وقال بوحبوط إن واقع ما يسمى إسرائيلياً بـ"الأمن الجاري" ينطوي على تآكل مستمر، فيما "يقوم الطرف الآخر، في نهاية المطاف، بدراسة النشاط الميداني لجيش الاحتلال جيدا، لا سيما بعد منتصف الليل عندما يكون الضباب والإرهاق لدى الجنود في أوجهما"، على حد تعبيره. وبحسب بوحبوط، فإنه على الرغم من أن الأوامر العسكرية الواضحة التي تحدد أن كل من يقترب من السياج، من الطرف الفلسطيني، ينبغي التعامل معه كـ"فدائي"، إلا أن هناك حالة رمادية بين متسللين وبين "فدائي" يتجول على امتداد السياج الحدودي، وهو ما يضر بـ"التوتر العملياتي" الذي يطلب من الجنود والقادة الميدانيين الحفاظ عليه، لضمان اليقظة والتأهب الدائمين.
ويضع بوحبوط توصيفا جديدا، لا يستبعد أن يتحول إلى مصطلح دارج في الخطاب الإعلامي للاحتلال، وهو ما يسميه بـ"الإرهاب الرمادي"، كتعبير مرادف لاستخدام العبوات الناسفة والزجاجات الحارقة، والكرات الحديدية القادرة على اختراق زجاج سيارات "جيب" المحصّنة، مدعيا أنه ينبغي تصنيف كل هذه المحاولات والنشاطات باعتبارها "إرهابا".
ويدعو بوحبوط إلى عدم نسخ المصطلحات التي يستخدمها الجيش والاحتلال في وصف العمليات الفردية التي يتم تنفيذها في الضفة الغربية المحتلة، وإيجاد تعبيرات مختلفة عنها لدى التطرق إلى العمليات الموازية لها في قطاع غزة.
ولا يقف بوحبوط عند هذا الحد، بل يحرّض المستوى السياسي في الحكومة الإسرائيلية على أن يدرك أن فرض "سياسة الاحتواء" كما يسميها، ومنع التدهور إلى مواجهة عسكرية، هو أمر له ثمن على المدى الزمني. ويتمثل هذا الثمن، بحسبه، في استمرار تآكل الردع في الجبهة الجنوبية وتمكين الطرف الفلسطيني من الشعور بالقدرة على تنفيذ عمليات عند الحدود مع قطاع غزة، أسبوعيا. وقال إن إصابة ستة آلاف فلسطيني بجراح خلال المواجهات عند السياج الحدودي إلى جانب سقوط مئات القتلى، لم يجعل البقية يتوقفون عن التوجه أسبوعيا إلى السياج الحدودي على مدار 69 أسبوعا.
ويصل بوحبوط إلى القول إن هذه السياسة تثبت الضعف، محذراً من أن تبعاتها لا تقف فحسب عند السياج الحدودي مع قطاع غزة، وإنما أيضا في الجبهة الداخلية، وربما ليس فقط في الجبهة الجنوبية، بل في الجبهة الشمالية أيضا. مضيفا أن "حزب الله يتابع ويراقب ويعرف ردود الجيش ومدى قدرته على احتواء الأوضاع في أكثر من جبهة بالتوازي".