محمد المصري: اللاجئون السوريون ينظرون إلى النظام كسلطة احتلال

03 يونيو 2014
اللاجئين السوريين الأطفال الذين يعيشون في مخيم الزعتري(جيف ميتشل/GETTY)
+ الخط -

يرى رئيس برنامج الرأي العامّ في "المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية"، محمد المصري، أن تأييد اللاجئين والمهجرين السوريين للثورة السورية، يزداد كلما طال أمد الثورة، بما يؤشر إلى فشل استراتيجية النظام والقائمة على العنف والقتل والتدمير.
ويؤكد المصري، الذي أشرف على استطلاع رأي عام بين اللاجئين والمهجرين السوريين في تركيا والأردن ولبنان والأراضي السورية، على أن المستجوبين بالاستطلاع ينظرون إلى السلطة الحاكمة في بلادهم على اعتبارها سلطة احتلال، في ظل قناعتهم بأن جهات خارجية تحكم سورية فعلياً.
ويفيد الاستطلاع المذكور، بأن 78 في المئة من المهجرين واللاجئين السوريين، يرون أن الانتخابات الرئاسية السورية، غير شرعية، الأمر الذي يجد فيه المصري، في حوار مع "العربي الجديد"، رفضاً لـ"المسرحية الديمقراطية" التي يطمح النظام السوري من خلالها إلى تجديد شرعيته، كاشفاً أن غالبية المستطلعة آراؤهم كانوا يذهبون إلى أبعد من الحديث عن الشرعية من عدمها، ليتوقعوا النتيجة التي سيفوز فيها بشار الأسد رئيساً.

ــ ما هي القيمة المضافة التي يقدمها استطلاع المركز العربي في ظل استطلاعات سابقة أجريت على اللاجئين والمهجرين السوريين؟

* هذا أول استطلاع يجرى على اللاجئين والمهجرين السوريين في مناطق تواجدهم الأربعة (تركيا، والأردن، ولبنان، والأراضي السورية). وكانت الاستطلاعات السابقة تجرى على قطاعات محددة من اللاجئين في مناطق بعينها، كما أن الاستطلاعات السابقة عالجت جميعها الموضوعات الاقتصادية والمعيشية، وقدمت اللاجئين كقضية إنسانية فقط، فيما ركز الاستطلاع الذي أجريناه في المركز العربي على القضايا السياسية، وقدم اللاجئين والمهجرين على اعتبارهم مواطنين لهم موقف من العملية السياسية، وعلى تطورات الأحداث في سورية وأفق الحل.

ــ ما مدى تمثيل العينة المستجيبة للاستطلاع لمجتمع اللاجئين والمهجرين السوريين في المناطق التي شملها؟

* الاستطلاع أجري على عينة بلغت 5267 مستجوباً ومستجوبة، ومن ناحية ميدانية فالعيّنة غير مسبوقة، وتم اختيارها بناءً على طرق علمية، إذ اعتمد الاستطلاع منهجية العينة الطبقية العشوائية المنتظمة المسحوبة على مرحلتين. بناءً عليه، تم رصد جميع تجمعات اللاجئين والمهجرين، وتقديراتها السكانية، ليصار إلى توزيع العينة حسب الوزن النسبي لكل تجمع سكاني، ونتج عن ذلك تقسيم مجتمع الاستطلاع إلى 377 تجمعاً سكانياً (عنقود)، وهي عينه ضخمة إذا أخذنا في الاعتبار أن الولايات المتحدة الأميركية تقسم إلى 120 تجمعاً سكانياً (عنقود) في الاستطلاعات المشابهة. كما تمّ تطبيق العينة الطبقية على التجمعات السكانية (العناقيد)، وأُخذت من كل تجمع، عيّنة منتظمة، وذلك لمزيد من الدقة، ولزيادة تمثيل اللاجئين والمهجرين القادمين من مناطق سورية مختلفة.

وفي نهاية الأمر، عند حساب التباين والانحراف المعياري والمعادلات الاحصائية، كانت نسبة الثقة بالعينة أكثر من 98 في المئة، وهامش الخطأ أقل من 2 في المئة زائد ناقص.

