وكانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت 10 شابات في الخامس من مايو/ أيار 2015، من ميدان الساعة في دمياط، شمال مصر، لتوجّه لهنّ النيابة تهماً بالتظاهر والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.
عانت الشابات من ظروف قاسية في سجن بور سعيد (شمال شرق) بعد القبض عليهنّ من شوارع مدينة البصارطة، التابعة لمركز دمياط، عقب مشاركتهنّ في مسيرة مطالبة بالإفراج عن محبوسين. وقد شهدت القضية مستجدّات مؤسفة عديدة، منها اعتقال محامي الشابات ياسر عز الدين، أثناء إثبات حضوره في إحدى جلسات الدفاع عنهنّ في داخل قاعة المحكمة.
يُذكر أنّ الشابات، من بينهنّ قاصرتان وثماني طالبات في مراحل تعليمية مختلفة، قد تعرّضن للاختفاء القسري لمدّة ثمانية أيام. لم يتمكّن الأهالي من رؤية بناتهنّ إلا بعد 11 يوماً من القبض عليهنّ، ليجدوا أنهنّ من ضمن متهمات في قضيّة حيازة أسلحة والشروع في القتل واستعراض القوة. وبعد ظهورهنّ في سجن بور سعيد، بدأ ذووهنّ في رواية ما جرى.
وأثناء القبض عليهنّ، تعرّضت الشابات، بحسب ما يفيد الأهالي، إلى الضرب، الأمر الذي تسبّب في كسر ذراع إحداهنّ، فراحت تعاني لمدّة ثمانية أيام من الآلام. إلى ذلك، "أُجبِرن على وضع وجوههنّ في الحائط والوقوف لفترات طويلة من دون أكل أو استراحة، وسط استمرار الضرب أثناء التحقيق".
وقد أودعت المعتقلات داخل معسكر للأمن المركزي، بعد ترحيلهنّ من قسم دمياط، بحسب الأهالي الذين أشاروا إلى وضعهنّ في أماكن غير مخصصة للاحتجاز وإجبارهنّ على توقيع على المحاضر بالتهم الموجهة إليهنّ في القضية التي تحمل رقم 4337 سنة 2015.
في السياق، أجريت لهؤلاء الشابات فحوصات كشف العذريّة في أحد مستشفيات دمياط. ويُذكر أنّ أثناء جلسات التجديد، أبقينَ داخل عربة الترحيلات لما يزيد عن 12 ساعة. إلى ذلك، اشتكت أسر "بنات دمياط" أيضاً، من سوء المعاملة خلال الزيارات وقصر وقتها بالإضافة إلى ما وصفته بتعنّت إدارة السجن في إدخال مستلزماتهنّ.
وعلى الرغم من تقديم أسرة إحداهنّ، فاطمة محمد عياد، ما يفيد بإصابتها بمرض في القلب وحاجتها إلى الرعاية الصحية بصورة مستمرة وتناول الأدوية بانتظام، إلا أنّ تلك مُنعت عنها منذ اللحظة الأولى للقبض عليها بحسب أسرتها، الأمر الذي تسبب لها في أزمة قلبية في 11 يونيو/ حزيران 2015.
والمعتقلات هنّ: سارة محمد رمضان (19 عاماً - طالبة في كلية الفنون التطبيقية)، وخلود السيد الفلاحجي (21 عاماً - طالبة في كلية التربية النوعية)، وأمل مجدي الحسيني (17 عاماً - طالبة في جامعة الأزهر)، وفاطمة محمد محمد عياد (24 عاماً - طالبة في كلية الدراسات الإسلامية)، ومريم عماد ترك (29 عاماً)، وفاطمة عماد ترك (20 عاماً - طالبة في كلية التربية)، وصفاء علي محمد فرحات (17 عاماً - طالبة ثانوي)، وحبيبة حسن شتا (29 عاماً)، وآية عمر الشحات (29 عاماً) وسارة حمدي (21 عاماً - طالبة بكلية الصيدلة).
من جهة أخرى، سُجّلت أمس الأحد، عشيّة محاكمتهنّ، حركة متعاطفة معهنّ على مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار هاشتاغ #البنات_لازم_تخرج. في تغريدة على موقع "تويتر"، كتب "طلاب ضد الانقلاب": "المعتقلة فاطمة عياد.. مضى الآن على اعتقالها هى وبنات دمياط الـ ١٠ أكثر من٤٢٠ يوم اعتقال". أما تغريدة "حزب الحرية والعدالة" فأتت: "فراشات دمياط 10 معتقلات من أكتر من 418 يوم بلا ذنب وبلا جريمة، بنات دمياط عندهم جلسة الاثنين القادم #البنات_لازم_تخرج". من جهتها، غرّدت "بنت الثورة": "بنات دمياط المعتقلات بقالهم أكتر من سنة.. خرجوا البنات تقضى العيد مع أهلها"، فيما نشرت "صرخة منسية" صور المعتقلات مع تعليق: "بكرا النطق بالحكم عليهم.. ادعولهم يقضوا العيد وسط أهلهم".