07 نوفمبر 2024
محمد رمضان وخير أجناد الأرض
أصدّق محمد رمضان أنه سلّم نفسه للتجنيد، وأنه صار جنديا بسلاح الصاعقة سنتين، وأصدّق أيضا أنه استلم مخلته بالبطاطين من مركز التدريب، وله رقم عسكري، وسيخرج أيضا بقدوة حسنة، وسيكون محبوبا جدا من الجنود، علاوة على آلاف الصور أو ملايينها التي سوف تلتقط له، سواء وهو يتسلم شهادة إتمام الخدمة العسكرية، أو وهو يأكل ثعبانا في الصحراء، أو يقفز من فوق دبابتين، أو وهو يمسك أسدا في الصحراء من "بلحة زوره"، فيبكي الأسد ألما، أو وهو يجري وراء دبابة خمسة كيلومترات في الصحراء، حتى يتعب سائق الدبابة من التراب الكثيف، فيقفز محمد رمضان على سائق الدبابة (باعتباره إسرائيليا) ويُلقيه أرضا، ثم يسلم الدبابة لقائد السرية.
أصدّق ذلك كله، وستوافينا الشؤون المعنوية بذلك كله تباعا في شكل صور أو أفلام، وقطعا سيشد على يديه الشيخان علي جمعة وأحمد كريمة وخالد الجندي وعمرو خالد. أصدّق ذلك كله وأكثر والله من الآن. ولكن، وكل المصائب تأتي بعد "ولكن"، هل يستطيع محمد رمضان أن يصوّر لنا نفسه وهو في "دشمة" مليئة بالفئران، وقد نام فيها بالفعل سنتين، وكان لا يأكل في الدشمة سوى رغيف "الجراية"، ولا يغسل أفروله إلا من "الغراب"، هذا إن كان "في الغراب" ماء أصلا، ولا بد أن يصور لنفسه فيلما صغيرا عن وقوفه أمام قائد الكتيبة ساعتين، كي يحصل على تصريح بالمبيت، وعليه وهو عائد من المبيت أن يصوّر لنا نفسه وهو صاعد "لمطلع سواده" في أعلى الجبل مثلا، أو وهو ينظف السلاح صباحا (بعد الخدمة) أمام "السلاحليك"، وشاويش السلاحليك يقول له: "السلاح مش نضيف يا عسكري"، فيعاود تنظيف السلاح، ولن أتكلم الآن عن لون البطاطين أو "فرش المتاع"، فكل هذا متروكٌ لضمير المخرج وقسم الشؤون المعنوية، لأن شكل بطانينك ورائحة العرق فيها ستشهد على خدمته ومكانها، سواء كانت "في الحملة" أو ذخيرة أو على البوابة.
أما لو كان المخرج حصيفا وواقعيا، ومن أنصار مدرسة صلاح أبو سيف، فسوف يتم استبدال بطاطين محمد رمضان (لم تتحرّك من غرفة اللواء في مركز التدريب) ببطاطين العسكري عكاشة رمضان أبو الفضل عكاشة من مركز أبو المطامير، والذي قد يموت بالتأكيد في جبل الحلال أو في جبال البدرشين ، ولن يتم تصويره أبدا وهو يأكل ثعبانا، أو وهو يخنق أسدا أمام السيد اللواء، وتزغرد له يسرا وليلي علوي وانتصار، وهن على أبواب الكتيبة في حماية الضباط وبمكياج كامل. (لازم المخرج يكون واقعيا)، وإلا سال المكياج على دهون البشرة.
