27 يونيو 2017
محاولة لتوثيق انطلاقة الثورة اليمنية
فايز محيي الدين (اليمن)
الخميس 3 فبراير/ شباط 2011 كان وضع أول خيمة شرق بوابة جامعة صنعاء أمام نُصب "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، وذلك بعد خطاب الرئيس علي عبدالله صالح يوم الأربعاء 2 فبراير في مجلس النواب الذي جمع فيه مجلسي النواب والشورى، وقال: "لا تمديد ولا توريث ولا تصفير العداد".
وجاء خطابه ذلك عقب خروج أول مسيرة تطالب برحيله لبضعة أفراد تتقدمهم الناشطة بلقيس اللهبي أمام سفارة تونس يوم 15 يناير، عقب فرار الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، بيوم، حيث هرب يوم 14يناير، وهو يوم الثورة التونسية، وخرج أصحابنا في اليوم التالي أمام السفارة التونسية في صنعاء، يباركون للتوانسة، ويدعون إلى رحيل علي عبدالله صالح، وقالت بلقيس اللهبي عبر شاشة قناة الجزيرة حينها: لن يخوّفونا بالصوملة والعرقنة والأفغنة..
حين اندلعت ثورة 25 يناير في مصر عقب ثورة تونس بـ13 يوما، كان هناك خروج متزامن للشباب أمام بوابة جامعة صنعاء، وكان الأمن يقمعهم ويشتّت تجمعاتهم، وظلوا كذلك حتى ألقى صالح خطابه سالف الذكر في مجلس النواب الأربعاء 2 فبراير فتشجعوا حين رأوه، وقد بدا مهزوزاً وخرجوا أشدّ ضراوةً وصلابة اليوم التالي الخميس 3 فبراير، ونصبوا أول خيمة لهم. لتتوالى الخيام بعد ذلك حتى 11 فبراير، حين نجحت ثورة مصر، وأعلن عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك، قبل غروب شمس ذلك اليوم، وكان يوم جمعة، وسبق أن أعلن الحراك الجنوبي عن تسمية ذلك اليوم بـ (يوم الغضب).. وكنتُ في عدن، ولم يحدث شيء. وبعد المغرب، وعقب تنحي مبارك، اشتعل حماس الشباب في ساحة جامعة صنعاء وانضم إليهم الكثيرون، وتزامن ذلك مع خروج مسيرة شبابية في مدينة تعز بعد المغرب ووضع أول خيمة في ساحة تعز.
وفي تاريخ 20 فبراير، أعلنت أحزاب اللقاء المشترك اللحاق بهم، وليبدأ احتواء الثورة الشبابية والانقضاض عليها من حزب الاصلاح بالذات، والانحراف بها عن مسارها بعد ذلك، حين تم عسكرة الثورة بانضمام علي محسن الأحمر، ليُحكم السيطرة على الساحة، هو والإخوان المسلمون، وينحرفوا بالثورة الشبابية وأهدافها السامية عن مسارها، ويئدوها في مهدها، بطريقة همجية دفعت الغالبية لمساندة علي عبدالله صالح والالتفاف حوله رغم فساده.
وعقب تقاسم السلطة، وفق المبادرة الخليجية، وتنحي صالح، بادر الإصلاح ومن معه للاستحواذ على كل شيء وإقصاء كوادر المؤتمر الشعبي العام بطريقة فجة، بل وصل الأمر إلى أن ينادي القيادي الإخواني، عبدالرحمن بأفضل، رحمه الله عبر شاشة الجزيرة، وعلى الهواء مباشرة، إلى ضرورة اجتثاث حزب المؤتمر، كما تم مع حزب البعث في العراق.
إضافة إلى محاولة استفزازصالح المتواصلة من خصومه بوصفه المخلوع، الأمر الذي دفعه إلى دعم الحوثي نكايةً بهم كما دعموهم في 2011 نكاية به، وانتقم لنفسه منهم، ولكن هذا الانتقام للأسف أضاع وطنا!
لا يزال الإخوانيون يمارسون الأخطاء نفسها، مع أن في وسعهم تجنبها ليلتف كل الشعب حول مشروع استعادة الدولة وإطاحة الانقلابيين جميعا، هذا ما نود منهم تجاوزه. وعلى العموم، ظل وخيال دولة ضعيفة ركيكة خير من مليشيا قوية ذات سطوة وحضور.
وأكبر دليل على ذلك خروج المظاهرات اليومية في عدن، من دون أن تتعرّض لقمع، فيما يتم التنكيل بمن يحاول الإضراب عن العمل لأجل راتبه في صنعاء.
