اقرأ أيضاً: الأردن يوقف البرنامج "الضعيف" لتدريب المعارضة السورية
وذكر أحد الذين شاركوا في هذه الاجتماعات، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "دول التحالف الدولي مهتمة بتشكيل هذا الجيش خلال فترة زمنية قصيرة، ووعدت بتذليل الصعوبات التي قد تقف حائلاً دون ذلك". وكشف أنّه "لمس جدّية هذه المرّة، على عكس المحاولات السابقة التي لم تجد طريقها إلى النجاح".
وأشار المصدر نفسه إلى أنّ مهمة الجيش المزمع تشكيله الأساسية ستكون محاربة قوات نظام بشار الأسد، واستعادة السيطرة على محافظات المنطقة الشرقية من سورية (الرقة ودير الزور والحسكة) من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بدعم وإسناد مباشر من طيران التحالف الدولي.
ولفت المصدر إلى تعهد ممثل التحالف الدولي بالاجتماع تزويد الجيش بأسلحة ثقيلة للقيام بالمهمة، كما تعهد بتسليم المدن العربية التي سيطرت عليها الوحدات الكردية أخيراً لجهات عربية، وفي مقدّمتها مدينة تل أبيض (شمال الرقة).
وأثار دعم الولايات المتحدة الأميركية للوحدات الكردية، التي سيطرت على مدن عربية خلال الأشهر القليلة الماضية، حفيظة القبائل العربية في الجزيرة السورية، وخلق فجوة يحاول التحالف الدولي ردمها من خلال الدفع باتجاه تشكيل جيش العشائر، بحسب المصدر نفسه.
وكشف المصدر نفسه لـ"العربي الجديد"، عن أنّ قوام الجيش سيكون 10 آلاف مقاتل، إذ طُلب من عدّة فصائل سورية ترشيح مقاتلين للانضمام إلى صفوفه، مشيراً إلى أن اختيار المقاتلين سيكون "بدقة متناهية لضمان الولاء الكامل للجيش".
ورجح المصدر أن يكون جيش العشائر نواة لجيش وطني سوري يضم فصائل أخرى من الجيش السوري الحر، ليكون بديلاً عن جيش النظام عند سقوطه.
وتشكّل القبائل العربية النسبة الغالبة من سكان المنطقة الشرقية من سورية. كما تتواجد في معظم ريف حلب وأجزاء من أرياف إدلب وحماة وحمص، قبائل عربية عريقة أمثال: الجبور، شمّر، طي، البقارة، البوشعبان، وسواها. وتضم كل قبيلة العديد من العشائر المتفاوتة من حيث عدد أفرادها.
ولم يكن هناك موقف موحد للقبائل العربية في سورية حيال نظام الأسد، كونها تفتقد لمرجعية واحدة، تحدد وتوحد خطابها؛ إذ اختار بعض شيوخ العشائر الوقوف إلى جانب النظام، فيما اختار آخرون تأييد الثورة، وفي مقدمتهم الشيخ نواف البشير الذي تعرض للاعتقال لعدة أشهر في السنة الأولى للثورة قبيل خروجه من سورية، فيما فضّل آخرون الحياد في محاولة منهم تجنيب قبائلهم تبعات ما يجري في البلاد.
ولم يعد لشيوخ العشائر والقبائل سطوة ونفوذ كما كان في السابق، ولم يعد يلتزم غالبية أبناء هذه القبائل بأوامر ونواهي مشايخهم، إذ انخرط عدد كبير في الفصائل العسكرية التي تقاتل النظام، وقتل منهم الكثير في سبيل إسقاط نظام تلاعب خلال عقود حكمه بمراكز ومرجعيات قبلية كان من الممكن أن تجنب سورية الكثير من الفوضى.
في المقابل، بايعت بعض القبائل، مكرهة، تنظيم "داعش" عقب فرض سيطرته على مناطقها في سورية، إذ لم يكن أمامها خيار آخر بعدما فتك التنظيم بعشائر حاولت الوقوف في وجهه. ولعل عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور مثالٌ على ذلك، حيث قتل التنظيم عدداً من رجالها، فيما اضطر من بقي منهم إلى مغادرة المنطقة برمتها.
وجرت عدّة محاولات في العامين الأخيرين لإعادة القبائل العربية إلى واجهة المشهد السوري الدامي، من خلال توحيد الصفوف ضمن تشكيلات عسكرية. ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل نتيجة عدم رؤية واضحة وبرنامج وطني جامع، ومنها "ائتلاف العشائر" الذي أُعلن عنه في أوائل يونيو/حزيران الماضي.
كما أُعلن عن جيش باسم "قوات سورية الديمقراطية" في مطلع الشهر الجاري، يضم مقاتلين من العشائر العربية، ولكنه لم يلق ترحيباً كونه يتبع لما يسمى غرفة عمليات "بركان الفرات" التي تقودها الوحدات الكردية المتهمة بارتكاب عمليات قتل ونهب وتهجير، قالت منظمة "العفو" الدولية، منذ أيام أنّها ترقى لمستوى جرائم الحرب.
وكان الملك الأردني عبدالله الثاني، قد أعلن في منتصف يونيو/حزيران الماضي، أن واجب الأردن يقضي حماية القبائل في شرق سورية وغرب العراق.
اقرأ أيضاً: تنافس على الحسكة: عودة "داعش"... والأكراد "يحجمون" نفوذ النظام