ويلاحظ بايمان أن التفاهم الأميركي السعودي ضروري بالنسبة لواشنطن كونه أساسياً في الحفاظ على استقرار أسعار النفط، والتي كانت على الدوام هدف السياسات الأميركية في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك فإن السعودية هي من أبرز الدول العربية المعتدلة وتتصدر الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة في مواجهة إيران الدولة الراعية للإرهاب، بحسب بايمان. وهي كذلك شريك أساسي لأميركا في الحرب ضد الإرهاب، ولعبت دوراً مركزياً في محاربة تنظيم القاعدة والمجموعات الجهادية الأخرى وتجفيف مصادر تمويلها.
لكن الباحث الأميركي يلاحظ في الوقت نفسه أن المصالح المشتركة بين واشنطن والرياض بدأت بالتناقص، رغم أن البلدين لبعضهما بعضاً وأن الضرورة ستفرض عليهما التعاون. ويشير إلى أنه على الرغم من أن إدارة أوباما باعت أسلحة أميركية للسعودية بأكثر من 100 مليار دولار، إلا أن ثقة الرياض بالحليف الأميركي تزعزعت كثيراً بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، وانهيار أسعار النفط وانتقال الولايات المتحدة إلى منافس دولي في إنتاج النفط.
ويتعرض الباحث الأميركي للخلافات الأميركية السعودية بشأن النظرة إلى حقوق الإنسان والحريات الدينية. كذلك يتوقف عند تداعيات قانون "جاستا"، والذي مرره الكونغرس العام الماضي على الرغم من الفيتو الرئاسي، على العلاقة الأميركية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب.
ويخلص إلى أنه على ترامب أن يدرك أن تأثير الولايات المتحدة على المملكة السعودية أصبح محدوداً، وأن الشراكة في محاربة الإرهاب لا تعني أن أميركا والسعودية أصدقاء، متابعاً أن لدى البلدين مصالح مشتركة ولكنهما لا يتشاركان القيم نفسها وكيفية النظر إلى أحوال العالم.