تحل غداً، الذكرى الأولى لرحيل الشاعر والكاتب العُماني محمد الحارثي (1962 -2018)، وبهذه المناسبة تنتظم أمسية في "مقهى هوملاند" في مسقط، تتضمّن قراءات في تجربة الراحل، إلى جانب شهادات شخصية وسرد لبعض الذكريات معه بمشاركة كتّاب وفنانين من أصدقائه.
تتضمّن الأمسية عرض صور فوتوغرافية قديمة تُعرض للمرة الأولى للشاعر، خلال فترة إقامته في المغرب لأكثر من عشر سنوات، وهي من تصوير الفوتوغرافي المغربي أحمد بن إسماعيل.
لعلّ من أبرز الأعمال الشعرية التي برز من خلالها الراحل دواوين "عيون طوال النهار" (1992) و"كل ليلة وضحاها" (1994) و"أبعد من زنجبار" (1997)، الذي شكل منعطفاً في تجربته، وبدأت كتابته الشعرية تسير في طريق مغاير في المجموعات التي تلتها وهي "فسيفساء حواء" و"لعبة لا تُمل" (2005) و"عودة للكتابة بقلم رصاص" (2013).
أما آخر أعماله الشعرية فكان "الناقة العمياء" (2018) الذي صدر قبل عشرة أشهر من رحيله، وكان مشحوناً بتجربته مع الألم والمرض الذي عانى منه خلال السنوات الأخيرة.
كان الحارثي قد عاش حياة حافلة بالسفر والترحال، وتنقل بين العديد من بلدان العالم، أنجز من خلالها كتاب ترحاله الأول "عين وجناح"(2008) وصدرت منه طبعتان، وهناك مخطوط شبه مكتمل في أدب الرحلة عن زيارته الأخيرة إلى سريلانكا.
كما أصدر الراحل رواية بعنوان "تنقيح المخطوطة"، وكتاب مقالات بعنوان "ورشة الماضي" في 2013. وحصل على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الأولى عام 2003 وجائزة الإنجاز الثقافي البارز في سلطنة عمان عام 2014.
كما صدر عن تجربة الحارثي كتاب بعنوان "حياتي قصيدة وددت لو أكتبها"، يضمّ حواراً مطولاً أجراه معه الكاتب سعيد الهاشمي تناول فيه تجربته الشعرية والإنسانية في مجملها.