جاء تكليف ابراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا للدكتور حازم الببلاوي ليعيد فتح ملفات الرجل القديمة، والمليئة بالعديد من المخالفات المالية وقضايا الفساد، إضافة الى أنه يحمل رسالة واضحة لا تحتمل التأويل بأن ما جرى في الثالث من يوليو/تموز انقلاب، فكر له ودبره قادة الثورة المضادة والحزب الوطني المنحل للانتقام من ثورة 25 يناير.
فمحلب الذي ظل نحو 11 عاما رئيسا لمجلس إدارة شركة المقاولين العرب، شغل منصب أمين المهنيين بالحزب الوطني المنحل، كما كان يتمتع بعضوية لجنة السياسات التي ترأسها جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع، وهو ما جعله في مرمى اتهامات بجني ثروات طائلة من وراء تسهيل الاستيلاء على المال العام لرموز نظام مبارك، حيث تردد اسمه بقوة في تسهيل استيلاء أسرة مبارك على مليار جنيه في القضية المعروفة اعلاميا بتجديد قصور الرئاسة، وهي القضية التي تبحثها جهات رقابية كبيرة في الدولة .
عقب تولي الدكتور طارق وفيق رئيس لجنة الاسكان بحزب الحرية والعدالة وزارة الاسكان في حكومة الدكتور هشام قنديل ، تقدم محلب باستقالته من شركة "المقاولون العرب" ، في محاولة وصفت بانها تأتي للقفز من المركب، قبل ان تتم ملاحقته وكشف فساده، فسافر خارج مصر متوجها الى المملكة العربية السعودية والتي استمر بها لتكون مقرا دائما له ، ولم يعد الى مصر بشكل دائم الا بعد ان تاكد من نجاح الانقلاب في الثالث من يوليو/تموز ، ليتم اختيار الرجل المقرب من آل مبارك ومنفذ مشروعاتهم في وزارة الاسكان .
وجاء اختيار محلب لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة بمثابة الضربة القاضية لثورة الخامس والعشرين ، وليكون فاضحا لكافة الرموز التي تمسحت برداء الثورة، وسارت في ركابها ثم انحازت للعسكر في مخالفة لأبسط قواعد الديمقراطية ليس لشيء سوى أنهم ضد الاخوان والتيار الاسلامي ، فهل سيعيد الثوار ترتيب صفوفهم واستعادة ثورتهم من جديد؟.