يفتح برنامج "فنّان العرب"، الذي تستعدّ قناة دبي لإطلاقه بداية الشهر المقبل، الباب واسعاً أمام طرح السؤال الذي شغل دائماً جمهور الأغنية العربية، حول أحقيّة حمل أيّ مطرب لقب "فنّان العرب"، وأساس اختياره.
نتّفق جميعاً على أنّ الألقاب والمسميات لا تخلّد الفنان بالقدر الذي تمنحه وسماً يميّزه عن أقرانه. وإن كان الفنانون لا يعيرون الأمر أهمية أمام وسائل الإعلام أو أمام جماهيرهم، إلا أنّهم يشترطون ويطلبون من تحت الطاولة، أمام متعهدي الحفلات والقائمين على البرامج، أن يمنحوهم ألقاباً تُحجز بأسمائهم دون سواهم. وقد يصل الأمر حد اعتذارهم عن تقديم حفل أو برنامج حواري ما، إن لم يتمّ الرضوخ لطلباتهم، والتي تعدّ سطحية في غالب الأحيان.
في برنامج قناة دبي، يتم استغلال أغنيات الفنان السعودي محمد عبده الذي يحمل لقب "فنّان العرب". وهو لقب أطلقه عليه منتصف ثمانينيّات القرن الفائت الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.
القناة والفنان السعودي معاً، يعملان على اكتشاف مواهب صوتية تجيد الغناء الخليجي من بوابة أغنيات عبده، في حالة تبادل مصالح واضحة. تستفيد القناة برنامجا جماهيريا، ويستفيد محمد عبده من اللقب الذي يفترض أن يمنحه إلى أحد الموهوبين، فضلا عن الاستفادة المالية الكبيرة التي سيحظى بها بالتوازي مع الحملة الإعلامية الضخمة المنتظر القيام بها.
كما أنّ إصرار "دبي" والفنان السعودي على أن يكون البرنامج بعنوان "فنّان العرب"، سيجعله عرضة للانتقادات، على الأقلّ من جهة تسميته، فكيف يحمل البرنامج عنوانا لكلّ العرب، في وقت يفتح الباب لمواهب الغناء الخليجي فقط؟ وغناء محمد عبده فقط لا غير؟
قناة دبي في بيانها الصحافي أشارت إلى أنّ البرنامج سيقدم إلى الجمهور حلّة متجددة ضمن إمكانيات فنية وإخراجية تتماشى مع أهمية تواجد محمد عبده، احتراماً لتاريخه الفني.
مأزق القناة في اسم "فنان العرب" إذاً، في حين أنّه يجب تسميته "فنان الخليج"، ولن يشفع لها أن تشير إلى مشاركة مواهب من مختلف أقطار الوطن العربي في البرنامج، طالما أنّهم سيقدّمون الأغنية الخليجية فقط، وأغنيات السعودي محمد عبده حصراً.
حتى إن الجولة العربية كان هدفها فقط إشراك مواهب غنائية عربية تجيد الغناء الخليجي.