تُجري الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، محادثات "سرية ومباشرة"، تحضيراً للقمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في إشارة إلى تقدّم التحضيرات للقمة المرتقبة، وفق ما ذكر مسؤولون مطلعون على المحادثات، لشبكة "سي إن إن".
وكشف المسؤولون، للشبكة الأميركية، بحسب ما أوردت في تقرير، السبت، أنّ مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" مايك بومبيو، المعيّن وزيراً للخارجية، وفريقاً في الوكالة، كانوا يعملون من خلال "قنوات استخبارية خلفية"، على الإعداد للقمة.
وتحدّث مسؤولو المخابرات الأميركية والكورية الشمالية، عدة مرات، حتى إنّهم التقوا في دولة ثالثة، مع التركيز على تحديد موقع للمحادثات.
وعلى الرغم من أنّ دعوة نظام كوريا الشمالية لم تُعلن من قبل كيم جونغ أون، لمقابلة ترامب، ونقلها مبعوث كوري جنوبي، الشهر الماضي، يقول العديد من المسؤولين، بحسب "سي إن إن"، إنّ كوريا الشمالية اعترفت، منذ ذلك الحين، بقبول الرئيس الأميركي للدعوة، وأكدت بيونغ يانغ مجدداً، أنّ كيم على استعداد لمناقشة نزع السلاح النووي لشبه الجزيرة الكورية.
وكانت مصادر كورية جنوبية وأميركية أعلنت عن القمة بين ترامب وكيم، لكن كوريا الشمالية لم تؤكدها، آنذاك. وقالت سيول إنّها قد تحصل، في نهاية مايو/أيار المقبل، لكن لم يتم حتى الآن إعلان مكانها وزمانها.
كما كشفت المصادر، لـ"سي إن إن"، أنّ الكوريين الشماليين يضغطون من أجل عقد القمة في عاصمتهم بيونغ يانغ، على الرغم من أنّه ليس واضحاً ما إذا كان البيت الأبيض مستعداً لإجراء المحادثات هناك. وقالت المصادر إنّه يجري الحديث عن العاصمة المنغولية أولان باتور، كموقع محتمل.
وتضع المحادثات بين مسؤولي الاستخبارات، الأساس لعقد اجتماع بين بومبيو ونظيره الكوري الشمالي، رئيس مكتب الاستطلاع العام، قبل قمة ترامب وكيم.
وحالما يتم الاتفاق على الموقع، سيتم تحديد موعد القمة وجدول الأعمال بمزيد من التفصيل، وفق ما ذكر المسؤولون لـ"سي إن إن".
وأوضح هؤلاء، أنّ قرار استخدام قناة المخابرات القائمة بالفعل، كان نابعاً من موقع بومبيو الحالي كمدير لوكالة المخابرات المركزية، أكثر منه دلالة على محتوى المناقشات. ومن المتوقع أن يتلقّى بومبيو تصديق مجلس الشيوخ على تعيينه وزيراً للخارجية، خلال الأسابيع المقبلة.
وخلال نهاية هذا الأسبوع، أخبر ترامب مساعديه، أنّه يتطلع إلى القمة التي وافق عليها على الفور عندما تلقى دعوة من كيم، إلا أنّ الجدول الزمني لها لا يزال غير معروف. وقال المسؤولون، لـ"سي إن إن"، إنّ الهدف الحالي أن تعقد القمة، في أواخر مايو/أيار المقبل، أو حتى يونيو/حزيران.
ومن المقرّر أن يجتمع ترامب، في غضون أسبوعين، مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في مقره في مار لاغو. ومن المتوقع أن يثير آبي قائمة من المخاوف بشأن مسألة محادثات الرئيس الأميركي مع كيم.
— CNN (@CNN) April 7, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— CNN (@CNN) April 7, 2018
|
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت، في تقرير، الشهر الماضي، أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، وليس وزارة الخارجية، هي من تولت زمام المبادرة في التحضير لقمة ترامب كيم.
وذكر مسؤولون، لـ"سي إن إن"، أنّ مشاركة الكوريين الشماليين في المحادثات التمهيدية، تمنح ثقة أكبر بأنّ كيم "جاد" في مسألة القمة مع ترامب.
وإلى أن بدأت المحادثات المباشرة، بين مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بشكل جدي، كان ترامب ومساعدوه يعتمدون جزئياً على مقاربة الكوريين الجنوبيين، الذين اختبروا التقارب مع نظرائهم الشماليين، منذ الألعاب الأولمبية التي عقدت في بيونغ تشانغ، في فبراير/شباط الماضي، والتي أدت إلى دعوة كيم "التاريخية" إلى ترامب.
كما قدّم الصينيون من جهتهم، إحاطة إلى البيت الأبيض، بعد أن التقى كيم والرئيس شي جين بينغ، في بكين، في أواخر الشهر الماضي.
"قناة نيويورك"
وتواصل مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية، مع الكوريين الشماليين، في بعثة بلادهم لدى الأمم المتحدة، وهي مناقشات يشار إليها باسم "قناة نيويورك".
وتركّز المحادثات مع كوريا الشمالية، على مسألة التنسيق بين الوكالات الحكومية التي تستعد للقمة، ويتولاها ماثيو بوتينغر، أكبر مسؤول آسيوي في مجلس الأمن القومي.
ومن المتوقع، بحسب "سي إن إن"، أن يلعب جون بولتون، مستشار الأمن القومي القادم، الذي بدأ العمل في البيت الأبيض، يوم الإثنين، دوراً كبيراً في التخطيط لقمة ترامب - كيم، مع بومبيو.
وفي وزارة الخارجية، تقود الجهود الدبلوماسية، مساعدة وزير الخارجية، سوزان ثورنتون، ونائب الممثل الخاص للسياسة الكورية الشمالية مارك لامبرت، واللذين يتحدّثان مع مسؤولين من كوريا الشمالية عبر "قناة نيويورك".
ويشمل عملهم استكشاف مواقع محتملة لعقد قمة ترامب - كيم، مع طرح أسماء مسؤولين أميركيين يمكنهم مساعدة فريق المحادثات، فضلاً عن استحضار سجلات المفاوضات السابقة مع كوريا الشمالية.
كما أنّهم يقودون المحادثات والجهود الدبلوماسية مع كوريا الجنوبية، وكذلك اليابان والصين وروسيا.