لقد تعاطت فصائل المعارضة، وقبلها الجهات التمثيلية السياسة للمعارضة، مع وجود جبهة النصرة كأمر واقع، متناسية أن هذا التنظيم ليس فصيلاً ثورياً ولا يمت لا للثورة ولا إلى أهدافها بصلة، وإنما هو مشروع عالمي خارجي تغلغل تحت اسم رفع المظلمة عن السوريين واستغل رغبة السوريين بالتخلص من النظام ليثبت نفسه كشوكة في حلق الثورة السورية من أجل تنفيذ مشروعه الجهادي العالمي الذي اصطدم لاحقاً مع أهداف الثورة، فعمد هذا التنظيم إلى ممارسات اسوأ من ممارسات النظام بحق ناشطي الثورة وتالياً بحق مقاتلي المعارضة المؤمنين بأهدافها.
فبعد محاباة المجلس الوطني وبعده الائتلاف الوطني لوجود هذا التنظيم وعدم إصدار أي بيان يتبرأ منه ويعلنه مشروعاً لا علاقة له لا بالمعارضة ولا بالثورة، تشهد الساحة السورية الآن صراع وجود بين معظم الفصائل الثورية وبين جبهة فتح الشام، يتكشف من خلاله حجم العداء الذي يكنه هذا التنظيم لمن احتضنه من الثوار. إلا أن البيانات التي تصدر عن الفصائل التي تحارب النصرة رغم الاشتباك معها ما زالت تحابي هذا التنظيم وتتحدث عنه ضمن بياناتها كرفيق سلاح أخطأ بحق رفاقه. ربما آن الأوان كي يعلن الجميع تبرؤهم من هذا الجسم كشرط لاستعادة الثورة ألقها داخلياً وخارجياً.