رحل أول أمس الأربعاء الكاتب والصحافي المغربي محمد أديب السلاوي (1939 - 2020) في مدينة طنجة، متأثراً بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا، وكان الراحل قد كرس معظم انشغالاته الثقافية في توثيق مظاهر العمل الثقافي في بلاده، وبشكل خاص تطورات المسرح والتشكيل فيها.
ترك السلاوي قرابة خمسين كتاباً من أبرزها "المسرح المغربي من أين وإلى أين"، و"الاحتفالية في المسرح العربي"، و"المسرح المغربي، البدايات والامتداد"، و"أعلام التشكيل العربي بالمغرب"، و"الحروفية والحروفيون في التشكيل المغربي"، و"التشكيل المغربي بصيغة المؤنث".
كما صدر له "مئة عام من الإبداع التشكيلي بالمغرب"، و"الشعر المغربي، مقاربة تاريخية"، و"تضاريس الزمن الإبداعي"، و"السياسة الثقافية في المغرب الراهن"، و"هل دقت ساعة الإصلاح؟"، و"المغرب: الأسئلة والرهانات" وغيرها.
حاز الراحل الميدالية الذهبية عن أبحاثه في الفن التشكيلي المغربي في "البينالي العالمي للفنون التشكيلية" بالقاهرة عام 1983، وجائزة "معرض الكتاب العربي" في دمشق عن كتابه "التشكيل المغربي بين التراث والمعاصرة" في 1984، و"الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة" عام 2016.
نعى الراحل أصدقاؤه و”"نادي الصحافة المغربية" في بيان، لافتين إلى معاناته المادية والاجتماعية، رغم ما تركه من كتب ومقالات وقراءات نقدية في الفن التشكيلي المغربي، حيث عمل في عدة صحف وشغل مناصب سكرتير ومدير تحرير، كما عمل مُلحقاً ثقافياً بالمكتب الدائم للتعريب التابع لجامعة الدول العربية، ومستشاراً للتحرير في مجلة "اللسان العربي"، التي تصدر عن مجمع اللغة العربية في المغرب.
وكان هو نفسه قد أشار في آخر مقابلاته الصحافية إلى الصعوبات التي يواجهها والإهمال الذي يلاقيه، حيث اضطر إلى بيع مكتبته ومقتنياته، لافتاً إلى تردي القراءة والصحافة في العالم العربي وأثر ذلك على عمل الكاتب. رغم ذلك لم يتوقف السلاوي عن العمل، فأصدر خلال الشهور الأخيرة العدد الأول من مجلة "الحوار"، وكان يستعد لإصدار عدد ثان منها.
كذلك كان منهمكاً بمشروع حصل عنه على موافقة وزارة الثقافة، وهو مشروع "كتاب الجيب"، ولكنه رحل قبل أن يبدأ في تنفيذه.
شارك الراحل في تحرير العديد من المجلات الثقافية بالعالم العربي، منها، مجلة "الآداب" البيروتية، و"المعرفة" التي كانت تصدر في دمشق، و"الأقلام" في بغداد، و"العربي" و"البيان" في الكويت.