وفي ظل الدولة، بإمكانه إزاحة الرئيس وغيره عبر صناديق الاقتراع التي أتت به، لكن المليشيا تأتي بالقوة، ولا سبيل للاحتجاج عليها أو تغييرها سلميا، أو حتى الاحتجاج في ظل حكمها الواقعي، للمطالبة بأبسط الحقوق وهو الراتب، لهذا لابد أن يكون شعارنا هو: معا لاستعادة الدولة.
وجاء خطابه ذلك عقب خروج أول مسيرة تطالب برحيله لبضعة أفراد تتقدمهم الناشطة بلقيس اللهبي أمام سفارة تونس يوم 15 يناير، عقب فرار الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، بيوم، حيث هرب يوم 14يناير، وهو يوم الثورة التونسية، وخرج أصحابنا في اليوم التالي أمام السفارة التونسية في صنعاء، يباركون للتوانسة، ويدعون إلى رحيل علي عبدالله صالح، وقالت بلقيس اللهبي عبر شاشة قناة الجزيرة حينها: لن يخوّفونا بالصوملة والعرقنة والأفغنة..
حين اندلعت ثورة 25 يناير في مصر عقب ثورة تونس بـ13 يوما، كان هناك خروج متزامن للشباب أمام بوابة جامعة صنعاء، وكان الأمن يقمعهم ويشتّت تجمعاتهم، وظلوا كذلك حتى ألقى صالح خطابه سالف الذكر في مجلس النواب الأربعاء 2 فبراير فتشجعوا حين رأوه، وقد بدا مهزوزاً وخرجوا أشدّ ضراوةً وصلابة اليوم التالي الخميس 3 فبراير، ونصبوا أول خيمة لهم. لتتوالى الخيام بعد ذلك حتى 11 فبراير، حين نجحت ثورة مصر، وأعلن عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك، قبل غروب شمس ذلك اليوم، وكان يوم جمعة، وسبق أن أعلن الحراك الجنوبي عن تسمية ذلك اليوم بـ (يوم الغضب).. وكنتُ في عدن، ولم يحدث شيء. وبعد المغرب، وعقب تنحي مبارك، اشتعل حماس الشباب في ساحة جامعة صنعاء وانضم إليهم الكثيرون، وتزامن ذلك مع خروج مسيرة شبابية في مدينة تعز بعد المغرب ووضع أول خيمة في ساحة تعز.
وفي تاريخ 20 فبراير، أعلنت أحزاب اللقاء المشترك اللحاق بهم، وليبدأ احتواء الثورة الشبابية والانقضاض عليها من حزب الاصلاح بالذات، والانحراف بها عن مسارها بعد ذلك، حين تم عسكرة الثورة بانضمام علي محسن الأحمر، ليُحكم السيطرة على الساحة، هو والإخوان المسلمون، وينحرفوا بالثورة الشبابية وأهدافها السامية عن مسارها، ويئدوها في مهدها، بطريقة همجية دفعت الغالبية لمساندة علي عبدالله صالح والالتفاف حوله رغم فساده.
وعقب تقاسم السلطة، وفق المبادرة الخليجية، وتنحي صالح، بادر الإصلاح ومن معه للاستحواذ على كل شيء وإقصاء كوادر المؤتمر الشعبي العام بطريقة فجة، بل وصل الأمر إلى أن ينادي القيادي الإخواني، عبدالرحمن بأفضل، رحمه الله عبر شاشة الجزيرة، وعلى الهواء مباشرة، إلى ضرورة اجتثاث حزب المؤتمر، كما تم مع حزب البعث في العراق.
إضافة إلى محاولة استفزازصالح المتواصلة من خصومه بوصفه المخلوع، الأمر الذي دفعه إلى دعم الحوثي نكايةً بهم كما دعموهم في 2011 نكاية به، وانتقم لنفسه منهم، ولكن هذا الانتقام للأسف أضاع وطنا!
لا يزال الإخوانيون يمارسون الأخطاء نفسها، مع أن في وسعهم تجنبها ليلتف كل الشعب حول مشروع استعادة الدولة وإطاحة الانقلابيين جميعا، هذا ما نود منهم تجاوزه. وعلى العموم، ظل وخيال دولة ضعيفة ركيكة خير من مليشيا قوية ذات سطوة وحضور.
وأكبر دليل على ذلك خروج المظاهرات اليومية في عدن، من دون أن تتعرّض لقمع، فيما يتم التنكيل بمن يحاول الإضراب عن العمل لأجل راتبه في صنعاء.
وفي ظل الدولة، بإمكانه إزاحة الرئيس وغيره عبر صناديق الاقتراع التي أتت به، لكن المليشيا تأتي بالقوة، ولا سبيل للاحتجاج عليها أو تغييرها سلميا، أو حتى الاحتجاج في ظل حكمها الواقعي، للمطالبة بأبسط الحقوق وهو الراتب، لهذا لابد أن يكون شعارنا هو: معا لاستعادة الدولة.