ــ ما هي المدة التي استغرقها الاستطلاع، وهل الاعتماد على اللاجئين والمهجرين في إجراء الاستطلاع، شكل انتقاصاً من معايير ضبط الجودة؟

* نفذ الاستطلاع في زمن قياسي هو 17 يوماً، وكان من الأهمية أن تعلن نتائجه قبل اجراء الانتخابات. ومن أجل إتمامه في هذا الزمن القياسي، تم العمل في جميع المناطق بشكل متوازٍ، فتم تدريب 400 باحث تم اختيارهم من الأكاديميين، ومن أصحاب القدرات البحثية مع أفضلية لمن يمتلكون خيرات في المسوحات. ونتيجة لبعض المعيقات السياسية والاجتماعية في بعض أمكان الاستطلاع، وبسبب القيود القانونية، تم الاعتماد على اللاجئين والمهجرين، لكن ضمن رقابة فريق المركز الذي سافر إلى كل أماكن مجتمع الدراسة. وزيادة في ضبط الجودة تم الاتصال هاتفياً بالمستجوبين بالاستطلاع للتأكد من أن الباحثين وصلوا إليهم، وسألوهم بالشكل الصحيح.

ــ أظهر الاستطلاع أن 17 في المئة يرفضون تنحي الأسد كحل للأزمة. ألا تعتقد أنها نسبة مرتفعة؟

* الـ17 في المئة ممن يرفضون تنحي الأسد ليسوا بالضرورة يؤيدونه تأييداً مطلقاً، فجزء منهم يرفضون تنحي الأسد خوفاً من البديل، في حين كشف الاستطلاع أن القاعدة الصلبة التي تؤيد الأسد هي 6 في المئة فقط، وهم الذين يدافعون عن ضرورة سحق النظام للمعارضة كحل للأزمة. وغالبية تلك النسبة كانت في صفوف المستجوبين للاستطلاع في لبنان، وهو ما يشير إلى أنه حتى المؤيدون نقلوا عائلاتهم إلى مكان آمن خارج سورية إقراراً منهم بخطورة الوضع الأمني في الداخل. كما أن عدداً من اللاجئين والمهجرين الذي لم يعتادو في تاريخ الدولة السورية على الاستطلاعات، كان لديهم خوف على أنفسهم من انتقام النظام خلال الاستجابة، وهو ما أثّر على توجهاتهم المؤيدة للنظام.

ــ 30 في المئة من المستطلعة آراؤهم يؤيدون الدول ذات المرجعية الدينية. هل هذا مقياس على تغير توجهات السوريين في مواطن اللجوء او النزوح؟

* الغالبية هم مع الدولة المدنية، وحسب الأرقام، أيدها 50 في المئة من المستجوبين، حتى مَن أيّد الدولة الدينية كانت بالنسبة له دولة ديمقراطية السلطة فيها للشعب تجرى فيها الانتخابات دورياً وفيها محاسبة وفصل بين السلطات، لكن مرجعيتها الحضارية والثقافية دينية.

ــ تباينت الآراء حول الجهة التي تحكم سورية فعلياً، وانقسم المستجيبون حول جهات متعددة مع غالبية يعتقدون بأن إيران هي الحاكم، ما دلالة ذلك؟

* يشعر المستجوبون برأيي، أن السلطة الحاكمة لبلدهم هي سلطة احتلال، وبالتالي فمن المبرر أن يزداد تأييد اللاجئين والمهجرين للثورة يوماً بعد يوم.

ــ لماذا لم يتم قياس توجهات اللاجئين والمهجرين تجاه الجماعات الاسلامية؟

* تم قياس توجهاتهم حول الجماعات الإسلامية، وسيصار إلى إعلانها في وقت لاحق. كانت الأولوية إعلان النتائج حول العملية الانتخابية قبل إجرائها، والنتائج التي ينتظر اعلانها تشير إلى أن الغالبية العظمى منهم يرفضون الجماعات الاسلامية، ويؤيدون الجيش الحر خاصة في مجال التسليح. كما أن النتائج تشير إلى أن مجتمع اللاجئين والمهجرين غير طائفي، ويرفض القتل الطائفي لحل الأزمة. كما ستتطرق النتائج إلى موقف اللاجئين والمهجرين من المعارضة السورية.

المساهمون