بقيت أشياء أخرى، لا بد من تداركها وحسابها بدقة وأمانة خلال السنتين، كي نكون (واقعيين) مع الزمن، طالما المخرج واقعي، ومن صلب مدرسة صلاح أبو سيف، وطالما محمد رمضان صار مجنّدا بالفعل، ويأكل الثعابين في الصحراء، ويمسك الأسد من "بلحة زوره"، فلا بد خلال فترة تجنيده أيضا أن يتم الآتي: كم ساعة (أو كم يوم أو أسبوع أو شهر) قضاها المجند محمد رمضان في تصوير مسلسلاته، أو أفلامه أو برامجه، في أثناء الخدمة، وكم إجازة قضاها مع أسرته من غير تصوير. وحينئذٍ، سنعرف، من المخرج الواقعي جدا، كم ساعة فعلية قضاها المجند محمد رمضان في كتيبة الصاعقة.
أصدّق ذلك كله، وستوافينا الشؤون المعنوية بذلك كله تباعا في شكل صور أو أفلام، وقطعا سيشد على يديه الشيخان علي جمعة وأحمد كريمة وخالد الجندي وعمرو خالد. أصدّق ذلك كله وأكثر والله من الآن. ولكن، وكل المصائب تأتي بعد "ولكن"، هل يستطيع محمد رمضان أن يصوّر لنا نفسه وهو في "دشمة" مليئة بالفئران، وقد نام فيها بالفعل سنتين، وكان لا يأكل في الدشمة سوى رغيف "الجراية"، ولا يغسل أفروله إلا من "الغراب"، هذا إن كان "في الغراب" ماء أصلا، ولا بد أن يصور لنفسه فيلما صغيرا عن وقوفه أمام قائد الكتيبة ساعتين، كي يحصل على تصريح بالمبيت، وعليه وهو عائد من المبيت أن يصوّر لنا نفسه وهو صاعد "لمطلع سواده" في أعلى الجبل مثلا، أو وهو ينظف السلاح صباحا (بعد الخدمة) أمام "السلاحليك"، وشاويش السلاحليك يقول له: "السلاح مش نضيف يا عسكري"، فيعاود تنظيف السلاح، ولن أتكلم الآن عن لون البطاطين أو "فرش المتاع"، فكل هذا متروكٌ لضمير المخرج وقسم الشؤون المعنوية، لأن شكل بطانينك ورائحة العرق فيها ستشهد على خدمته ومكانها، سواء كانت "في الحملة" أو ذخيرة أو على البوابة.
أما لو كان المخرج حصيفا وواقعيا، ومن أنصار مدرسة صلاح أبو سيف، فسوف يتم استبدال بطاطين محمد رمضان (لم تتحرّك من غرفة اللواء في مركز التدريب) ببطاطين العسكري عكاشة رمضان أبو الفضل عكاشة من مركز أبو المطامير، والذي قد يموت بالتأكيد في جبل الحلال أو في جبال البدرشين ، ولن يتم تصويره أبدا وهو يأكل ثعبانا، أو وهو يخنق أسدا أمام السيد اللواء، وتزغرد له يسرا وليلي علوي وانتصار، وهن على أبواب الكتيبة في حماية الضباط وبمكياج كامل. (لازم المخرج يكون واقعيا)، وإلا سال المكياج على دهون البشرة.
بقيت أشياء أخرى، لا بد من تداركها وحسابها بدقة وأمانة خلال السنتين، كي نكون (واقعيين) مع الزمن، طالما المخرج واقعي، ومن صلب مدرسة صلاح أبو سيف، وطالما محمد رمضان صار مجنّدا بالفعل، ويأكل الثعابين في الصحراء، ويمسك الأسد من "بلحة زوره"، فلا بد خلال فترة تجنيده أيضا أن يتم الآتي: كم ساعة (أو كم يوم أو أسبوع أو شهر) قضاها المجند محمد رمضان في تصوير مسلسلاته، أو أفلامه أو برامجه، في أثناء الخدمة، وكم إجازة قضاها مع أسرته من غير تصوير. وحينئذٍ، سنعرف، من المخرج الواقعي جدا، كم ساعة فعلية قضاها المجند محمد رمضان في كتيبة الصاعقة.