مع ذلك أشار المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون هو الذي أصدر الأمر بتنفيذ الهجمات، مشيراً إلى أنها جاءت على ما يبدو "لمنع نقل أسلحة نوعية أو كيماوية أو الاثنين معاً لحزب الله".
وكان لافتاً في تحليل بن يشاي، قوله إن الهجمات ما كانت لتتم لولا الثرثرة التي ميّزت في الفترة الأخيرة الحرس الثوري الإيراني وعناصر بارزة في "حزب الله" حول تسلم الحزب أسلحة متطورة ونوعية.
وكشف "أن الأسابيع الأخيرة شهدت عملياً تصريحات متكررة لرجال حزب الله وعناصر رفيعة المستوى في الحرس الثوري الإيراني حول نقل وتزويد الحزب بصواريخ أرض-أرض نوعيّة، سلّمتها إيران للحزب، وهي تمكِّنه من إصابة كل هدف في إسرائيل بدقة متناهية".
وأضاف بن يشاي أن التقديرات تشير إلى أن الحديث يدور عن صواريخ من طراز الفاتح 110، وقد سبق لإيران أن قامت بذلك في الماضي.
ومع أن المحلل الإسرائيلي يتفق مع التقديرات في المحافل الأمنية الإسرائيلية بأن النظام السوري لن يرد في الظرف الراهن على هذه الهجمات، كما أن "حزب الله" سيمتنع هو الآخر عن الرد على هجمات وقعت في سورية كما كان الحال في الماضي، إلا أنه لا توجد ضمانة بأن تُواصل سورية و"حزب الله" هذا الخط، وبالتالي سيكون على الجيش الإسرائيلي أن يكون متأهباً عند الحدود الشمالية براً، وضد مخاطر شن هجمات صاروخية.
ولفت بن يشاي إلى أنه من المحتمل جداً أن يغيّر الجيش الإسرائيلي من استعدادات الدفاعات الأرضية وأن يعزز نشر هذه الدفاعات في الشمال.
إلى ذلك، كشف بن يشاي أن إسرائيل لم تقم في الماضي بنشر معلومات حول مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت سابقاً، وتوقّع أن تواصل هذا الخط لتفادي تحدي النظام السوري و"حزب الله"، وإن كانت سورية قد ردت بشكل سريع عبر اتهام إسرائيل، لأن ذلك يخدم دعاية النظام السوري بوجود تعاون بين المعارضة السورية وبين إسرائيل.
ولم يُسقط بن يشاي احتمالات أن يكون "حزب الله" قد حصل بالفعل على شحنات أسلحة صاروخية تُمكّنه من زرع الخراب والدمار في مدن وبلدات إسرائيل، وأن القصف الإسرائيلي هدف إلى منع وإحباط شحنة قادمة إلى "حزب الله" عبر مطار دمشق الدولي من مخازن الأسلحة السورية في بلدة القادسية، ومنها عبر الحدود البرية إلى البقاع اللبناني، وخصوصاً أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يدين بالكثير لحزب الله، الذي يدافع عن حكمه، وبالتالي فإنه على استعداد للمجازفة بوقوع هجمات إسرائيلية على أراضيه.