنائزي".

مجلة الجديد - العربي الجديد

في افتتاحية العدد، كتب الشاعر السوري ورئيس تحرير "الجديد"، نوري الجرّاح، حول "طبائع المعذَّبين ومَصارع الموهومين"، وهو نصٌّ في شكل حوارٍ مفترَض مع المفكّر السوري عبد الرحمن الكواكبي، حيثُ جاءت جميعُ أجوبته من كتابه الشهير "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" (1900)، في محاولةٍ للاستئناس بأفكاره للإضاءة على الواقع العربي اليوم.

وتضمّن العددُ، أيضاً، حواراً مع الشاعر الإيطالي إيمانويل بوتاتسي غريفوني، أجراه الجرّاح وترجمه يوسف وقاص. ونقرأ في مقدّمة الحوار أنه "شخصية إنسانية منفتحة على الثقافة العربية، ومعادية للتمركز الأوروبي على الذات. وهو إضافة إلى كونه شاعراً من طراز خاص رقيقاً ونزقاً سريع البديهة، أكاديميٌّ يهتم بثقافة العلوم التقنية. كتَبَ ونَشَر في الفلسفة الاجتماعية وعلم الاجتماع، والذكاء الاصطناعي، وتركّزت اهتماماته في السنوات الأخيرة على الأدب والفلسفة السياسية للأدب".

يتضمّن العدد قصائد لشاعرات وشعراء صينيّين من مدينة ووهان

كما يحتوي العدد، وهو ثاني أعداد الصيف الممتازة، على مقالات وكتابات إبداعية ويوميات، ودراسات في الفن والأدب والفكر، ومراجعات للكتب ورسائل ثقافية؛ من بينها: "الأخطاء الشّائعة في الأفكار الذّائِعة" لمازن أكثم سليمان، و"الجمال العنصري" لكنان حسين، و"إنسان ما قبل العالم الشبحي: عن إمكانية استعادة الزمن الهارب" لممدوح فراج النابي، و"شذرات ما بعد الطوفان" لزاهر الغافري، و"الإنساني قبل الديني" لعبدالرحمن الآنسي، و"تعبيرية رمزية وتشخيص ساخر" لشرف الدين ماجدولين، و"المذاق المرّ" لأحمد سعيد نجم، و"مناكفات الربع الأخير" لجمعة بوكليب، و"شخصيات يهودية تحت سقف روائي واحد" لزياد محافظة، و"كافكا في طنجة: رواية أولى لكاتب مغربي" لفاطمة واياو، و"دين الشجرة" للولوة المنصوري، و"التفكير الأسطوري" لصبري مسلم حمادي، و"رسالة القاهرة" لبهاء درويش.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون